
ألقى النائب رعد كلمة رأى فيها أننا نحتاج اليوم إلى لملمة أوضاعنا الداخلية بأيسر التكاليف وبأقل الخسائر، ونحن نعرف أن الخيارات تنازعنا، فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو عقيم، ولن يغير أحد من خياراته إلاّ إذا راجع حساباته بدقة في ضوء التطورات والأحداث الكبرى التي تعصف بالوطن والمنطقة، لافتاً إلى أننا على مدى السنوات القليلة الماضية كنّا نعيش حالة من الجنون في بعض الأوساط، حيث كان البعض لا يحسن الإصغاء للرأي والطرف الآخر، وكان محكوماً لرهانات قاصرة عن أن تجد طريقاً إلى التنفيذ، فغامر بالوطن وبوحدة الشعب وبمصير البلاد من أجل أن يحقق تلك الرهانات التي عجز عن تحقيقها.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية عيتا الجبل لمناسبة ذكرى اسبوع الإعلامي الكبير عرفات محمد حجازي أكد النائب رعد أننا نريد أن ننتهز فرصة الهدوء ونستعيد بعض الأفرقاء للإصغاء حتى يدركوا كيف نفكر وماذا نريد، وحتى يفهموا عن قرب حرصنا على وجودهم وعلى تحقق آمالهم التي يرفعون شعاراتها في السيادة والحرية والإستقلال، والتي لا نرى طريقاً لتحقيقها إلاّ بوحدة الموقف على أرضية الخيار المقاوم، مشيراً إلى أن كثيرين يحاولون أن يقنعوا أهلنا بأنهم سيأمَنون في بلادهم ووطنهم فيما يد العدو مطلقة في الإعتداء والحرب التي يشنها على الآمنين في كل فترة يستطيع فيها أن يحقق المزيد من القهر لمن حوله من الشعوب ومن الدول والبلدان.
وأكد النائب رعد أننا لا يمكن أن نركن إلى عدونا الصهيوني لا بتسوية ولا بمفاوضات ولا بمساومات، فنحن نعرف الطريق الوحيد الذي يضع له حداً لعدوانه، ومنفذاً لإنهاء غطرسته واحتلاله، مضيفاً أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحطيم مشاريع العدو ولحماية أهلنا ووطننا، ولقد جربنا خلال بضع سنوات هذا الخيار الذي دفعنا خطوات إلى الأمام، وقد نجحت تجربته وأثبت جدواه، في حين أن خيار التفاوض لا يزال عقيماً ومسدوداً، ولم يفضِ إلى شيء بل أعاد الأوضاع إلى الوراء.
ورأى النائب رعد أن ما يجري في المنطقة اليوم هو من أجل إحباط مفاعيل الإنجاز التحريري والتحرري الذي صنعه الأهالي بمقاومتهم وصمودهم، متسائلاً ماذا يعني أن يحتضن كل الغرب الإحتلال الإسرائيلي، ويغطي على عدوانه ويدعم إجرامه وإرهابه ويموّل تطوره وتسليحه، مشيراً إلى أن أهلنا المقاومين والصامدين قد خيّبوا آمال دول كبرى من خلال الإنتصار الذي حققوه على العدو الإسرائيلي، وأحبطوا مشاريع كبرى من أجل تمهيد المنطقة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي على مستوى الدول، ولكن من فاوضه في السابق ووقّع إتفاقيات معه يحاول الآن أن يعيد النظر بها إذا سنحت له الظروف، وكأن الإتفاقيات الموقعة معه لا تلزمه بشيء على الإطلاق.
وشدد النائب رعد على ضرورة أن نعمل جميعاً من أجل أن يشهد لبنان نوعاً من الإستقرار لا يوفره إلاّ فتح الحوارات الثنائية والثلاثية والجامعة بين كل المكونات، لأنها تفضي بالحد الأدنى بأن يصغي كل طرف لهواجس الطرف الآخر، ونحن لا ننتظر أن يملأ الشغور الرئاسي عبر هذه الحوارات، ولكن يمكن أن نلاقي ما يسهم في إنهائه إذا أصبحنا نفهم على بعضنا البعض، وإذا مهدنا الطريق لتفاهمات صغيرة بسيطة يمكن أن تنفس الإحتقان في شارعنا هنا وهناك لنلاقي بعض المستجدات فنواجهها على أرضية مشتركة ولو كانت بسيطة، وذلك من أجل أن نحقق خطوة متقدمة في مجال تحريك المؤسسات الدستورية التي يحاول ويصرّ البعض على تعطيلها في كل الفترة الماضية.
واعتبر النائب رعد أن مشهد الإرهاب التكفيري ليس مفصولاً عن مشهد الإرهاب الصهيوني الذي تصدينا له وهزمناه، فالإرهاب التكفيري هو الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني، وكلاهما يلتقيان عند الإستخدام من قبل القوى الدولية لتحقيق مصالحها، مشيراً إلى أن الإرهاب التكفيري لا يملك مشروعاً واضحاً يحاول تحقيقه لا في سوريا ولا في غيرها، فهو نزعة عدوانية إجرامية تجافي أي منطق إنساني وتبتدع وسائل إرهابية تجافي أي إحساس إنساني، مؤكداً أن المجموعات التكفيرية لا يمكن لها أن تحكم أو أن تتسلّط أو أن تستمر في هذا السلوك إلاّ من خلال دوام التمويل والتسليح عبر أصحاب المشاريع الذين يدعمونهم من أجل تحقيق مصالح ومشاريع تمت إليهم بصلة.
وختم النائب رعد أننا حين نواجه هذا الإرهاب التكفيري فإننا لا نواجهه دفاعاً عن الشيعة ولا عن الجنوبيين أو البقاعيين بل عن الوطن بأسره وعن كل التنوع السياسي فيه، ونحن نريد أن نلغي أداة الإرهاب التي يستخدمها الأميركي والغربي وبعض الملحقين به من حكام المنطقة.
بدوره عضو كتلة التحرير والتنمية النائب الدكتور أيوب حميّد خلال إلقاء كلمة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري "أكّد "أنّ الحوار قرّب المسافات،وإن لم ينجز كثيرا على مستوى القضايا الأساسية ،لكن بحدوده الدنيا فتح أبوابا عديدة لتلاقي اللبنانيين بعد أن انقسموا عميقا في مجالات شتّى ،حتى لم نعد نتفق على المسلمات والبديهيات الأساسية ،نحن سنستمر في الدفع لكي يلتقي كل اللبنانيين على كلمة سواء فيها الفائدة والخدمة للوطن
وأضاف نلحظ في هذا الوقت الكثير من العثرات التي تسهم في شلّ عمل مؤسسة مجلس الوزراء في ظلّ شغور موقع رئاسة الجمهورية التي نتمنّى أن ينجز هذا الاستحقاق اليوم قبل الغد لأننا ندرك أهمية توازن السلطات وأن يكون لكل مكونات الوطن دورها الفاعل ،وأنّ شلّ عمل الحكومة ليس فيه خدمة للبنان ولا للبنانيين انما هو مزيد من عملية قتل المؤسسات ومنعها من أن تقوم بواجبها
ودعا إلى تحصين البيت اللبناني الداخلي و المحافظه على تاريخ لبنان المجيد وعدم التفريط بالدماء الطاهرة التي سالت على مذبح المقاومة والتحرير و بالتضحيات التي تحملها الشعب الطيب الصابر ليبقى لبنان عربيا بانتمائه وقراره ويبقى وطن الأمثولة لكل المتطلعين الى كرامته وحريته
والى حماية لبنان من التآمر الدولي والرياح التي تهب من كل حدب وصوب تارة بعناوين الربيع العربي وطورا بعناوين اخرى كما هو الواقع في سوريا والعراق وليبيا وغيرهم من الأقطار التي نرى بذور الشّر تصعد شيئا فشيئا خدمة للصهيونية العالمية وللتنصّل من القضية الأساس قضية فلسطين وشعبها المظلوم المقهور ،وما يراد من تبعات لهذا التآمر المتمادي والمستمر من خلال السعي إلى تهجير ما تبقى من أبناء فلسطين من أرضهم التاريخية وحقهم المشروع في ظل هذا الواقع والتآمر
وكان استهل كلمته بالحديث عن مآثر الفقيد الراحل ومحطات تاريخ حياته الاعلامية ، كنجم دون منازع بطلّته وكلمته الوافرة وصياغته المحكمة الهادئة التي نفذ من خلالها إلى العقل والفهم ، و حوّل الإعلام من إعلام السلطة والمتسلط إلى إعلام المقاومة والمقاومين التي انطلقت من بداية الثمانينات القرن المنصرم ،حيث كانت الصحف الصفراء وكان المأجورين والمتزلفون يقفون في خندق واحد ،أقل ما يقال فيه إنه كان يدفع بالوطن نحو التطبيع والقبول بإسرائيل كحقيقة دافعة في عمق الوطن العربي والإسلامي المتمادي
وكان من السباقين الذين صحّحوا البوصلة ليكون الإعلام اللبناني إعلام المقاومة والتحرير والرفض لما كان يراد للبنان أن يقع فيه وهو الرضوخ والاستسلام لما كان يخطط له للمنطقة العربية بأسرها
وكان رأس الحربة في السعي باتجاه لبنان الجديد إن من خلال نقابة المحررين او من خلال الدّور الذي كان يضطلع به في ضخ روح التفاهم وروح القوة والمنعة والإنارة على الحقيقة كما هي حينما تسلّم مسؤولية الإعلام لرئاسة المجلس النيابي ،كما انطلق الى المدى الأبعد المتعلق بالتكنولوجيا الحديثة وسعيه للاستثمار على هذه المعارف التي تغذي الناشئة وتعطيهم الحقيقة الناصعة دون تشويه .
وألقى رئيس المجلس القاري الافريقي ،رئيس الجالية اللبنانية في ابيدجان نجيب زهر كلمة باسم العائلة والاغتراب اللبناني شكر فيها القيادات السياسية والحزبية والدينية والإعلامية التي كرّمت ،واتصلت وعزّت بالفقيد الراحل.