رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن ما يحصل في سوريا هي حرب تخاض من قبل عدة دول لإسقاط دورها المقاوم، وليس كما يدعون بأن ما يحصل هو ثورة لإصلاح الأوضاع فيها، مشيراً إلى أن الشعب السوري اليوم يعيش معاناة شديدة، وهو كان أكثر المتضررين من تقديم السلاح للمعارضة، ومن تغلغل وانتشار هذه المجموعات والتيارات، ومن تدمير البنى والمرافق الحياتية، معتبراً أن المعاناة الإنسانية التي أصابت الشعب السوري يتحمل مسؤوليتها كل من ساهم في دعم هذه المجموعات التكفيرية ولم يقبل في أن يكون الإحتكام لإرادة الشعب أو اللجوء إلى الحل السياسي.
كلام الوزير فنيش جاء خلال اللقاء الحواري الذي نظمته جمعية صور الثقافية الإجتماعية لمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وذلك في مركز الجمعية في مدينة صور بحضور عدد من الفعاليات والشخصيات وحشد من المهتمين.
وأكد الوزير فنيش أن تصدينا للخطر التكفيري جاء بعد أن استفحل هذا الخطر وبات يهدد وطننا، وبعد أن اتضح لنا طبيعة مشروعه، مشيراً إلى أن ما يحصل اليوم في الجولان والقنيطرة من تطور ميداني يشعر الإسرائيلي بالقلق، لأنه في حال استطاع الجيش العربي السوري العودة إلى مواقعه فإنه بذلك يشكل خطراً عليه، وهذا يوضح أن الجماعات التكفيرية التي تقاتل بعنوان الدين والإسلام أصبحت سبباً لطمأنة العدو الإسرائيلي، ويكشف أيضاً دورها ودور الإسرائيلي ومشروعه في سوريا، فسبب استهداف الإسرائيلي لمجموعة من الشباب المقاومين في هذه المنطقة كان بهدف ردع المقاومة وجعلها غير قادرة على التصدي لمشروعه في سوريا، لافتاً إلى أن رد المقاومة كان بليغاً، وأعاد تذكير الإسرائيلي من جديد بمنظومة الردع التي تمثلها المقاومة ليس فقط في لبنان فحسب، وإنما إلى أكثر منه خاصة بعد عملية مزارع شبعا وخطاب الأمين العام.
وأكد أننا في لبنان قد نجحنا في تحقيق العديد من الأمور بالرغم من شكوانا جميعاً من الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وتعطيل المجلس النيابي عن القيام بدوره، وبطء العمل في الحكومة، وقد استطعنا أن نحفظ لهذا البلد أمنه واستقراره، فلبنان بات اليوم متميّزاً في أمنه واستقراره عن بقية الدول بالرغم مما يحصل من اضطراب في البلدان المحيطة به التي كان يتأثر بها سابقاً، معتبراً أن السبب الأساسي فيما ينعم به لبنان من استقرار يعود لوجود المقاومة فيه واقتدارها وردع العدو الإسرائيلي، وحكمة إدارتها للشأن السياسي.
واعتبر أن انعقاد جلسات الحوار في لبنان يقطع الطريق على الجماعات التكفيرية من أن تتغلغل في العديد من المناطق اللبنانية، ومن أن تفكر بأن لديها بيئة حاضنة فيه، فالخطة الأمنية التي تشهدها منطقة البقاع تؤدي إلى ضبط الأمن وملاحقة المعتدين من خلال قيام الدولة بواجبها وبمسؤولياتها تجاه المواطنين، مؤكداً أن الحوار هو الطريق الوحيد للحفاظ على استقرارنا في مواجهة هذه التيارات التكفيرية من جهة، وفي تقوية ودعم دور المقاومة في التصدي للمشروع الإسرائيلي من جهة أخرى.
ونوّه الوزير فنيش بموقف الحكومة ورئيسها ووزير خارجيتها بعدم الذهاب إلى مؤتمر تشارك فيه إسرائيل تحت عنوان "مكافحة الإرهاب" وهي مصدر الإرهاب والشرور في المنطقة، معتبراً أن هذا الموقف هو موقف وطني وشجاع ويخدم بالكامل مصلحة لبنان، وأي كلام آخر لا يخدم مصلحة لبنان.