برعاية سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد محمد فتحعلي وفي أجواء ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية في إيران ولمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان الشهيد المهندس حسام خوش نويس أقامت الهيئة الإيرانية حفل افتتاح شبكة طرق كانت بدأت بتنفيذها بُعيد حرب تموز 2006، وهي على الشكل التالي: طريق الشهيد الدكتور مصطفى شمران (القاسمية - برج قلاويه - مدينة النبطية)، وطريق الإمام المغيّب السيد موسى الصدر (الناقورة - بنت جبيل - كفركلا)، وطريق الشهيد السيد عباس الموسوي (الحوش - قانا - تبنين).
وكانت هذه الطرقات قد أنشأتها الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان برئاسة الشهيد حسام خوش نويس الذي ترك بصمة في كل قرية جنوبية وقدّم كل طاقته من أجل أن ينعم الجنوبيون بالراحة والسلامة، وقد باشرت الهيئة بتنفيذ هذه الطرقات بعد حرب تموز عام 2006 كهدية من الشعب الإيراني إلى الشعب اللبناني الصامد والمقاوم في وجه العدو الإسرائيلي وغطرسته الهمجية.
وقد افتتح سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد محمد فتحعلي بداية طريق الإمام المغيّب السيد موسى الصدر (الناقورة - بنت جبيل - كفركلا) بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، مسؤول إقليم جبل عامل محمد غزال على رأس وفد من حركة أمل، ممثلين عن مجلس الإنماء والإعمار، ممثلين عن شركة معمار والهيئة الايرانية، وفود من القرى الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة (علما الشعب، يارين، أم التوت، الزلوطية، مروحين) والقرى المجاورة، بالإضافة إلى عدد من العلماء من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية وحشد من الأهالي.
بداية أزاح سعادة السفير السيد محمد فتحعلي والحضور الستارة عن اللوحة التذكارية المقابلة لموقع جل العلم الإسرائيلي والتي تعرّف عن الطريق وتحمل صورة الإمام السيد موسى الصدر والشهيد حسام خوش نويس، ومن ثم قدّم مسؤول إقليم جبل عامل في حركة أمل محمد غزال وعضو المجلس البلدي في بلدة علما الشعب كميل غفري درعاً تقديرياً لسعادة السفير.
وبعدها أقيمت الدبكة الشعبية، فيما كان عدد من الخيّالة يستعرضون بخيولهم وهم يحملون الأعلام الإيرانية، كما نحرت الخراف تكريماً لقدوم السفير الإيراني إلى قراهم، ثم قدّم له نجل الشهيد هيثم غريّب باقة من الورد.
وتزيّنت الساحات بالأعلام اللبنانية والإيرانية وفرش السجاد الأحمر، وأطلقت البوالين التي تحمل ألوان العلمين اللبناني والإيراني على وقع عزف الموسيقى التابعة كشافة الإمام المهدي (عج).
وجدير ذكره أن هذا الحفل قد جمع العديد من فعاليات وشخصيات المنطقة من كافة الطوائف الدينية، حيث شكّل نموذجاً للعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد كما كان يدعو دوماً الإمام المغيب السيد موسى الصدر.
من جهته رئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الإجتماعي الشيخ عادل الترك اعتبر أن الثورة الإسلامية في إيران هي التي أنتجت وأنبتت المقاومة الإسلامية في لبنان التي استطاعت تحرير الجنوب اللبناني من العدو الصهيوني بفضل تضحيات المجاهدين والشهداء، وهي استطاعت أن تجلب النصر للبنان، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت رغم التحديات والحصار أن تكون من الدول المتقدمة والمنتجة والمزدهرة.
بدوره رئيس بلدية الناقورة محمود مهدي أشار فيه إلى أن الطريق الذي يتم افتتاحه والذي سمي بمعبر الوعد الصادق الممتد من الناقورة إلى مرجعيون هو طريق حيوي وذات أهمية كبيرة لناحية وصل القرى الجنوبية فيما بينها، ولكنه كان مهملاً منذ سنوات، مؤكداً أن هذا الطريق هو اليوم وبفضل صدق المقاومة ومن ورائها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأفضل حال يمكن له أن يكون عليه، شاكراً جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمساهماتها في تعبيد وتسوية الطريق الذي يستفيد منه الجنوب كله.
ومن ثم توجّه سعادة السفير السيد محمد فتحعلي إلى محلّة الحوش (برج الشمالي)، حيث افتتح طريق سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (الحوش "برج الشمالي" - قانا - تبنين) بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، مسؤول إقليم جبل عامل محمد غزال على رأس وفد من حركة أمل، ممثلين عن مجلس الإنماء والإعمار، ممثل عن عائلة الشهيد السيد عباس الموسوي، ممثلين عن الفصائل الفلسطينية بالإضافة إلى عدد من العلماء من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية وحشد من الأهالي.
وقد أزاح سعادة السفير السيد محمد فتحعلي والحضور الستارة عن اللوحة التذكارية التي تعرّف عن الطريق وتحمل صور الشهيد السيد عباس الموسوي والشهيد حسام خوش نويس، قبل أن يقدّم أحد أبناء مجاهدي المقاومة الإسلامية باقة من الورد للسفير.
وكانت قد تزينت الساحات بالأعلام اللبنانية والإيرانية وفرش السجاد الأحمر، وأطلقت البوالين التي تحمل ألوان العلمين اللبناني والإيراني على وقع عزف الموسيقى التابعة كشافة الإمام المهدي (عج).
وبعد ذلك توجه السفير الإيراني إلى بلدة برج قلاويه حيث أقيم حفل خطابي حضره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النائبان الدكتور حسن فضل الله والدكتور علي فياض، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، مسؤول إقليم جبل عامل محمد غزال على رأس وفد من حركة، بالإضافة إلى عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية وحشد من الأهالي.
وقد افتتح الحفل بالنشيدين الوطني اللبناني والإيراني، وبعدها جرى عرض مرثية إنشادية مهداة لروح رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان الشهيد حسام خوش نويس.
الحفل الذي قدمه رئيس بلدية شحور الأستاذ كامل خليل، تخلله تقديم رئيس بلدية برج قلاوية محمد نور الدين درعاً تقديرياً للسفير الإيراني.
ثم ألقى النائب رعد كلمة أكد فيها أننا نريد لبنان قوياً بشعبه وبمقاومته وبجيشه، ونريده عزيزاً وكريماً لا يستطيع أحد أن ينال من سيادته، لافتاً إلى أننا نعرف أن للبنان عدو شرس ألا وهو العدو الإسرائيلي، ونعرف أن الإرهاب التكفيري هو الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني، فما سمعناه بالأمس من كيفية إبداء العدو الإسرائيلي قلقه من الخسائر الكبيرة التي يمنى بها التكفيريون في منطقة القنيطرة وريف درعا وكأنه هو الذي يتكبّد تلك الخسارة يؤكد أن العدو واحد بوجهيه الصهيوني والتكفيري، مؤكداً أننا ماضون في مسيرتنا حتى نسقط الإرهاب من جذوره، ونبني بلدنا وإنساننا العصي على أن ينال منه أي إرهابي في منطقتنا أو في العالم.
وقال النائب رعد إننا في مناسبة انتصار الثورة الإسلامية المباركة نستحضر كل الهجمة التي تحاول بعض الدول الغربية محاصرة إيران لمنع الخير من أن يصل إلى المستضعفين الذي قد وصلنا بعض منه عبر إخوة شاركونا حقنا في الدفاع عن أرضنا، وقدموا لنا كل ما يلزم من الخبرات والمساعدات والمال والجهوزية التي تلزم من أجل أن نحرر أرضنا بسواعدنا وبإرادتنا.
وأشار النائب رعد إلى أن الجمهورية الإسلامية لا تريد إلاّ الخير للناس، وتبحث عن المستضعفين في كل البلدان والمناطق، وتوظف قدراتها من أجل مساعدتهم وإعانتهم في الإنتصار لقضاياهم العادلة، لافتاً إلى أن الإستكبار العالمي الذي يريد أن يسحق إرادة المستضعفين في كل مكان لا يريد للجمهورية الإسلامية أن تمد يد المساعدة لأي مستضعف في أي زمان ومكان، وهنا يكمن جوهر الصراع بين الثورة الإسلامية المباركة وبين قوى الإستكبار العالمي، مما يجعل الصراع واضحاً في كثير من الدول بين من يريد أن ينهض بالمستضعفين وبين من يريد أن ينهبهم.
بدوره النائب أيوب حميد ألقى كلمة تحدث في مستهلها عن الواقع المرير الذي عاشه الجنوب في الماضي من الحرمان والقهر والعوز والشقاء قبل قدوم الإمام السيد موسى الصدر الذي استبصر بأن الحياة العزيزة والكريمة لا تستعاد إلاّ بالدماء وبالشهادة، وأن من يريد الحياة لا يقهره الموت الذي هو الطريق إلى الحياة، فهذا ما تعلمناه من مدرسة الإمام الصدر و من الإمام المقدس روح الله الخميني ومن الذين ساروا في ركب الثورة وأبرزهم الشهيد القائد الدكتور مصطفى شمران رفيق درب الإمام الصدر ومن الأوائل الذين اختطّوا بدمائهم وأجسادهم الطريق القويم في مواجهة العدو الأوحد ألا وهو العدو الإسرائيلي، وكانوا نعم الإخوة والرفاق للذين سبقوهم على طريق الكرامة والحرية، وكان التحرير الناجز والإنتصار الكبير بفضل الدماء التي قدمت على درب الكرامة، وأولها الشهيد السعيد السيد عباس الموسوي ، وحينما نتذكر هؤلاء الأعلام لا يعني أن نمحو من الذاكرة تلك المسيرة المضمخة بعطر الشهادة، لأولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله ومضوا في طريق تحرير الأرض والإنسان
وتابع أن هذا الانتصار لم يكن يتيماً، فقد وقفت إلى جانبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت سوريا إلى جانب إيران الثورة في دعم المقاومة حتى انتصرت، وليس بالغريب أن يكون عدو هذا المحور هم عينهم الذين اغتالوا الشهيد السعيد حسام خوشنويس، وليس بالمستغرب التآمر على الجمهورية الإسلامية ومحاولة محاصرتها والسعي الحثيث إلى إعادتها إلى أيام الظلم والظلام أيام الشاه المقبور، وأيام سفارة إسرائيل في قلب طهران، وأن تكون إيران كما كانت في تلك المرحلة عدوا للعرب وللمسلمين وعاملة بأوامر الغرب والإستكبار طمعاً باستثمار خيراتها لتكون مستغلة ومستعبدة، وما محاصرتها اليوم إلاّ لمنعها من التواصل مع كل الأحرار والشرفاء في العالم مع سوريا ولبنان وغزة والضفة والقدس، بل أيضاً أينما وجد إنسان مظلوم أو مقهور، وإن هذه الثورة المباركة تقوم وتعمل من أجل الإنسانية جمعاء.
كما وألقى سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد محمد فتحعلي كلمة قدّم فيها تحية شكر وتقدير للهيئة الإيرانية المساهمة في إعادة اعمار لبنان، وعلى إتاحتهم لي هذه الفرصة الطيبة لرعاية افتتاح شبكة الطرقات التي أنشأتها الهيئة.
وقال إنني أتوجه إليكم وإلى جميع المسلمين والأحرار في العالم بالتهنئة والتبريك في الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، ثورة الشعب الإيراني بقيادة إلهية ربانية جسّدها العبد الصالح الإمام روح الله الموسوي الخميني الذي أسقط النظام الإستكباري، وأقام نظام الجمهورية الإسلامية التي أعطت النموذج والمثال لإرادة الشعوب في تحقيق أهدافها، وانتصار الحق على الباطل والمظلوم على الظالم.
وأضاف أنه ومن رحاب هذه الثورة المباركة أتى شهيدنا الكبير المهندس حسام خوشنويس، ويمّم وجهه شطر قبلة الجهاد ضد العدو الصهيوني إلى ربوع أهل هذه الأرض المجاهدة يحمل في قلبه شوق الشعب الإيراني وتقديره لعظيم التضحيات التي بذلت على مذبح الشهادة حماية للبنان وشعبه وحريته واستقلاله من عدو ظالم لا يرحم، وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عهدها في دعم لبنان الشقيق في مختلف الظروف وفي كافة المجالات خاصة في ظل كل الصعوبات التي عانى منها في المرحلة السابقة لا سيما حرب تموز عام 2006، ومع كل ما خلفته هذه الحرب العدوانية الهمجية من آثار تدميرية طاولت الحجر والبشر، وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سارعت إلى بلسمة الجراح والمشاركة في إعمار لبنان، فساهمت في بناء وترميم دور العبادة والمستشفيات والمدارس والطرق والجسور وشبكة الكهرباء والبنى التحتية تقديراً منها لهذا الشعب الشقيق والعزيز.
وتابع إننا وبفضل الله تعالى ودماء وتضحيات المجاهدين نقف اليوم بفخر واعتزاز لافتتاح شبكة الطرقات هذه، بدعم من الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان التي جسدت محبة الشعب الإيراني للشعب اللبناني وتقديره لتضحياته والتفافه حول مقاومته الشريفة الباسلة.
وختم بتقديم التحية والسلام لروح شهيدنا حسام خوشنويس، الذي تصادف اليوم ذكرى رحيله ولكل شهداء العزة والكرامة في لبنان وفلسطين، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها الحكيمة ستبقى السند الداعم للشعوب المظلومة في العالم وعلى مواقفها الثابتة في مواجهة المؤامرة الصهيونية المستكبرة التي تستهدف سوريا في موقعها الإستراتيجي الداعم للمقاومة.
وبعد الإحتفال انتقل السفير الإيراني الحضور إلى مدخل البلدة للمشاركة في افتتاح طريق الشهيد الدكتور مصطفى شمران (القاسمية - برج قلاويه - النبطية)، حيث أزاح السفير الإيراني والشخصيات المشاركة الستارة عن اللوحة التذكارية التي تعرّف عن الطريق وتحمل صور الشهيد الدكتور مصطفى شمران والشهيد حسام خوش نويس، قبل أن يقدم أحد أبناء مجاهدي المقاومة الإسلامية باقة من الورد لسعادة السفير السيد محمد فتحعلي.
وتزيّنت الساحات والطرقات المؤدية للوحة التذكارية بالأعلام اللبنانية والإيرانية وفرش السجاد الأحمر، وأطلقت البوالين التي تحمل ألوان العلمين اللبناني والإيراني على وقع عزف الموسيقى التابعة كشافة الإمام المهدي (عج).
وفي الختام أقام رئيس بلدية برج قلاوية الأستاذ محمد نور الدين مأدبة عشاء على شرف سعادة السفير السيد محمد فتحعلي في دارته في بلدة برج قلاويه بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، مسؤول إقليم جبل عامل في حركة أمل محمد غزال بالإضافة إلى عدد من العلماء وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية واجتماعية.