أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض أننا نريد الحوار ونريد أن نعطيه كل فرصة للنجاح، ولا نريده حوار مجاملات كما لا نريده لأسباب تكتيكية، بل نريده حواراً فاعلاً ومنتجاً وجدياً، ولذلك فإننا حريصون على إحاطته بمناخات سياسية مؤاتية تبعده عن أي توتر أو تصعيد.
كلام النائب فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة كفركلا لمناسبة ذكرى أربعين الشهيد فضل عباس فقيه بحضور عدد من العلماء والشخصيات والفعاليات وحشد من أهالي البلدة.
واعتبر النائب فياض أن حق الدولة علينا أن ندافع عن سيادتها، وأن نحمي حدودها ووحدتها وأمنها واستقلالها، فهذه الخطوات هي البداية في مسيرة بناء الدولة، لافتاً إلى أن تهديد المشروعين الإسرائيلي والتكفيري المتمثل باستهدافهما للدولة والمجتمع في آن هو ليس مجرد تخيلات ولا افتراضات نظرية بل هو واقع ملموس وبديهي، فمشروع الخلافة لدى داعش وكل المشروع التكفيري بتنوعاته المختلفة هو مشروع يهدد كل دول المنطقة ولا يعترف بشرعية أنظمتها ويسعى لتهديم الدول فيها وتجاوز الحدود، وهو بتحركه في سوريا يعطي إهتماماً خاصاً من ضمن أولوياته للساحتين العراقية واللبنانية لأسباب عقائدية ومذهبية، ولذلك فهو لا يحتاج إلى ذريعة ولا يبني حساباته على قاعدة سياسية بل على أساس اعتقادي فقهي متعصّب وجامح.
وأشار النائب فياض إلى أنه لم يكن حزب الله في مخيم نهر البارد عندما اجتاحه التكفيريون، كما أنه لم يكن في معلولا التي دمرها التكفيريون وأسروا راهباتها، وهو لا يمتلك قاعدة في بلدة رأس بعلبك المسيحية التي سعى التكفيريون لاجتياحها مراراً، متسائلاً ما هو ذنب الجيش اللبناني الذي يتحرك على أرض لبنانية وهو خارج المسألة السورية بالكامل حتى يستهدف بالعبوات والتكفير واختطاف عناصره وعناصر القوى الأمنية الأخرى وذبحهم دون شفقة، وما هو ذنب الإيزيديين المسالمين الذين لا صلة لهم بكل الصراع الدائر في العراق فيشرّدون ويذبحون وتغتصب نساؤهم وتسبى وتباع في سوق النخاسة، وهل علينا أن نواجه كل ذلك بسياسة دفن الرأس في الرمل، وأن نضمن أمن وحياة أهلنا ووطننا بمقولة أننا لا نرى ولا نسمع ولا دخل لنا بكل ما يجري من حولنا، وهل نركن في بيوتنا بانتظار أن نرى العدو على الأبواب كي يذبحنا ويسبي نساءنا ويلغي وجودنا.
واعتبر النائب فياض أن من لا يرى كل ذلك أو يتفهمه هو عاجز عن الإحساس بهواجس ومخاوف وقلق القسم الأكبر من اللبنانيين، وهو غارق في الفئوية والحسابات الخاصة التي تمنعه من تفهم حقوق الآخرين بالأمن والإستقرار والحياة دون تهديد والدفاع عن وجودهم الإنساني، مؤكداً أننا لا نريد أن نساجل أحداً أو أن نوتر بيئة الحوار بل نريد أن نصارح الرأي العام ونناقش بمنطق وعقلانية ومن زاوية المصالح الوطنية وحماية الدولة التي نخشى عليها ونتطلع إلى معالجة عيوبها وأعطابها ومواطن الضعف فيها.