كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي في قصر الاونيسكو في بيروت خلال المؤتمر العالمي الثاني عشر لمناهضة العزل .
كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي في قصر الاونيسكو في بيروت خلال المؤتمر العالمي الثاني عشر لمناهضة العزل .
العزل، السجون، الشعوب : عنوانٌ كبيرٌ متشعب لا يمكن اختصار محاوره بدقائق معدودات والدليل أن مؤتمركم الكريم سيُعقدُ على مدى ثلاثة أيام، نأمل من خلالها أن تصلوا إلى التوصيات والمقرارات المرتجاة وأن تصيبوا أهدافكم المرجوة من وراء إنعقاد هذا المؤتمر .
إن القانون الدولي الإنساني الذي يجب ( نظرياً ) ان يكون القانون الأسمى والذي يعلو القوانين المحلية لكل الدول، أول ما يشير إليه هو حقوق الإنسان وهي حقوق مكتسبة لكل انسان على وجه البسيطة ولا يمكن لأي قانون ان يناقضها او ينتزعها منه ، ولا يمكن ايضاً لأي دستور ان يحرمه منها.
نظرياً، هناك مؤتمرات تعقد ولقاءات تتم وبرلمانات تسن قوانين وجمعيات بالآلاف في العالم كلها تتكلم عن حقوق الانسان،عن السجون وعن الاعتقالات التعسفية وغيرها من القضايا ولكن على من تطبق قراراتها ؟ ان المسؤول الاول عن انتهاك حقوق الانسان وسياسات العزل المنظمة والاعتقالات التعسفية هو الأمم المتحدة واميركا وغيرها من الدول التي تدعي التقدم .
أيها الاعزاء ،
هناك غطرسة وعنجهية وتجبر أحادي في العالم تقودها الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول المستكبرة والمتسلطة .
وهي دول بظاهرها دول القانون والحريات وحقوق الانسان لكنها بالواقع دول القمع والاعتقال والقضاء على كل من هو ليس تابع لها، او تابع للدولة المزروعة زوراً إسرائيل، الدولة الاولى الراعية للإرهاب العالمي .
إن هذه الدول تدوس على كل القوانين والاعراف وتضربها بعرض الحائط،
الأمثلة كثيرة في مجال السجون والعزل وخرق القوانين لا مجال لتعدادها ، لكن من أهمها :
١- محاصرة كوبا ومحاولة عزلها،
لقد كان لي الشرف ان ازور كوبا منذ سنوات قليلة وشاهدت بأم العين هذا الشعب الثوري المقدام الذي استطاع وبالرغم من الحصار الاميركي أن ينهض ويتقدم في عدة مجالات لا سيما الطب ويقاوم الهيمنة الاميركية التي بفعلتها، تعزل الشعوب وليس الانظمة، وهذا انتهاك للحد الأدنى من حقوق الانسان .
2 - السجون التعسفية السري منها والعلني لا سيما ابو غريب وغوانتنامو وهناك العديد من السجون التي تأوي مساجين لم يرتكبوا أي جرم سوى انهم ارتكبوا خطيئة مناهضتهم لرأي الحكام وخاصة في بعض الدول العربية وغيرها .
واهم سجين سياسي يهمنا اليوم، هو المواطن العربي الحر اللبناني جورج إبراهيم عبدالله الذي انهى حكمه القضائي منذ ست سنوات وهو اليوم سجين سياسي بإمتياز.
ان فرنسا التي ترفـع شعـار” Libertè ègalitè fraternitè “ مطالبة اليوم ان تطبق شعاراتها وتكون لديها الجرأة بإطلاق سراح المناضل جورج إبراهيم عبد الله .
إشارة الى الأسرى الإيرانيين الذين خطفوا على يد ميليشيات لبنانية وسلموا إلى اسرائيل.
3 - إيران :
حاولت اميركا وتوابعها منذ إنتصارالثورة عزل الجمهورية الاسلامية الايرانية ومارست كل انواع الضغوطات عليها من حروب وحصار اقتصادي و غيرها .
لماذا ؟
فقط لأنها وقفت ضد التبعية لأميركا وعادت اسرائيل وساندت ودعمت كل حركات المقاومة والتحرر في العالم لا سيما الفلسطينية واللبنانية .
واليوم، إيران، بالرغم من كل هذا العزل، استطاعت أن تثبت وجودها وتخرق كل جدران الحصار الاقتصادي وتقدمت على كل الصعد، لاسيما المجال العلمي والعسكري والطبي و في عالم التكنولوجيا الحديثة وتطوير نظم الكمبيوتر واجهزة الاتصال ...
٤- سوريا :
اليوم لا يوجد أي عاقل يصدق ان ما يحصل في سوريا له علاقة بالحرية والديمقراطية، بل ما يحصل حرباً كونية لمحاولة عزل محور المقاومة وضرب سوريا وذلك عبر تدمير الدولة والجيش ،
لكن، نحن على قناعة ان هذه الحرب فشلت وبدأت عقارب الساعة تعود إلى الوراء (وسيذوب الثلج ويبان المرج) وستنتصر القوى المناهضة للإرهاب على هذه القوى التكفيرية المدعومة عالمياً.
وهنا سؤال لا بد منه :
ونحن ننتقد العزل ،
هل تعتبر الولايات المتحدة داعش والنصرة وغيرها من المنظمات إرهابية ؟
اذا كان الجواب نعم،
فلماذا لا تمارس سياسة العزل الحقيقية ضدها ؟
ولماذا لا تجفف منابع الدعم لها ؟؟
وعليه، نحن على قناعة أن الإرهاب اليوم هو وسيلة بيد الإستكبار العالمي والقضاء عليه ومحاربته هو اكذوبة اميركية كبيرة تنطلي على صغار العقول فقط.
أيها الاعزاء ،
إن أهم مثال على خرق حقوق الإنسان وممارسة سياسة العزل والاعتقال وغيرها هو الكيان الصهيوني.
فإذا فندنا مواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عام 1948 لوجدنا مقابل كل مادة من مواده مخالفة لها من قبل الكيان الصهيوني المسمى اسرائيل.
• فالمادة الأولى التي تتكلم عن حرية الناس والمساواة : أين المساواة والحريّة ؟
• و المادة الخامسة: التعذيب والعقوبة القاسية
وهنا الاختصاص الإسرائيلي بالتعذيب والعقوبات الاجرامية .
• الى المادة التاسعة " لا يجوز إعتقال أي انسان أو حجزه أو نفيه تعسفياً ... وهناك أكثر من 7,000 معتقل فلسطيني تعسفاً !!! ناهيك عن الإعتقال الإداري وسجون الأرقام .
• اما المادة 13: 1 - لكل فرد حق في حرية التنقل وفي اختيار محل اقامته داخل حدود الدولة.
وهنا نرى مقابل هذه المادة جدران الذل والعزل والحواجز التي تقهر الشعب الفلسطيني وتعذبه .
• المادة 13: 2 - لكل فرد حق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده وفي العودة الى بلده .
مقابلها حق العودة التي تعتبره اسرائيل الهاجس الأكبر وتعمل جاهدة لمحاولة طمسه والغاءه وتحاول تسويق التوطين في الشتات...
ايها الأعزاء ،
ان الشعب الفلسطيني، الذي غُبن عبر الزمن اثبت انه بنضاله ومقاومته يستطيع ان ينتصر على سياسات العزل والأسر والقتل واستطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية تغيير قواعد اللعبة واصبحت اسرائيل تحسب الف حساب قبل القيام بأي اجتياح او اعتداء ...
وهي اليوم اجبن من ان تقوم بأي مبادرة والماضي لن يعود ولم تعد الأراضي الفلسطينية المحررة ملعباً سهلاً للجيش الصهيوني .
أما في لبنان وبعد اجتياح العام 78 و 82 قام العدو الاسرائيلي بإعتقال مئات المواطنين مقاومين ومدنيين رجال ونساء وشيوخ، وأصبح لنا المئات من الأسرى تعسفاً .
كما وحاولت إنشاء شريط حدوي عازل في جنوب لبنان واقامت المعتقلات في لبنان وداخل فلسطين...
وبالرغم من قرارات الامم المتحدة لاسيما القرار 425 الصادر عام 1978 وكل مناشدات المنظمات والهيئات الدولية، كان الحل الوحيد مع هذا الكيان الغاصب المحتل والمتجبر هو بالمقاومة المسلحة، المقاومة الشعبية من الأهالي والشعب .
ايها الاعزاء ،
لقد استطاعت المقاومة الاسلامية والتي لي الشرف أن امثلها من على هذا المنبر أن تدحر الجيش الذي كان يسمى " الجيش الذي لا يقهر " في ايار عام 2000، واستطاعت المقاومة المسلحة ان تحرر الاسرى في سجن الخيام وكان المشهد رائعاً عند دخول الاهالي لتحرير ابناءهم .
وفي العام 2006 حققت المقاومة والشعب اللبنانيين نصراً مشهوداً غير مسبوق على اسرائيل والحقت بالكيان الاسرائيلي هزيمة لن ينساها لانها أسست لبداية النهاية، وارست قواعد توازن الردع والرعب .
ايها الاعزاء ،
هذه هي وجهة نظرنا وهذه تجربتنا بإختصار .
ان القوة والغطرسة والاحتلال لا حل لها إلا بالقوة .
وقد علمتنا التجارب ان المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الشعوب من الاحتلال ولا يمكن للباطل ان يستمر والحق بإذن الله هو المنتصر .
وفقكم الله في مؤتمركم هذا لتكونوا داعمين الحركات المقاومة والتحرر من كل أنواع الإحتلال والعزل والهيمنة والتسلط.