كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة معركة الجنوبية، وقد جاء فيها:إننا نؤكد أننا حريصون على تقوية بنيان الوحدة الوطنية في الوقت الذي نواجه فيه العدو الصهيوني وأدواته التكفيرية، وفي هذا الإطار نلمس أيضاً محاولات لإلباس خطاب المقاومة اللبوس الطائفي من خلال محاولات تصدر عن أصحاب نفوس ضعيفة أو مريضة تسعى إلى جعله معادلاً للخطاب الطائفي، ونحن منذ أن انطلقنا لم يكن فعلنا وخطابنا في المقاومة إلاّ فعلاً وخطاباً وطنياً لجميع اللبنانيين، ولم ندافع عن طائفة واحدة منهم بل دافعنا عن لبنان بجميع طوائفه، فالدم الذي أريق من عروقنا لم يدافع عن مواطن شيعي بل دافع عن المواطن المسيحي والسني والدرزي من قبل أن يدافع عن المواطن الشيعي، وهذا ما يعرفه المقاومون الذين بدأوا مقاومتهم على الأرض اللبنانية جميعاً، واستهدفوا تحرير المعتقلين اللبنانيين إلى أي طائفة انتموا أو إلى أي حزب انتسبوا. إن محاولة تقديم خطابنا على أنه طائفي تأتي من باب الإفتراء والبهتان، وتصدر عن وعي ضيق لا يريد الشراكة والعيش الواحد، بل لا يزال على الرغم من الحوار يمنّي النفس بالعودة إلى الأحادية والإستبداد اللذين لم يجُرا على لبنان في الأعوام القليلة الماضية إلاّ الخراب على كافة الصعد سواء كان سياسياً أو إجتماعياً أو إقتصاديأ، فعلى هؤلاء أن يخرجوا من ذهنياتهم الضيقة ومما يعتمر في نفوسهم من نوايا تسعى إلى وقف الحوار أو إعاقته، وليسلموا بحقيقة أن لبنان لا يمكن أن يعيش إلاّ بأجنحته جميعاً وأنه جسد متكامل يضم أطرافه جميعاً، وأن تحقيق ذلك لا يكون بالحملات المفتعلة المتجنية، بل يكون من خلال الحوار الجدي الهادف إلى تجاوز الإنقسامات، وإلى الشروع في بناء الدولة التي يتطلع إليها اللبنانيون وتكون قادرة على الإيفاء بطموحاتهم في المجالات المختلفة.
إننا بيّنا على مدى تجربتنا في المقاومة أننا كنّا دائماً أصحاب دعوة الحوار وإرادته، ونحن من قبل أن تهدم السواتر الترابية والمتاريس التي كانت تقسم المناطق اللبنانية بدأنا بالحوار السياسي مع قوى كانت خلف هذه السواتر، واستمر الحوار من عام 1982 ولم يتوقف حتى أثمر التفاهم بيننا وبين التيار الوطني الحر في 6 شباط من عام 2006، ولم نتوقف عند حوار مع طرف بعينه وإنما سعينا كان على الدوام إلى إنجاز حوارات وتفاهمات مع القوى السياسية التي تؤمن بالعداء مع العدو الصهيوني، وتؤمن بالعيش الواحد وضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية.
إننا سنواصل حماية هذا الحوار والدفع به باتجاه التقدم في مراحله جميعاً، ولن نكون لقمة سائغة لفخ إسرائيلي ينصب بدهاء ومكر، ولا يمكن أن نقع في أسر من لا يريد لهذا الحوار أن يستمر أو يتقدم من أصحاب الإرادات الذين يعتقدون أن وصولهم إلى أهدافهم لا يكون إلاّ على أساس الفرقة والإنقسام، فنحن أهل وحدة وعيش واحد وتفاهم وتعاون، ونحن من نبذ الذات وأنكرها حين قدم مهجه على مذبح الشهادة دفاعاً عن الوطن والأمة، ولا يمكن أن نقف عند صغائر تحول بيننا وبين استكمال واجبنا الشرعي والوطني.