مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة الميادين 15-1-2015
غسّان بن جدو: سادتنا مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم. من العراق الى سوريا الى مصر الى ليبيا، فتركيا وفرنسا ومالي ونيجيريا.. عالمنا يغلي ويحرق وزيادة...من القاعدة الى النصرة وداعش، الى امارات الإسلام في مدن واحياء في سوريا والعراق، وكلِ ما يرمز الى الارهاب والتوحش، منطقتنا تغلي وتحرق وزيادة... من المنظمات الدينية ومفكري البلاط والغفلة العربية، الى الاتحادات العالمية المزعومةِ لعلماء المسلمين، وفتاوى العنصرية الطائفية والمذهبية البغيضة، حال أمتنا مهترئٌ، يغلي ويحترق ويحرق وزيادة.. إسرائيل المنتعشةُ بحروبنا الداخلية وتدميرنا الذاتي، وانقلابِنا بعضِنا على بعض بالغدر والخيانة والطعن في الظهر، تحت شعارات واهمة وحسابات انتهازية، إسرائيل هذه المنتشيةٌ بلحظتها الذهبية لا بل بلحظتها الماسية، ليس لها من همٍّ يومي الا المقاومة، وعلى رأسها تحديداً حزبُ الله : راجعوا ما يقال ويكتب .. نعثر يوميا على مصطلحاتِ ومفاهيمِ الخط الاحمر وقواعد اللعبة وحافة الهاوية والخطر الاكبر والعقل الاخطر لقائد الحزب الاكبر، وصواريخ حزب الله المئة وخمسين ألفاً ،وهكذا.... ليس في هذه الاشارة ايُ مبالغة او تضخيم، لا بل على العكس، ان اطنان الاوراق والكراسات والأشرطة والبرامج والحوارات المعلنة والمسربة، ولا نعلم عن تلك السرية في الكواليس، تخصص مادتها الاكبرٓ لحزب الله في لبنان وخياراته واستراتيجيته وما يفعله في سوريا والعراق والإقليم، وما يخطط له، وما يتسلح به، ويزيد به ترسانته الصاروخية وما لديه من اسلحة سرية وحديثة كما يقولون. إسرائيل هذه رغم تلذذها الواضح والمفهوم لا بل تلذُذِها المنطقي والمشروع بحالنا من العبث والفوضى والتفتت، فانها تقول يوميا وبصراحة: اذا كان رأس الافعى كما تصفه في ايران، فان سم الافعى الذي يهدد إسرائيل هو هذا الذي على حدودنا الشمالية في لبنان. لذا لا عجب ان تُنفقَ إسرائيل وتُسخّـر ما لديها من قدرات وما اكثرها بهدف اختراق الحزب ومقاومته أمنياً من الداخل، وتطويقه من الخارج، والاستعداد لاي مواجهة تراها إسرائيل حتميةً مع حزب الله.. هذه أيضا حقيقة واقعة...لكن الحقائق على الجانب الآخر هي كثيرةٌ وهامةٌ ومتراكمةُ التخطيط والتنفيذ والبناء والحركة.. واحدةٌ من هذه الحقائق ايها السادة، أننا لم نعد أمام ظاهرة حزب يقاوم في لبنان وكفى.. بتنا أمام قوة إقليمية بكل ما للكلمة من معنى، بمعزل عن قاموس الوجود في لبنان ومفردات الاستثنائية، حيث الكبير يمكن ان يكون صغيرا والصغير كبيراً.
العام الفان واربعة عشر، مرّٓ ثقيلا بطيئاً قاسياً، زاد في شق نسيجنا، وتوسع الارهاب: عامٌ عادت فيه مصطلحات السبي والرق والجزية، واهل الذمة والرافضة الكفرة، والروافض المجوس، والشيعةِ الكفار الذين يستحقون الذبح، والسنةِ المرتدين الذين يستحقون الشنق،وهذا قبل أن تُتوج هذه الافكارُ/ المفاهيمٌ باعلان دولة الخلافة!
المقاومة في فلسطين قاتلتْ وصمدتْ وأوجعتِ الاحتلال، بل ألحقت به الاهانة رغم مكابرته، لكنها مازالت عاجزةً سياسيا وغيرَ قادرة حتى على إعادة إعمار بيوت الناس، ربما بفعلِ التمزق الداخلي، والحصار الخارجي، وتملٌصِ بعض العرب من تعهداتهم...ما يعرف بمحور المقاومة والمواجهة يسعى الى ترميم بنيانه...سوريا جريحة ما زالت تألم. سوريا تبقى جرحٓ المنطقة والامة والعالم. لن يستقيم حالٌ ابداً، الا بحل في سوريا. العراق تحت عاصفة الارهاب يقاتل ويواجه. تركيا اردوغان، جارُ الضرورة والجغرافيا السياسية والامن الإقليمي، ما زالت لغزاً... مصر منهارة اقتصاديا تريد العودة الى دور عربي ملح..الحركات الإسلامية تائهة بعد كبوتها في مصر رغم مهارة الحركة الإسلامية في تونس وانقاذ الوضع.. ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تضرب في امكنة لاستهداف روسيا وايران، وتبرق سرا لتحقيقق تسويات ما..العامُ ألفان وخمسة عشر يمكن ان يكون كسلفه بطيئا دموياً مؤلماً وأكثر، ويمكن ان يكون بوابة أمل بنصر هنا وتسوية هناك.. حوار العام، يشرح بالموقف السياسي ويستشرف بالرؤية الاستراتيجية... حوار العام، يتشرف بسماحة السيد حسن نصر الله ضيفه المميز. السيد نصر الله هو هدف إسرائيل وحلفائها الاولُ.. هذه الحقيقة: ونقطة على السطر.. لا اللبيبٌ ولا حتى الغبيُ، ينتظر اشارة ليفهم..
غسّان بن جدو: مساء الخير سماحة السيد.
السيد حسن نصر الله: مساء الخير أهلاً وسهلاً.
غسّان بن جدو: شكراً جزيلاً على تلبيتكم طلبنا في هذا اللقاء الذي نحن على ثقة أنه سيكون بلا شك إضافة نوعية وفائدة كما هي العادة. أستسمحك سماحة السيد في البدء مباشرة بما بينكم وبين إسرائيل. في العام 2014 حزب الله يتبنى لأول مرة عملية عسكرية ضد القوات الإسرائيلية في شبعا، وقتذاك القراءات الإسرائيلية قالت إن حزب الله ليس فقط تجاوز خطاً أحمر بل هو مستعد لتغيير قواعد اللعبة.. هل أنتم كذلك؟
السيد حسن نصر الله: بسم الله الرحمن الرحيم، نحن دائما كذلك، بالنسبة إلينا هناك أمور حساسة وأساسية لا يمكن ان نتسامح فيها، ما حصل عام 2014 من رد الفعل الذي قمنا به في منطقة مزارع شبعا كان رسالة واضحة أن المقاومة في لبنان قد تصبر على بعض الأمور وبعض الخروقات ولكن هناك بعض الأمور وبعض الخروقات لا يمكن أن تصبر عليها وترى أن من واجبها أن تبادر للقيام برد الفعل المناسب، وتذكرون في ذلك الوقت هم قاموا عمداً بقتل أحد مجاهدينا في منطقة عدلون عندما تم اكتشاف جهاز التنصت الذي هو بحد ذاته اختراق للسيادة والأمن اللبناني وكان هناك حوادث مشابهة في السابق، عندما يتم اكتشاف جهاز التنصت كان الإسرائيليون يقومون بتفجيره قبل أن يقترب منه رجال المقاومة أو ضباط وجنود الجيش اللبناني، لكن هذه المرة تركوا الأشخاص هؤلاء حتى وصلوا إلى مقربة شديدة منه وقاموا بتفجيره وهذا ما اعتبرناه قتلاً عمداً، وقلنا لا يجوز أن نسكت عليه، وكانت العملية في مزارع شبعا والتي تم تبنيها مباشرة، لم تترك لأيام ثم يتم التبني بطريقة أو بأخرى، وكانت رسالة واضحة وفهمها الإسرائيلي، أن هناك حدوداً إذا تجاوزها الإسرائيلي، المقاومة ستقوم بالرد بمعزل عن الآثار والتبعات. وهي حاضرة لتحمل هذه الآثار والتداعيات والتبعات.
غسّان بن جدو: هل نستطيع سماحة السيد أن نحدد ما هي خطوطكم الحمراء؟ وهل أنتم مستعدون لتغيير قواعد اللعبة حتى لو أدى ذلك إلى تفجير الوضع؟
السيد حسن نصر الله: في موضوع الخطوط الحمراء لا نستطيع أن نقول هذا مسموح للإسرائيلي وهذا غير مسموح للإسرائيلي، أي خرق للأجواء اللبنانية والذي يقوم به العدو الإسرائيلي يومياً وبشكل دائم هذا غير مسموح وهذا خط أحمر، أستطيع أن أقول أي اختراق للسيادة أو للأمن أو أي شكل من أشكال العدوان على لبنان هو يجب أن يكون خطاً أحمر وهو عندنا خط أحمر. اختراق مجال المياه اللبنانية، هو أحياناً يقوم بذلك، أحياناً يتجاوز السياج الحدودي ويدخل إلى داخل الأراضي اللبنانية، غير الإشكالية القائمة في منطقة مزارع شبعا أو الوزاني أو ما شاكل. أحياناً يعمل خلف الخطوط، يزرع أجهزة أو يتصل بعملاء، كل هذا فضلاً عن أن يقوم بعملية اغتيال أو قصف أو قتل أو عدوان جوي أو إطلاق نار على الحدود، هذه كلها خروقات ويجب أن تكون خطوطاً حمراء. لا أستطيع ان أقول هذا خط أحمر وهذا ليس خطاً أحمر. نعم ما يستدعي رداً من المقاومة هذا الأمر نحن أيضاً نتركه مفتوحاً، طبعاً نحن نترك هذا الأمر للدولة اللبنانية أي معالجة العديد من هذه الخروقات ولكن دائماً من حق المقاومة أن ترد حتى على الخروقات الجوية. هذا حقنا، نفعل أو لا نفعل هذا بحث آخر ويخضع لاعتبارات أخرى.
غسّان بن جدو: حتى على الخروقات الجوية تستطيعون الرد؟
السيد حسن نصر الله: نستطيع أن نرد وأقول هذا حقنا، ولكن هل نفعل أو لا نفعل هذا يخضع لاعتبارات أخرى، أي خرق أمني أو بري أو بحري من حق الدولة بالدرجة الأولى ومن حق المقاومة أن ترد على هذه الخروقات، نحن نحتفظ بهذه الحقوق ولا نتخلى عنها، ومن جهة أخرى حيث نرد أو لا نرد، هذا ندرسه على ضوء معايير عندنا وقراءة وضوابط نأخذ بالمعطيات والظروف والإمكانات والمصلحة، نحن لا نتحرك في هذا الأمر بشكل جامد. هنا أستطيع أن أقول لك من الخطأ أن تأتي المقاومة وتقول إذا فعلتم كذا فأنا وإذا فعلتم كذا أنا لا أرد، في الشق الثاني أي أنا لا أرد وكأنني أسمح لهم باستباحة البلد.
غسّان بن جدو: ولكن الإسرائيلي يعرف مثلاً أنه إذا خرق عبر الجو لن تردوا؟
السيد حسن نصر الله: لا نختلف ولكن أنا لا ألتزم بعدم الرد، أنا لا أقدم قاعدة تقول إنه إذا حصل خرق جوي أنا لا أرد، المقاومة لم تقدم التزاماً من هذا النوع، وقد يأتي يوم من الأيام ترد فيه المقاومة على خرق جوي وهذا أمر ليس مستبعداً أن يحصل أو ترد المقاومة على خرق بحري، ولا يستطيع أحد حينها أن يأتي ويقول أنتم التزمتم بعدم الرد على هذا النوع من الخروقات، ليس لدى المقاومة التزام من هذا النوع. بل هي تعتبر أن هذا حقها ومن حقها أن تمارس هذا الأمر في أي وقت تراه مناسباً. هذا في ما لا ترد عليه المقاومة أما فيما لو جاءت المقاومة وقالت هذا الخرق أو ذاك نحن سنرد عليه حتماً، تخشى أن تقع في الاستدراج، أي أن يقوم الإسرائيلي في وقت من الاوقات متعمداً بعمل هدفه أن يستدرجك إلى مواجهة أو إلى حرب في الزمان والمكان اللذين يريدهما هو وأنت ألزمت نفسك بأنك ملزم بأن ترد على هذا النوع من الخرق. نحن لا في الجزء الأول أو الثاني نلزم أنفسنا بشيء، نحن نقول من حقنا أن نرد على كل الخروقات الإسرائيلية أياً يكن نوعها ونحن نقرر متى نرد وأين نرد يعني الزمان والمكان والطريقة والأسلوب ولذلك يبقى هامشنا مفتوحاً، ولا نسلّم بأن هناك قاعدة معينة تلزمنا. نحن لا نلتزم بأي قاعدة.
غسّان بن جدو: ما الذي يتحكم بقراركم سماحة السيد؟ طبيعة العملية أو الظرف والوقت؟ هذه المرة فهمنا بأنه لأنه قتل هذا المجاهد عمداً فكان الرد؟
السيد حسن نصر الله: ظروف وزمان ومكان وطبيعة الخرق وآثاره وتداعياته، هناك مجموعة عوامل قطعاً نحن نأخذها بعين الاعتبار..لأن الأمور على درجة عالية من الأهمية والحساسية أريد أن أؤكد لكم أن قرار الرد لا يؤخذ بشكل تلقائي إنما يدرس من قبل قيادة المقاومة وحزب الله. يدرس من كل الزوايا ثم نقوم بعملية الرد. قرار الرد ليس تلقائياً بمعنى أنه تفويض موجود في الميدان، لذلك تؤخذ كل الحسابات بعين الاعتبارات ومن موقع الشجاعة التي تحتاج دائماً إلى حكمة.
غسّان بن جدو: أنا أذكر سماحة السيد عام 1993 سألتكم وقتذاك عما كتب أن بندقيتكم أصبحت عاقلة، وأجبتني متى كانت مجنونة حتى تصبح عاقلة، هذا الآن يتأكد، إسرائيل تعتبر خلال الفترة الأخيرة وعاودت تأكيدها أن حزب الله مستنزف باستنفاره في لبنان، وفي حراكه الميداني في سوريا والآن كأنها بداية استنزاف له في العراق، وبالتالي فرضية أن حزب الله يمكن أن يدخل في مواجهة مع إسرائيل مستبعدة هل إن هذا الأمر دقيق لدى الإسرائيلي، طبعاً لا أنطق باسم الإسرائيلي الآن ولكن إذا كان لديهم هذا التفكير ما هو رد أمين عام حزب الله؟
السيد حسن نصر الله: حزب الله رغم انشغالاته الداخلية أو في ساحات أخرى..
غسّان بن جدو: تسميها انشغالات وليس استنزافاً
السيد حسن نصر الله: نعم لا يصح تسميتها استنزافاً. في الدقة هناك مبالغة كبيرة. لكن نحن من البداية قمنا بحساب الجبهة مع إسرائيل، هذا لا يمس لا في إمكاناته ولا في عديده ولا في كادره القيادي ولا في جهوزيته، وبالتالي أياً تكن انشغالاتنا في المساحات والميادين الأخرى لا ولن تكون على حساب جهوزية المقاومة، التي تبقى عيونها وعقلها واهتمامها ومتابعتها قائمة وحثيثة في مواجهة العدو الإسرائيلي، ونحن نبقي هذ الاحتمال دائماً قائماً. والدليل على ثقة المقاومة بنفسها وقدرتها وجهوزيتها هو ما قامت به في عام 2014، هذا الاحتمال أنه عندما ذهبنا ونفذنا العملية في مزارع شبعا وتبنيناها بشكل رسمي بعد أقل من ساعة، ألم يكن هذا الاحتمال موجوداً؟ أن تقوم إسرائيل مثلاً برد فعل واسع أو عدوان، هذا الاحتمال كان موجوداً ومأخوذاً بعين الاعتبار، ولكن المقاومة الواثقة والحاضرة وأنا أؤكد لك لم تصب بأي خلل أو ضعف أو وهن ولم تتأثر قدرتها ولا جهوزيتها في مواجهة الإسرائيلي، بل بالعكس. الإسرائيليون أنفسهم يقولون في مجال آخر إن دخول حزب الله إلى ساحات أخرى أكسبته من التجارب ومن الكفاءات وفتحت أمامه من الآفاق ما أضاف إضافة نوعية وهذا صحيح، إضافة نوعية على مقدرات المقاومة وكفاءة قيادتها وآفاقها مخططاتها وما يمكن أن تقدم عليه في أي من الأيام.
غسّان بن جدو: هذا صحيح تقولون وهو ليس فقط كلاماً إسرائيلياً؟
السيد حسن نصر الله: هذا صحيح، بالتأكيد صحيح. مثلاً لم يكن لدى المقاومة في السابق على سبيل المثال الواضح جداً. أقصى ما قامت به المقاومة في السابق هو اقتحام موقع أو موقعين أو ثلاثة مواقع..
غسّان بن جدو: عندما كانوا في جنوب لبنان؟
السيد حسن نصر الله: عندما كانوا في جنوب لبنان، ليس هناك سابقة أن تقوم قوات منسقة من مجاهدي المقاومة بالدخول إلى مدينة وأن تسيطر على منطقة جغرافية واسعة بالوسائل العسكرية، هذه التجربة لم تكن موجودة في السابق، الآن المقاومة اكتسبت هذه التجربة وأنت تعرف أن الدراسة في الأكاديميات والجامعات والدورات وحتى المناورات تختلف إنتاجيتها وتأثيرها على المعنوية والروحية والقدرة والفكرة والكفاءة عن الفعل الميداني، نعود لاحقاً إذا كانت هناك فرصة للحديث عن موضوع الجليل، لماذا الآن فتح الإسرائيلي موضوع الجليل من جديد بعد الدخول إلى سوريا؟ إعتبر أن دخول حزب الله إلى سوريا وتجربته العسكرية في سوريا ستكسبه أو أكسبته الخبرة الكافية أو التي يحتاج إليها لمعركة واسعة في الجليل، مع العلم أن الحديث عن موضوع الجليل قديم، لماذا الإسرائيلي قام بإحيائه؟ هذه واحدة من النتائج العسكرية طبعاً في نظرهم لهذا التدخل، لذلك أنا أقول لكم وعبر قناة الميادين إذا الإسرائيلي يقوم بحساباته على أن المقاومة أصابها وهن أو ضعف أو أنها مستنزفة أو أنه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وإمكاناتها وعزمها هو مشتبه تماماً وسيكتشف أنه لو بنى على هذه الحسابات أنه يرتكب حماقة وليس خطأ كبيراً.
غسّان بن جدو: إذاً اليوم تؤكدون لنا سماحة السيد أن قدراتكم أمام إسرائيل هي كما هي وفي حالة جهوزية كاملة؟
السيد حسن نصر الله: هي أفضل مما كانت عليه في أي وقت
غسّان بن جدو: أنا هذا سؤالي، نوعياً أنا لا أتحدث فقط عن القدرات البشرية، القدرات العسكرية بصراحة، هل إن حزب الله الآن والمقاومة أصبحت أقوى من حيث سلاحها النوعي؟
السيد حسن نصر الله: بالتأكيد..
غسّان بن جدو: في كل المجالات؟
السيد حسن نصر الله: في كل المجالات إن شاء الله طبعاً نتحدث عن قوة نسبية، نسبة لما كانت عليه، في 2014 هي أقوى مما كانت عليه في 2013، وفي 2013 هي أقوى مما كانت عليه عام 2012، وإن شاء الله ستكون في 2015 أقوى مما كانت عليه في 2014، ونحن لم نضع سقفاً، لا يوجد سقف يقول إن هذا الذي سنصل إليه في قدرتنا البشرية أو جهوزيتنا أو سلاحنا كما أونوعاً. لأنه في المعركة مع إسرائيل لا يمكنك أن تضع سقفاً للإمكانات. دائماً سقفنا مرتفع ونعمل لنملأ ما دون هذا السقف، وبالتالي نحن اليوم أقوى من أي وقت مضى كمقاومة، وإن شاء الله سوف نصبح أقوى مما نحن عليه الآن. أي برامجنا، قرارنا، خططتنا، عملنا على كل صعيد هو في هذا الاتجاه.
غسّان بن جدو: لكن المهم في ما تفضلتم به أنكم في كل المجالات، كل المجالات العسكرية؟ وكل أنواع الأسلحة الممكنة في الحرب؟
السيد حسن نصر الله: كل ما يمكن أن يخطر في بالك
غسّان بن جدو: جواً بحراً براً؟
السيد حسن نصر الله: انت تقول ذلك.. دعنا نعمم، دعنا نقول كل ما يخطر في البال وكل ما يجعل المقاومة أقوى وأقدر على صنع انتصار كبير فيما لو حصل لا سمح الله عدوان جديد على لبنان، هذا نعمل على توفيره وبنسبة كبيرة متوفر والأمور إلى الأمام أفضل بكثير إن شاء الله.
غسّان بن جدو: سماحة السيد ما هي أخطر الخروقات التي قامت بها إسرائيل خلال الفترة الماضية برأيكم سواء لحزب الله أو للبنان؟
السيد حسن نصر الله: العام الماضي لم يشهد خروقات خطيرة بهذا المعنى
غسّان بن جدو: ما قيل حول هذا الجيب بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، الذي تعمل عليه إسرائيل وكأنها تريد أن تفتح جيباً ويغدر بكم؟
السيد حسن نصر الله: هذا ليس خرقاً للبنان، أنا أجيب على الخرق اللبناني، باتجاه الأراضي اللبنانية وما يتعلق بالسيادة اللبنانية حصل بعض الخروقات، الخروقات التي أصبحت روتينية مثل الخروقات الجوية هذه موجودة. على السياج الحدودي أحياناً هذا الأمر يحصل، هناك بعض الخروقات البرية تمت أحياناً مواجهتها أو الرد عليها، القصف الذي حصل على الحدود اللبنانية السورية في منطقة جنتا أيضاً تم الرد عليه، الخرق في عدلون تم الرد عليه، إذاً في ما يعني لبنان في الخروقات العسكرية لا نستطيع أن نعتبر أنه كان هناك أمر مختلف عن السنوات السابقة بمعنى شيئاً مهماً وعظيماً، واضح أن الإسرائيلي يقوم بحسابات، هذا يؤكد أنه حين يتم الحديث عن موضوع الردع بالنهاية هناك حالة ردع موجودة على طرفي الحدود ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، وإذا ذهبت المقاومة إلى مواجهة مع الإسرائيلي هي تقيم حساباً حقيقياً أن هذا جيش قوي لا نتحدث عن خيالات وأيضاً الإسرائيلي عندما يحاول القيام بأمر ما تجاه لبنان هو يأخذ بعين الاعتبار أن هناك مقاومة قوية ومقتدرة.
غسّان بن جدو: ليس فقط مقتدرة، اليوم الإسرائيلي تلقى ما يمكن أن نعتبره تحذيراً أو رسالة واضحة بأن حزب الله بكامل الجهوزية بل أكثر من ذلك لديه كل الاسلحة المتاحة وأكثر من ذلك؟
السيد حسن نصر الله: أعتقد أن في بعض المجالات الإسرائيلي لديه معلومات وغير الذي يصدر عن مسؤولين أو
قيادات في حزب الله في الإعلام، بل على ضوء المعلومات المتوفرة لديه بشكل أو بآخر، هو يعرف ذلك بشكل جيد ويأخذه بعين الاعتبار، وأنا أعرف من خلال السلوك الإسرائيلي أنه يأخذ هذا بعين الاعتبار.
نعم خارج الحدود اللبنانية، خارج ما يعني الوضع اللبناني، هناك خروقات إسرائيلية خطيرة جداً حصلت، القصف المتكرر الذي حصل على أهداف متنوعة في سوريا هذا خرق كبير، ونحن نعتبر أن ضرب أي أهداف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة، هذا ليس استهدافاً فقط لسوريا وإنما لكل محور المقاومة.
غسّان بن جدو: هل هذا يعني، عندما تعتبر سماحة السيد أن الاستهداف الإسرائيلي في سوريا استهداف لكل محور المقاومة هل هذا يعني أن محور المقاومة أيضاً إذا قرر قد يرد؟
السيد حسن نصر الله: قد يرد، نعم قد يأخذ قراراً من هذا النوع. هذا الأمر مفتوح وأنا تحدثت في الجزء الأول لا أحد لديه التزام بأن الاعتداءات على سوريا قد تبقى بدون رد، لم يقدم أحد التزاماً من هذا النوع. وهذا حق محور المقاومة وليس حق سوريا فقط، لكن متى يمارس هذا الحق؟ هذا خاضع كما قلت لك للمعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار في اتخاذ القرار..
غسّان بن جدو: ولكن هذا مهم في النهاية، عندكم قرار إذاً كمحور أنه إذا ضربت سوريا فيمكن لهذا المحور أن يرد وعلى إسرائيل أن تعلم ذلك جيداً الآن؟
السيد حسن نصر الله: هذا أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت. الخرق الآخر الذي يبنى ويمشرع له إن صح التعبير في هذا المثلث، يعني الحدود اللبنانية السورية الفلسطينية، في محاذاة منطقة شبعا والقنيطرة عموماً طبعاً هذا الأمر خطير وكبير ودائماً في لبنان يوجد حذر سواء عند الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية وعند المقاومة أن يكون ضمن مخططات إسرائيل دفع بعض الجماعات المسلحة الموجودة في منطقة القنيطرة للاعتداء على لبنان لإشغال المقاومة في هذه الجبهة، هذا أمر قائم لكن حتى الآن نحن نتحدث عن فرضية تهديد، لكن خرقاً لم يحصل حتى الآن. لم تقم هذه الجماعات المسلحة الموجودة في منطقة القنيطرة باعتداء على الأراضي اللبنانية يستلزم موقفاً أو رداً، او أن التهديد أصبح فعلياً وعينياً. حتى الآن هذه فرضية قائمة.
غسّان بن جدو: سماحة السيد في إطار ما نسميه إما حربكم النفسية أو حرب ميزان قوة الردع، قبل سنوات وجهتم رسالة واضحة للإسرائيلي: إذا قصفتم بناء سنقصف أبنية، إذا قصفتم مطار الشهيد رفيق الحريري ستقصفون مطار بن غوريون.. الخ بعد كلامكم هذا أنا لا أريد أن أسألكم هل أنتم عند تعهداتكم؟ لأن هذا قلتموه وهو بالتالي أصبح تعهداً لكن هل هناك زيادة؟
السيد حسن نصر الله: تريد أكثر من ذلك.. لا نحتاج أن نتحدث عن زيادة.. هذا الذي قلناه مع التأكيد على هذه المقدرات إن شاء الله كماً ونوعاً هو كاف لتحقيق عملية الردع المطلوبة.
غسّان بن جدو: في ما يتعلق بالجليل قلتم هذا الأمر، طبعاً لم تقولوا إنكم ستدخلون الجليل أنتم قلتم إن الإسرائيلي يفكر أن هناك إمكانية لدى حزب الله بأن يفكر بدخول الجليل، واليوم عاودتم التأكيد أن الإسرائيلي ينتبه إلى أن تجربتكم في سوريا قد تدفع به في هذا الاتجاه. أنا سؤالي سماحة السيد، لا أود أن أقول لكم هل لديكم خطوط حمراء لأنه واضح أنه ليس لديكم أي خط أحمر، لكن هل هناك إمكانية ألا نكتفي بالدفاع من لبنان عبر الصواريخ؟
السيد حسن نصر الله: هذه الفرضية نحن نأخذها بعين الاعتبار كاملة،موضوع الجليل الذي حكي عنه الإسرائيلي يأخذها طبعاً بشكل جدي ونحن نتعاطى معها كفرضية جدية قد نلجأ، قد نضطر إليها، قد لا نضطر إليها ولكن نذهب إليها أي ليس فقط يحكمنا موقع الاضطرار. بالأساس إذا تذكرون قبل سنوات عندما كان إيهود باراك وزيراً للحرب في كيان العدو، كان في زيارة للحدود، وقال للجيش الإسرائيلي: استعدوا ليوم قد تطلب منكم القيادة الإسرائيلية فيه العودة إلى لبنان، أنا كان لي خطاب بعده بأيام قليلة، قلت فيه لمجاهدي المقاومة: إستعدوا ليوم قد تطلب فيه قيادة المقاومة منكم تحرير الجليل، مع العلم أنني استعملت كلمة قد، وهذا يعني قد تطلب وقد لا تطلب، لكن الإسرائيلي الذي هناك تجربة طويلة بيننا وبينه، يعرف أن هذا يعني أن الاحتمال جدي وحقيقي وليس مجرد فرضية وتعاطى مع هذا الأمر على هذا الأساس من البداية. من يوم الخطاب حتى اليوم هو يتعاطى على هذا الأساس، ونحن أيضاً نحضّر على هذا الأساس، في نهاية المطاف كل ما يمكن أن نضطر إليه في أي حرب مقبلة لا نبحث عنها ولا نريدها، لكن لو حصلت، كل ما يحتاجه الانتصار في الحرب المقبلة نحن علينا أن نكون مستعدين وجاهزين، الجهات العسكرية في المقاومة عليها أن تكون جاهزة، عندما نقول قد نضطر أو قد تطلب منكم قيادة المقاومة أن تدخلوا إلى الجليل يعني على المقاومة أن تكون جاهزة لتدخل إلى الجليل بل إلى ما بعد الجليل. هذا أمر يجب أن تكون المقاومة جاهزة له..
غسّان بن جدو: اليوم لا نزال عند قد؟
السيد حسن نصر الله: قد أو غير قد هذا يحسم في يوم المواجهة، ولا يجوز أن نلزم أنفسنا بشيء من الآن، لكن الجدية المطلوبة.. يعني أن تسألني هل أنتم، والمقاومة جهزت نفسها إذا حصلت هذه المواجهة أن تدخل إلى الجليل، أنا أقول لك نعم، المقاومة جاهزة بكادرها وضباطها وإمكاناتها ومقدراتها أن تدخل. المقاومة جاهزة أن تنقل المعركة إلى أرض العدو ليس فقط من خلال الصواريخ وإنما من خلال أيضاً الحركة الميدانية، ولكن هل ستفعل ذلك في الحرب أو لا، هذا نتركه لزمن الحرب.
غسّان بن جدو: لكن اليوم أضفتم نقطة سماحة السيد..
السيد حسن نصر الله: نريد أن تترك شيئاً للحرب إن شاء الله لا تحصل..
غسّان بن جدو: أنا قدمت في المقدمة سماحة السيد أن الإسرائيليين يأخذون الأمر بجدية في ما يتعلق بحزب الله، صحيح أن إيران هي رأس كل هذا المحور هكذا يعتبرونها، لكن التهديد الحقيقي الميداني هو عبر حزب الله وأنتم بلا شك لديكم كل الوثائق التي تؤكد لك ذلك. اليوم قلت لي شيئاً آخر سماحة السيد الجليل وما أكثر من الجليل أكثر تقصدون به أبعد من الجليل؟
السيد حسن نصر الله: ما بعد الجليل، أنظر نحن نأخذ الأمور بجدية كبيرة جداً..
غسّان بن جدو: ما بعد الجليل بمعنى ميدانياً وليس من خلال الصواريخ؟
السيد حسن نصر الله: بملف المقاومة سأقول لك أمراً، العالم كله مشغول ببعضه، ونحن أيضاً مشغولون، في لبنان سوريا وقد نكون مشغولين في أماكن أخرى، ولكن تبقى الأولوية الحاسمة والقاطعة لدى حزب الله والمقاومة الاستعداد في مواجهة الإسرائيلي، وهذا حاكم على كل شيء آخر، يمكن للناس أن يأتوا إلى لبنان ويذهبوا منه وترى لبنان مشغولاً بكل شيء، لكن هناك أمر خارج كل السياق الاجتماعي والسياسي والنزاعات اللبنانية والصراعات الإعلامية والسياسية والحوار وغير الحوار، هناك أمر آخر يحصل في الليل والنهار اسمه أن هناك مقاومة في لبنان تعمل في الليل وفي النهار لتكون على أعلى درجة من الجهوزية لتحقيق أكبر انتصار ممكن أن تحققه لو حصل عدوان جديد على لبنان. هذه اعتبرها قاعدة واطمئن أن هناك لله رجالاً في لبنان يعملون في الليل والنهار وهذا ملفهم. لا عمل لديهم لا في سوريا ولا في أي مكان آخر ولا في الداخل اللبناني. عملهم المقاومة والتحضير في مواجهة الإسرائيلي. هذا فريق موجود في حزب الله وهو فريق كبير وعلى درجة عالية من الكفاءة والخبرة ويعمل في الليل وفي النهار.
غسّان بن جدو: هناك قائد عسكري أخيراً في طهران قال إنه رغم أن إسرائيل استهدفت إمداداتكم في سوريا لكنه أكد أن صواريخ الفاتح 110 وصلت إلى حزب الله هو قالها.
السيد حسن نصر الله: وصلت منذ زمن.. الآن هو يتحدث متأخراً جداً. نحن نملك هذا النوع من الصواريخ حتى في عام 2006 كنا نملكها وليس أمراً جديداً. هذه وسائل قديمة، متأخرون كثيراً في الحديث عنها.
غسّان بن جدو: يعني أنتم تجاوزتم الفاتح 110 والآن الإسرائيلي يقول سأمنعهم من امتلاك صواريخ الفاتح 110 لكنكم تكشفون الآن أن هذه موجودة منذ العام 2006.
السيد حسن نصر الله: في القرى نقول: صبحك بالخير، المقاومة تجاوزت هذه المرحلة، ما لديها، حتى لو أخذنا قراراً أننا لا نريد أن نجلب شيئاً جديداً لا نريد أن نشتري ولا نريد أن ننقل، بمعنى أننا لو توقفنا عن هذا كله ما لدى المقاومة في لبنان فعلياً يؤهلها إن شاء الله لأن تكون قادرة على خوض أي مواجهة قد تخطر في بال الإسرائيلي.
غسّان بن جدو: يعني هذه الضربات لإمداداتكم من سوريا لم تلحق بكم ضرراً؟
السيد حسن نصر الله: في ما يعني القدرة والبنية كلا، كل ما نأتي به الآن، إذا أصيب فإنما يؤثر على الزيادة ولا يؤثر على القدرة، وأنا قلت لك إن سقفنا عال للقدرة التي نفترضها..
غسّان بن جدو: هو الأمر واضح، جواً براً بحراً وما بعد الجليل؟ يعني بوضوح أو أنا مخطئ؟ هذا الكلام سماحة السيد ليس فقط للإسرائيلي هو في جزئه بكل صراحة ليس فقط لجمهوركم ولكن حتى للرأي العام العربي. لأن الرأي العام العربي وأنتم تعلمونه جيداً، خلال السنوات الأخيرة، جزء منه يقول الآن هذه الفكرة التي لدينا أن حزب الله هو حزب مقاومة وسيواجه إسرائيل ضعوها على جنب كما يقال والآن هو منشغل بصراعات أخرى ولن يستطيع ان بواجه إسرائيل.. حتى كلامكم اليوم لن ينتبه إليه فقط الإسرائيلي أنا أتحدث عن جمهوركم وحتى الرأي العام العربي لذا أنا حريص على بعض الدقة مع احترامي لكل حيثياتكم العسكرية التي لا أريد أن أتجاوزها..
السيد حسن نصر الله: أنا أستطيع أن أؤكد لك، أن كل ما جرى حتى الآن لم يؤثر ولن يؤثر حتى على مزيد من القوة. لم يؤثر حتى على ازدياد قوة المقاومة هذا كاف وواضح.
غسّان بن جدو: لكنهم استهدفوكم في سوريا؟ أنتم على ثقة أن الإسرائيلي هو الذي استهدفكم في سوريا، هذه الإمدادات؟
السيد حسن نصر الله: نعم في سوريا يوجد استهداف لنا وللجيش السوري أيضاً.
غسّان بن جدو: في ما يتعلق بالاختراق الأمني، أنا قلت في المقدمة الإسرائيلي لا يدخر جهداً من أجل استهدافكم سواء بالتشويه بالتشهير بالتطويق بما فيها الاختراق الأمني، سماحة السيد تردد أخيراً عن اختراق في البنية الأمنية لحزب الله والحديث كان عن قيادات عليا، أحدهم قائد كبير ومعه عدد من الأشخاص، نحن بكل صراحة لم نرد أن نتعاطى مع هذا الموضوع. أنا أكشف لك بكل محبة ووضوح لم نرد أن نتعاطى مع الموضوع لأننا لم لا نعرف حقيقته وأنتم التزمتم الصمت، لكن لا أستطيع وأنا في حضرتك الآن إلا أن أسألك لك وبكل صراحة ما حقيقة الاختراق الأمني الذي تردد ونشر أن هناك قيادياً أمنياً كبيراً داخل حزب الله ومعه أكثر من شخص، ثلاثة أو أربعة؟
السيد حسن نصر الله: أصل الموضوع أنه تم اكتشاف شخص مسؤول تم تجنيده أو اختراقه من قبل المخابرات الأميركية ثم الإسرائيلية، هذا المقدار أكيد نعم هذا حصل، لكن هناك أمور كثيرة، ونحن طبعاً لسناً دائماً معنيين بأن نخرج إلى الإعلام ونشرح ونفصل ونصدر بيانات في هذا الموضوع. لكن في لبنان وحتى خارج لبنان تم تناول هذا الموضوع بمبالغات كبيرة جداً، يعني على سبيل المثال قيل إن هذا الشخص هو مسؤول حماية الأمين العام وهو لم يكن مسؤول حمايتي في يوم من الأيام أصلاً. أو قيل بأنه مسؤول الوحدة الصاروخية في حزب الله وهو لم يقترب أساساً من أي وحدة من الوحدات الصاروخية في حزب الله، أو قيل أيضاً إنه على صلة باغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية أو اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، وهو أصلاً لا صلة له بكل البنية العسكرية للمقاومة، أنه يعرف مثلاً أين صواريخ المقاومة ومخازنها وإمكاناتها وخططها العسكرية، هو بعيد عن هذا الأمر، هذه من المبالغات التي قيلت في وسائل الإعلام. قيل إنه مسؤول وحدة، ولكن هو ليس مسؤول أو نائب مسؤول وحدة، لأن بعض وسائل الإعلام ذكرت هذا. هو في وحدة من الوحدات الأمنية التي لها طابع حساس، عادة نحن في التقسيم القديم كنا نقول مسؤول وحدة وتحته مسؤولو أقسام. هو مسؤول قسم من هذه الاقسام، ولوحده وليس معه أحد. لأنه قيل إن معه مجموعة هذا غير صحيح. هو لوحده. اكتشفنا أنه مخترق من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتم توقيفه واعترف بكل ما أعطى من معلومات وحجم المساهمة التي كانت بينه وبين الإسرائيلي، هذا حجم الموضوع. طبعاً بالنسبة لنا في هذا الملف، لأعلق عليه لكي لا نكتفي بالجانب الخبري، يعني بعد 32 سنة من عمل المقاومة وتطورها، ونحن نعلم أن الجهد الأمني بالنسبة للإسرائيلي هو جهد مركزي وأساسي وله أولوية مطلقة ومع اتساع بنية حزب الله وتنوعها واتساعها الكبير أفقياً وعامودياً، هذا لا يجب أن نتعاطى معه على أنه طبيعي لكنه طبيعي. الحزب يجب أن يتعاطى دائماً على أنه غير طبيعي ويجب ألا نسمح بأي اختراق في جسمنا لا بكادر صغير ولا بكادر كبير، بالنسبة لي سواء كبيراً أو صغيراً الأمر نفسه، هذا خرق. هذا يجب ألا يحصل لكن لو حصل هذا جزء من معركة، هذا جزء من الحرب القائمة والمواجهة القائمة بيننا وبين الإسرائيلي، مثلما يسقط لنا أسير وجريح وشهيد، هذا من خسائر المعركة وتضحيات المعركة، في المعركة بيننا وبين الإسرائيلي هو يعمل على اختراقنا ونحن نعمل لاختراقه بما نستطيع، فيجب أن نتوقع أموراً من هذا النوع خصوصاً مع هذه السعة في البنية والجسم. لكن مما يؤكد أن حزب الله مستيقظ وواع ومنتبه هو أنه اكتشف في هذه الحالة وفي حالات سابقة أشخاصاً للوهلة الأولى لا تتوقع أن يكونوا عملاء، وهم محصنون لأنفسهم في موقع المسؤولية وعلاقاتهم، في ظاهرهم التديني والجهادي، وهذا يسجل لنا أيضاً، يعني كما يسجل علينا أننا في مكان ما خرقنا اليوم يجب ألا نكابر، هذا خرق وهذا خطأ، وفي مكان ما هنا يوجد ضعف، لكن يجب أن يسجل لنا ان هناك قوة، هناك حالات أحياناً دول أو منظمات أو أحزاب يصل فيها حال الاختراق إلى وضع أن القيادات أو الأجهزة الأساسية تستسلم وتقول لا إمكانية للمواجهة، بالنسبة لنا كلا، هذا الموضوع مازال خطيراً، الحزب يتعاطى معه بدرجة عالية جداً من الحساسية بالوجدان والثقافة ولذلك أنت ترى في داخل الحزب وفي بيئتنا أن ردة الفعل على أي خرق من هذا النوع تكون شديدة جداً. لا أحد يتقبل أو يتحمل هذا الموضوع حتى أهل الشاب، والدته وعائلته وإخوته وأخواته كلهم موقفهم في هذا الموضوع حاسم. دعني أقول إنه أحياناً في مرحلة من المراحل قد يصبح للعملاء بيئة حاضنة، من نقاط القوة عند حزب الله أن ليس لديهم بيئة حاضنة حتى في بيوتهم وزوجاتهم وأمهاتهم وعائلاتهم.
غسّان بن جدو: أخبرتم عائلته؟
السيد حسن نصر الله: طبعاً أول من أخبرنا عائلته هو طبعاً موقوف ومكتشف منذ أشهر. الخبر تسرب مؤخراً لكن تم توقيفه منذ خمسة أشهر.
غسّان بن جدو: هل صحيح أن الكشف كان حتى قبل 5 أشهر؟
السيد حسن نصر الله: كان كاحتمال، ولكن لم تكن هناك أدلة ملموسة، لاحقاً عندما توفرت أدلة ملموسة تم التعاطي مع الموضوع وأثناء التحقيق ظهرت الحقيقة.
غسّان بن جدو: هل تمت محاولات اختراقكم أمنياً أيضاً من قبل أجهزة عربية عملت عليكم؟
السيد حسن نصر الله: داخل التشكيلات لم يحصل هكذا أمر. بالتأكيد هم يعملون على ذلك أو هم حاولوا لكن لا يوجد ولم نكتشف شيئاً من هذا، هناك حولنا أشخاص تبين أنهم يعملون مع أجهزة مخابرات عربية ولكن ليسوا في الحزب. حاولوا أن يقتربوا من قيادات أو كوادر في الحزب وأن يقيموا علاقات معهم هذا موجود وتم اكتشاف بعضهم.
غسّان بن جدو: هل صحيح أن هناك أجهزة أمن عربية تعمل في ضاحية بيروت الجنوبية وتحاول أن ترصد وتراقب وتحصل على أي معلومة بما فيها حولك؟
السيد حسن نصر الله: غير بعيد، هذا منطقي جداً، في النهاية في الضاحية هناك لبنانيون وفلسطينيون وسوريون وأردنيون ومصريون وسودانيون هناك أعداد كبيرة من جنسيات وأي جهاز مخابرات قد يقوم بتجنيد أي من هؤلاء ويعمل في الملف الأمني.
غسّان بن جدو: ما يدفعني لهذا السؤال سماحة السيد، هو أن رئيس مجلس الشورى الإيراني كشف قبل أيام لأول مرة، لم نسمع هذا الكلام من قبلكم أن هناك أطرافاً عربية دولاً عربية قدمت معلومات عنكم خلال حرب تموز.
السيد حسن نصر الله: هو قال عن الحزب - عني أنا ؟.
غسّان بن جدو: نعم عن الحزب، يعني في السابق، كان معروفاً أن هناك دولاً ليست معكم اتهمتكم بالمغامرات غير المحسوبة الخ لكن لا هو يقول إنه خلال تلك الحرب هناك دول عربية وأطراف قدمت معلومات عن حزب الله؟
السيد حسن نصر الله: نعم هذا صحيح...
غسّان بن جدو: هذا أكيد؟
السيد حسن نصر الله: نعم صحيح..
غسّان بن جدو: اكتشفتم هذا الأمر خلال 2006 أو بعد 2006؟
السيد حسن نصر الله: بعد 2006 تبين لنا هذا الأمر أن بعض أجهزة المخابرات العربية حصلت على معلومات، كيف حصلت بحث ثان، وقامت بتقديمها للإسرائيلي اثناء الحرب، لماذا تستغرب ذلك، هناك الكثير من أجهزة المخابرات العربية تعمل لدى الإسرائيلي. هناك دول تعمل لدى الإسرائيلي وليس فقط أجهزة مخابرات. هذا عادي وطبيعي.
غسّان بن جدو: ما تؤكدونه هو خلال الحرب وليس بعد الحرب هذه الأجهزة العربية..
السيد حسن نصر الله: ..قدّمت معلومات، نعم.
غسّان بن جدو: هل لديكم إثباتات سماحة السيد على أن أطرافاً في المعارضة السورية المسلحة تتعامل مع إسرائيل عملياً؟ ليس فقط إرسال جرحى يتداوون هناك أقصد تعاوناً عملياً؟
السيد حسن نصر الله: الموجود في الجولان ومنطقة القنيطرة واضح جداً أنه تواصل بين الجماعات المسلحة والإسرائيليين، نقل الجرحى هو ثمرة هذا التواصل، حين يقول الإسرائيلي أنه قام حتى الآن بمداواة 1200 جريح، هل هذه علاقة هامشية وجانبية؟ هذا رقم ضخم. التواجد المباشر والمعركة التي تخاض والاتصالات القائمة بينهم اتصالات مكشوفة حتى على أجهزة اللاسلكي يتكلمون مع بعضهم البعض. وحتى في الميدان بعض الاعتداءات التي قام بها الإسرائيلي على مواقع للجيش السوري في المنطقة هناك هو كان في الحقيقة جزءاً من خطة هجوم الجماعات المسلحة على بعض أماكن تواجد الجيش السوري، وهذا يؤكد التنسيق الميداني.
غسّان بن جدو: كيف يعني سماحة السيد؟
السيد حسن نصر الله: يعني الجماعات المسلحة مثلاً تريد أن تأخذ مجموعة تلال معينة وهناك موقع معين موجود فيه الجيش السوري ولديه دبابات وآليات كان الإسرائيلي بحجة وبدون حجة يأتي ويقصف هذا الموقع حتى إذا دمره تقوم الجماعات المسلحة بالسيطرة على المنطقة، في الحقيقة في بعض المواجهات التي حصلت في المنطقة لعبت إسرائيل دور سلاح الجو لتمهيد عمليات تقدم الجماعات المسلحة في المنطقة..
غسّان بن جدو: هذا مثبت لديكم؟
السيد حسن نصر الله: هذا أكيد حصل...
غسّان بن جدو: على كل حال هناك العديد من النقاط سماحة السيد، سندخل سوريا ونتحدث عن حماس وعن الواقع اللبناني ولكن بعد هذا الفاصل. مشاهدينا نرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا حوار عام مع سماحة السيد حسن نصر الله. كونوا معنا من فضلكم.
المحور الثاني
غسّان بن جدو: سماحة السيد قبل الموجز، كنا نتحدث عما قلتم إنها إثباتات عن تعاون جماعات معارضة سورية مسلحة مع إسرائيل وخصوصاً في منطقة الجولان، سؤالي بما يتعلق بالجولان تحديداً، أنتم ذكرتم سابقاً أن من حق الجولان أن يقاوم وربما يكون هناك دور لحزب الله في هذا الأمر وإسرائيل تتهم رسمياً أو اتهمت عبر وسائل إعلامها أن حزب الله يتحرك في الجولان وحتى سموا أشخاصاً. أين حزب الله من الجولان؟
السيد حسن نصر الله: الموجود في الجولان أو الذي حصل في الجولان حتى الآن هي مقاومة سورية إن صح التعبير يعني من أهل البلد، لا يوجد تشكيل لحزب الله في الجولان يقوم بأعمال المقاومة، ما كنت قد أعلنته في أكثر من مناسبة قلت نحن مستعدون أن ندعم ونساعد ولم نطرح في يوم من الأيام أن يقوم حزب الله بالمقاومة وبأعمال المقاومة في منطقة الجولان، الذي طرح والمطروح والمنطقي والطبيعي أن السوريين أنفسهم، وهذا ما كان أعلنه الرئيس الأسد في مرحلة من المراحل أنه قد يأذن أو يسمح بأن يقوم السوريون بمقاومة شعبية من هذا النوع، نحن نقوم بمساندة أو دعم أو تدريب أو تأمين بعض المستلزمات لمجموعات مقاومة من هذا النوع. ولا يصح القول بأن ما يوجد في الجولان هو مقاومة حزب الله وأن حزب الله يمارس أعمال مقاومة على ساحة الجولان.
غسّان بن جدو: نحن تقريباً ختمنا بما يتعلق بإسرائيل لكنه فقط سؤال نحن عادة لا نحب الأسئلة الافتراضية، ولكننا نتحدث باستشراف العام 2015، بحسب المعطيات الحالية بين أيديكم سماحة السيد إلى أين يتجه الصراع بينكم وبين إسرائيل في عام 2015؟
السيد حسن نصر الله: يعني لا أعتقد أنه سيكون هناك أمر مختلف عن 2014، وبالتالي، فرضية حصول أمر كبير هذا الأمر يبقى مستبعداً. لا أحد يستطيع أن يجزم أو يحسم في شيء، لأن الموضوع لا علاقة له بنية الإسرائيليين، إنما له علاقة بأمر واضح، انظر الإسرائيليين بعد حرب تموز وبعد حروب غزة خصوصاً والحرب الأخيرة في غزة، الإسرائيليون لديهم اختلاف حول تقييم أدائهم في حرب غزة. من وجهة نظرنا الذي حصل في غزة هزيمة عسكرية وفشل عسكري للإسرائيليين. دمروا بيوتاً وقتلوا وهجروا وذبحوا صحيح لكن هناك فشل عسكري ذريع جداً يرقى إلى مستوى الهزيمة العسكرية. هناك انتصار عسكري للمقاومة. نتحدث عن الجيش الإسرائيلي في حرب غزة الأخيرة، اي الجيش الذي يقول إنه استفاد من كل دروس وعبر حرب تموز وحروب غزة السابقة. وهو منذ حرب تموز يدرب ويجهز ويشكل ويناور على كل الجبهات، ثم يفشل في غزة، هذا الفشل الذريع، معناه أن هذا الجيش ليس جاهزاً للعنوان الذي عرض وطرح بموضوع الحرب على لبنان، الإسرائيليون يقولون بموضوع الحرب على لبنان نحن سنذهب إلى الحرب إذا كانت الحرب تعطينا أولاً نصراً حاسماً واضحاً لا لبس فيه ولا جدال حوله وسريعاً... هل إسرائيل بوضعها الحالي، بما هي بمعزل عن إمكاناتنا وقدراتنا، وأيضاً بالنظر إلى وضع المقاومة في لبنان، إذا دخلت في حرب على لبنان هل هي قادرة أن تحقق نصراً سريعاً حاسماً جازماَ واضحاً؟ أنا أقول لك كلا قطعاً كلا. إسرائيل ليست قادرة على ذلك. هي بحد ذاتها لديها مشكلة. إسرائيل هذه لم تعد إسرائيل، لا قبل حرب غزة ولا قبل حرب تموز. كل الاستدراكات التي تم القيام بها، تظهر أن لدى إسرائيل مشكلة حقيقية، في عقليتها وإرادتها وعزمها..
غسّان بن جدو: إسرائيل أضعف من حرب تموز الآن؟
السيد حسن نصر الله: أنا برأيي أضعف.. لا أريد أن أقول أضعف ولكن كل ما قامت به خلال الثماني سنوات الماضية كان من المفترض أن يظهر إنجاز عسكري في غزة، دلني على الإنجاز العسكري في غزة لهذا الجيش العظيم الذي أخذ كل قواته إلى هناك. لا يوجد إنجاز في غزة بالعكس الطيران قصف لم يستطيعوا إيقاف الصواريخ التي أطلقت من غزة لآخر لحظة رغم أن ظروف غزة أصعب بكثير من ظروف لبنان، وفي العمل الميداني رأس الحربة في الجيش الإسرائيلي الذي هو لواء غولاني وجهت له ضربة قاسية وفشل وانسحب الإسرائيليون إلى حدود قطاع غزة، هذه إسرائيل بعد 8 سنين من حرب تموز وتدريب وتجهيز وتحضير ومناورات، في مواجهة غزة تفشل هذا الفشل الذريع فما بالك في مواجهة لبنان، الذي ظروفه مختلفة. الموضوع هنا لا علاقة له بإرادة البشر، الإرادة ممتازة هنا وهناك، ولكن هنا الساحة مختلفة الإمكانات مختلفة والأجواء مفتوحة أكثر الخ، لذلك أنا أعتقد أن الإسرائيلي يحسب جيداً، وطالما يحسب جيداً فهو غير قادر، ليس أنه لا يريد وأنه آدمي كلا، طالما أنه واضح او من غير الواضح لديه أن الحرب في لبنان ستأخذه إلى نصر واضح وحاسم فهو سيكون مجنوناً إذا لجأ للحرب. أنا لا أنفي فرضية الحرب، ألست جالساً معك الآن هذه الليلة، أنا أفترض أنه هذه الليلة يمكن أن يأخذ الإسرائيلي قرار الحرب، هذا مفتوح دائماً ولكن نحن نتحدث بحساب الاحتمالات. في الاحتمالات وضمن المعطيات القائمة..
غسّان بن جدو: ولن تضطرهم المزايدات الانتخابية إلى القيام بأي عمل؟
السيد حسن نصر الله: بالعكس، دائماً الإسرائيلي عندما كان يذهب في أجواء الانتخابات إلى حروب من هذا النوع كان يخسر في الانتخابات. تذكر بيريز في عام 1996 لماذا ذهب إلى عناقيد الغضب؟ في المزايدات الانتخابية، خسر وسقط، وأتى نتنياهو وغير كل المعادلة. أنا لا أعتقد أنه حتى لو أراد أن يتصرف انتخابياً أن يذهب لخوض حرب مع لبنان أو حتى يفتح حرباً جديدة مع غزة، طبعاً هناك أمر إضافي مؤسف، ولكن هو على كل حال مؤثر وهو أن الإسرائيلي ينظر إلى المنطقة ويرى كل العالم مشغولاً في مكان آخر، يقول لماذا نقوم بحرب على لبنان؟ الحرب على لبنان قد يصمد فيها حزب الله وتصمد فيها المقاومة ويصمد فيها لبنان ويغير فيها معادلات، هذا سيؤدي إلى استنهاض كبير في العالم العربي والإسلامي وسيلئم الكثير من الجروح التي لغاية الآن لم تلتئم. سيغير مسار الأحداث في المنطقة كلها، تصور أنت المشهد معي، وقعت الحرب، ليس صاروخاً أو اثنان ينزلان على تل أبيب إنما هناك صواريخ تدك المدن والمستعمرات الإسرائيلية وأهداف عسكرية ورسمية وحكومية إسرائيلية تصاب بدقة مثلاً، هذا ماذا يفعل بالعالم العربي؟ ماذا يفعل بالشعب الفلسطيني داخل فلسطين؟ هل مصلحة إسرائيل أن تأخذ الأمور بهذا الاتجاه؟ أو مصلحتها أن تبقى الأولوية الوجدانية والثقافية والنفسية الحاكمة على كل شعوب العالم العربي هو هذه المصيبة القائمة الآن في أغلب بلدان العالم العربي. هذا مؤثر برأيي. الإسرائيلي لماذا سيذهب إلى حرب إذا لم يضمن إنجازاً حقيقياً؟ أنا ما زلت أستبعد في 2015.
غسّان بن جدو: في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة تم التواصل بينكم وبين فصائل المقاومة؟
السيد حسن نصر الله: نعم أساساً التواصل لم ينقطع لا قبل الحرب ولا بعدها حتى مع الأجنحة العسكرية التواصل بقي قائماً وفي الحرب كان يوجد تواصل.
غسّان بن جدو: أنتم حريصون على ترميم ما يعرف بمحور المقاومة والمواجهة. حماس ستكون جزءاً من هذا المحور أم هي حركة مقاومة لا نقاش فيها وعلاقتكم بها جيدة؟
السيد حسن نصر الله: هذا الموضوع له علاقة بالتوصيف لمحور المقاومة، أستطيع أن أقول لك إن ما لمسته من خلال لقاءات معنا ومع الأخوة الإيرانيين أن لدى حماس إرادة جدية لترتيب العلاقة بشكل كامل، وهذا ليس قرار شخص في حماس بل قرار قيادي ومركزي في حماس في الداخل والخارج بحسب معلوماتي. يعني لا توجد وجهة نظر في حماس بهذا الاتجاه، الآن حماس وصلت وأخذت قراراً بأنها تريد إعادة ترتيب العلاقة من جديد كما كانت..
غسّان بن جدو: مع من؟
السيد حسن نصر الله: مع الجمهورية الإسلامية وحزب الله، هذا المقدار واضح بالنسبة لي وفي النهاية إن حماس هي حركة مقاومة ونحن حركة مقاومة، إيران دولة تساند القاومة وتدعم حركات المقاومة والعلاقة يتم ترميمها أو تم ترميمها، أنا استطيع أن أدعي أن العلاقة الثنائية بدرجة عالية وكبيرة جداً تم ترميمها. عندما تقول العودة إلى محور المقاومة لا يمكن العودة إلى محور كمحور الذي فيه إيران وسوريا وحركات المقاومة بمعزل عن سوريا. هنا أصبح الموضوع له علاقة بالطرفين، بقرار حماس وموقفها من سوريا وموقف القيادة السورية من هذا التطور، حماس، في هذه النقطة لم نصل بعد إلى أي مكان، النقاش كان يركز على الأمر الثنائي بيننا، إلى أين سنصل في النقاش حول موضوع سوريا هذا الأمر سنراه...
غسّان بن جدو: أنتم تطرحون عودة العلاقة وتطبيع العلاقة بين حماس وسوريا؟
السيد حسن نصر الله: هذا الموضوع للنقاش، طبعاً لسنا على عجلة من أمرنا لأننا نقدّر أن في هذا الموضوع صعوبات من الطرفين، حماس لها ظروفها وقراءتها المعروفة، وحتى لو أرادت حماس أن تعيد ترتيب العلاقة مع النظام في سوريا، القيادة السورية هذا الموضوع بالنسبة لها ليس سهلاً، المسألة على درجة عالية من الصعوبة، نتيجة التطورات والأحداث التي حصلت، حتى الآن هذا ليس موضوع بحث، هذا قد نصل إليه في مرحلة من المراحل.
غسّان بن جدو: هل تشخيصي دقيق إن قلت في خلال المرحلة الماضية علاقتكم مع كتائب القسام كانت جيدة وكان هناك تواصل بل تعاون بينما مع القيادة السياسية لم تكن بحكم الاختلاف؟
السيد حسن نصر الله: لكي أكون دقيقاً حتى في السنة الماضية أو السنتين الماضيتين الابتعاد السياسي المعين، أثر على مستوى العلاقة مع القسام وحيويتها والزيارات المتبادلة والوفود التي كانت تأتي، لم تكن في 2014 و2013 كما كانت في 2011 أو 2012 مثلاً. يكن أن نقول إنها تراجعت ولكن لم تنقطع. بقيت العلاقة قائمة حتى مع الجناح العسكري سواء معنا أو مع الأخوة في إيران. بعض الناس كانوا يقولون ماذا أخذتم من حماس أو ما هي شروطكم، ليس عندنا شروط. نحن بالأساس حتى عندما حصل التباعد، لكي أكون دقيقاً، ليس حزب الله من ابتعد بل حماس هي التي ابتعدت. نحن لم نبتعد.
غسّان بن جدو: عندما نتحدث عن ترميم هذا المحور دعنا الآن بين إيران وحزب الله، طبعاً أنتم لستم حريصين فقط على التواصل بل حريصون على علاقة استراتيجية أم أنا مخطئ؟ ماذا تعني علاقة استراتيجية سماحة السيد؟
السيد حسن نصر الله: المقصود أن هناك عدواً للأمة، ليس فقط عدو اللبنانيين والفلسطينيين، هذا عدو الأمة كلها الذي هو إسرائيل وخطر على كل المنطقة، قبل البعض أو تغافل، نحن ما يهمنا أننا في جبهة واحدة، في نهاية المطاف، حرب تموز مثلاً تداعياتها وآثارها الاستراتيجية على الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية واضحة، وأي مواجهة تحصل في داخل فلسطين، حرب غزة الأخيرة، آثارها الاستراتيجية على مجمل الصراع مع العدو الإسرائيلي في كل الجبهات ومنها الجبهة اللبنانية واضحة. العدو لا يجزئ المعركة العرب من يجزئها، عندما أتحدث عن علاقة، أنا أتحدث عن علاقة في مواجهة العدو الصهيوني، عن تعاون سياسي وإعلامي وعسكري وأمني وتعاون لوجستي، يمكن أن يأتي يوم نقاتل فيه في وقت واحد في جبهات عديدة مفتوحة، هذا اسمه تعاون استراتيجي وعلاقة استراتيجية. قد يأتي يوم يفرض فيه الإسرائيلي على كل المنطقة، أو الناس يأخذون خيارات من هذا النوع، بحيث تجد مجموعة جبهات مفتوحة في آن واحد. العلاقة الاستراتيجية هي هذه وليس التواصل على قاعدة كيفكم يا شباب، هذا التواصل قائم. يمكن أن يتواصل الشخص حتى مع خصومه وأعدائه..
غسّان بن جدو: انتم تريدون هذه العلاقة الاستراتيجية؟
السيد حسن نصر الله: نحن نتحدث عن علاقة استراتيجية مع كل حركات المقاومة الفلسطينية، وبالتأكيد في مقدمتها حماس والجهاد الإسلامي، باعتبار أنهما حركتان فاعلتان قويتان موجودتان داخل الأراضي الفلسطينية، نحن هذه العلاقة الاستراتيجية نريدها، إذا كنا قادرين على التفاهم على كل شيء في المنطقة هذا ممتاز، لا شك أن هذا أفضل. وإذا كان هناك وئام وانسجام كامل على كل صعيد، أكيد هذا ممتاز، ولكن لو افترضنا أننا اختلفنا على أمور حتى لو كانت تمس محور المقاومة، هل هذا يعني أن ننهي العلاقة؟
غسّان بن جدو: أنتم تريدون هذه العلاقة الاستراتيجية التي تفضلتم بشرحها الآن سياسياً وإعلامياً وأمنياً ولوجستياً الخ.. الأخوة في حماس مستعدون لهذه العلاقة الاستراتيجية؟
السيد حسن نصر الله: ما يجري الآن إعادة ترميمه هو هذا المستوى من العلاقة..
غسّان بن جدو: ما الذي حصل في إيران؟ بلا شك عندكم كل التفاصيل..
السيد حسن نصر الله: هذا هو ما يحصل الآن في إيران.
غسّان بن جدو: ما يحصل في إيران ليس إذاً مجرد إعادة تواصل وليس هناك مصلحة مالية وغيرها؟ نحن نتحدث في إيران على أساس أن حماس ستدخل في علاقة استراتيجية من جديد مع إيران؟ هذا الذي يناقش؟
السيد حسن نصر الله: هذا ما أعرفه وهذا ما أفهمه وهذا هو قرار حماس...
غسّان بن جدو: إذاً نستطيع أن نقول إن حماس اتخذت هذا القرار..
السيد حسن نصر الله: ليس المطلوب مني الليلة الحديث بالنيابة عن حماس وأنتم يجب أن تسألوهم هم.
غسّان بن جدو: ما فهمتموه منهم..
السيد حسن نصر الله: أنا فهمي أن حماس تريد ترميم هذه العلاقة وهذا منطقي وطبيعي جداً وخصوصاً بعد حرب غزة.
غسّان بن جدو: في حرب غزة الأخيرة، أظهرت أيضاً كتائب من فصائل المقاومة قدرات على الأرض
السيد حسن نصر الله: أنا سأعطيك شاهداً، قبل أسابيع حين صارت التظاهرة في غزة، وقف الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام..
غسّان بن جدو: أبو عبيدة..
السيد حسن نصر الله: وبجانبه كل قيادات حماس، ليس أن فلاناً موجود وفلاناً غائب، كل قيادات حماس السياسية المعروفة في قطاع غزة كانت موجودة وقرأ نصاً، لم يكن يلقي خطاباً ارتجالياً وكان خطابه موجهاً باتجاه إيران بكل وضوح. هل هذا فقط لإعادة التواصل أو لما هو أعمق من ذلك بكثير؟
غسّان بن جدو: معلوماتكم أن هذا النص اطلعت عليه القيادة السياسية قبل أن يتلوه المتحدث باسم القسام؟
السيد حسن نصر الله: بالتأكيد.
غسّان بن جدو: في ما يتعلق بحرب غزة الأخيرة، أظهرت قوة لكتائب فلسطينية أخرى ليس فقط في الميدان ولكن أيضاً على مستوى سياسي وإعلامي. نتحدث عن كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى وكتائب ألوية الناصر صلاح الدين وحركة المجاهدين ولجان المقاومة وإلى غير ذلك... هل إن علاقاتكم مع هذه الأطراف سيتم تمتينها وتعزيزها أم أنكم ستكتفون بشكل رئيسي بحماس والجهاد؟
السيد حسن نصر الله: نحن مع كل الأطر المقاومة في فلسطين لنا علاقة، وإن شاء الله سنسعى في المرحلة المقبلة إلى أن نعطي المزيد من الجهد والوقت (حتى أنا على المستوى الشخصي، وإن كانت الأحداث شغلتنا في الآونة الأخيرة) لتعزيز وتطوير العلاقة مع كل أطر المقاومة في الساحة الفلسطينية، وهذا لا يقتصر على الجهاد وحماس أو الفصائل ا المعروفة.
غسّان بن جدو: سماحة السيد رؤيتكم هي فلسطين؟
السيد حسن نصر الله: طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يمكن أن يكون لنا أصدقاء أو حلفاء وربما هناك دول لا خصومة أو موقفاً سلبياً بيننا وبينها ولكن قد تتحفظ على هذه العلاقة أو قد تزعجها ليس كل الناس يفكرون بطريقتنا في هذا الموضوع.
غسّان بن جدو: من قصدت؟ سوريا؟
السيد حسن نصر الله: كلا الإخوان السوريون يتفهمون، من دون أن أسمي...
غسّان بن جدو: من قطر مثلاً؟ تركيا؟
السيد حسن نصر الله: لا هؤلاء يحزنون إذا قمنا بعلاقة مع حماس؟؟ لا يزعلون..
غسّان بن جدو: يشجعون؟
السيد حسن نصر الله: لا أعرف ولا افترض، أنا أتحدث عمّن يعتب علينا وليس من يعتب على حماس أو يزعل من حماس لأنك تعلم أن الكثير من أصدقائنا في لبنان أو العالم العربي هم لديهم تقييم لحماس مختلف عن تقييمنا نتيجة ما حصل خلال هذه السنوات، وهناك قوى أو تيارات لها تقييم لحماس كجزء من الإخوان المسلمين، وبالتالي هي ترتب على هذه القراءة موقفاً سلبياً مختلفاً جداً ولذلك أنا أعرف أنه في بعض الأوساط قد يكون هناك عتب أنه أنتم يا حزب الله كيف تريدون إعادة ترتيب العلاقة مع حماس في الوقت الذي لم يتبدل أو يتغير فيه موقف حماس من سوريا.. ممكن هم بعض أصدقائهم ينزعجون من ترتيب العلاقة معنا ونحن بعض أصدقائنا ينزعجون من ترتيب العلاقة معهم لكن هذا الأمر يجب أن يكون متفهماً. بالنسبة لنا وأكيد حسابات حماس نفس الشيء، بالنسبة لنا هذا مبنانا: نحن حريصون على تعزيز وحفظ العلاقة مع كل أطر المقاومة الفلسطينية التي تقف في وجه المشروع الصهيوني لأن فلسطين هي قضيتنا المركزية وهي ما يجمعنا وهي الأولوية بالنسبة لنا، وعندها نتجاوز كل شيء.
غسّان بن جدو: طالما تطرقتم إلى هذه النقطة ورأي الحلفاء، وشكراً لأنكم أشرتم إليهم.. سماحة السيد ليس خافياً أيضاً أن هناك من يطلب أن الأفضل أن يرتاح قليلاً السيد خالد مشعل، ربما لأن رمزيته باعتباره رأس هرم قد يفيد أكثر، وحتى كتب أخيراً، هل أنتم مع هذه المسألة؟
السيد حسن نصر الله: نحن لا نستطيع الكلام بهذه اللغة أو مقاربة هذا الموضوع، هذا شأن الإخوة في حماس، من يكون رمزهم ومن يكون رئيس مكتبهم السياسي، هذا شأنهم. ولكن أنت تريد إقامة علاقة مع حماس وأنا شرطي أن يكون فلان وآخر لا يكون، ما نقبله لأنفسنا نقبله لحماس ولغير حماس.
غسّان بن جدو: للتاريخ سماحة السيد ولجمهوركم أولاً هل هناك من الإخوة الفلسطينيين المقاومين من شاركوا في الأعمال العسكرية للمعارضة في سوريا، ضدكم أو ضد الجيش السوري؟
السيد حسن نصر الله: حتى الآن لا دليل أن هناك أطراً شاركت، أو أن هناك قراراً فصائلياً، أن الفصيل الفلاني او قيادة الفصيل بالمعنى التنظيمي أمر قوات تابعة له بأن تشارك، هذا لم يثبت ولا دليل عليه حتى الآن، نعم حدث في سوريا أن شباباً فلسطينيين في بعض المخيمات، مثل مخيم اليرموك وغير اليرموك، أنهم كانوا ينتسبون إلى هذا الفصيل أو ذاك الفصيل، وعندما حصلت الأحداث شاركوا فيها، وعندما سئل الفصيل الذي ينتسبون إليه قال نحن لا نوافق ونحن لسنا جزءاً من هذا ولم نأمرهم بهذا.هذا المقدار نعم الذي حصل
غسّان بن جدو: كنا نتحدث عن الجانب الفلسطيني. أنتم بوصلتكم فلسطين، كل الشعب الفلسطيني، لا شك أنكم حركة مقاومة وبالتالي أنتم حريصون على تمتين العلاقة مع حركات المقاومة، ولكن هناك أطراف أخرى تمثل الشعب الفلسطيني، حتى من السلطة و من فتح وغيرها، لماذا لا يكون هناك انفتاح كامل على الشعب الفلسطيني، إذا أردنا أن نؤثر حتى داخل الشعب الفلسطيني وداخل الساحة الفلسطينية يفترض أن تكون العلاقات مفتوحة مع الجميع بقطع النظر عن بعض الخلافات السياسية القائمة، يعني تختلفون مثلاً مع أبومازن حول المفاوضات مع إسرائيل، لماذا لا تكون هناك علاقات جيدة وطبيعية خصوصاً أنه يشكل شريحة كبرى داخل الساحة الفلسطينية.
السيد حسن نصر الله: بأصل العلاقة لا مشكلة، لدينا علاقات مع الجميع، مع فتح لدينا علاقات في لبنان، مع شخصيات مركزية في حركة فتح، هذا معروف. قبل أيام كان هناك احتفال لحركة فتح، وأحد خطبائه كان عضو المجلس السياسي في حزب الله، نحن على تواصل مع كل التنظيمات والأحزاب والشخصيات، ونحن لدينا علاقة رسمية مع سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت ومع السفير الفلسطيني الموجود هنا هناك علاقة طبيعية ورسمية وهناك تعاون في ما بيننا، وحتى في المرحلة السابقة، مرحلة الانتفاضة، كانت هناك علاقة عملية ولوجستية قائمة بيننا وبين كتائب شهداء الاقصى، وكتائب شهداء الأقصى فتح وهي ليست حالة منشقة ومنعزلة عن حركة فتح، وطول فترة الانتفاضة كان لنا تواصل مع كتائب شهداء الأقصى رغم أنها تنتسب إلى فتح التي هي في أوسلو والمفاوضات.. أنا حتى لو اختلفت مع المجموعة الفلسطينية أو التنظيم الفلسطيني حول رؤيته للحل الفلسطيني، لكن في اللحظة التي يقاتل فيها إسرائيل أنا معه. في اللحظة التي يحمل فيها السلاح ويقاتل إسرائيل أنا معه.
غسّان بن جدو: حتى لو لم يقاتل؟ لنفترض أنه لم يقاتل..
السيد حسن نصر الله: حتى لو لم يقاتل أنا أقيم علاقة معه لا أقول كلا..
غسّان بن جدو: في ما يتعلق بسوريا، طبعاً هذا لب القضايا بلا شك، الوضع الآن في سوريا عام 2015 ليس كما كان قبل سنوات، ما هو التقديرالعام للموقف السوري الآن؟ حتى ندخل في بعض التفاصيل
السيد حسن نصر الله: اذا جئنا للموضوع السوري بتوديعنا للعام 2014 وما سبقه، هناك أمر انتهى وحسم وأعتقد أن العالم كله بدأ يسلّم به. مقولة إسقاط النظام في سوريا والسيطرة على سوريا، هذا انتهى وأقول لك ميدانياً انتهى. إنتهى بمعنى أنه لم يعد هناك قدرة لا لما بين هلالين يسمى أصدقاء سوريا، ولا للدول الإقليمية، ولا لقوى المعارضة المسلحة وغير المسلحة أن تسقط النظام في سوريا أو أن تسيطر على سوريا او على دمشق مثلاً. هذا انتهى
غسّان بن جدو: حتى لو كانوا لا يزالون في ريف دمشق؟
السيد حسن نصر الله: بالعكس هم إذا كنت ترى في الإعلام يقولون نحن محاصرون وجائعون. هو مأزوم، من يقول لك أنا محاصر ويستغيث ويحاول أن يستفيد من هذا العامل إنسانياً ضد النظام، هذا لا يستطيع أن يسقط دمشق، فلتفك الحصار عن نفسك أولاً إذا كان ما يطرح في الإعلام دقيقاً. فكل ما بني عليه منذ البداية عند دول إقليمية ودول عالمية وبعض قوى المعارضة بأن النظام سيسقط وينهار خلال ثلاثة أو أربعة أشهر هذا انتهى، قالوا ثلاثة أو أربعة أشهر ثم مددوا عاماً ثم انتظروا شهر رمضان الأول والثاني والثالث، وخطب أردوغان أكثر من مرة أنه سيصلي صلاة الجمعة في المسجد الأموي في دمشق، ثم تواضع قليلاً وقال إنه سيصلي صلاة العيد في المسجد الأموي في حلب، هذا كله انتهى، والعالم كله يعرف أنه لا إمكانيات لهذا، لا إمكانية له في الميدان ولا أتحدث عن النوايا السياسية، وهذا يعود إلى صمود القيادة السورية وصمود الجيش السوري والقوات الشعبية بأشكالها المختلفة وصمود جزء كبير من الشعب السوري الذي هو في هذا الخيار. بالدرجة الأولى يعود الفضل لهم في هذا الصمود. بالتالي اليوم هناك حقيقة واقعة اسمها في سوريا أن العالم إذا أراد القيام بحل عسكري فهو لا يستطيع ذلك، المطلوب حل سياسي. وحل سياسي بمعزل عن القيادة السورية لا إمكانية له، وأنا أعتقد أن الجميع وصل إلى هذه النتيجة.
غسّان بن جدو: حتى بمعزل عن الرئيس بشار الأسد؟
السيد حسن نصر الله: أتحدث بمعزل عن الرئيس بشار الأسد حين أقول القيادة السورية الحالية. بمعزل عن الحل الذي يراد إنتاجه. إذا أراد القيام بحل سياسي حتى لو أتى ليقول لك أنا أريد في الحل السياسي أريد أن يترك الرئيس الأسد الرئاسة، هذا لا يمكن أن يحصل بدون حل سياسي مع الرئيس الأسد، هذا قصدي، بمعزل عما إذا كان الرئيس الأسد يقبل أو لا يقبل بهكذا حل، أو اذا كانت القيادة السورية تقبل بهكذا حل أو لا تقبل. إذاً أول ناتج من مجموع السنوات الماضية، الآن نحن في بداية 2015، مسألة السيطرة على سوريا، إسقاط دمشق اسقاط النظام، تغيير القيادة السورية بقوة السلاح، هذا انتهى...
الأمر الثاني، من أهم النتائج الموجودة الآن بمعزل عن أنها إيجابية أو سلبية، أنا أوصف الواقع. مسار الأحداث خلال السنوات الماضية أدى إلى أن تكون صورة الواقع الميداني الآن على الشكل التالي: هناك جزء كبير من سوريا ولعل كل مدنها الرئيسية هي عند النظام، هناك جزء من الأرض مع داعش، وجزء من الأرض مع جبهة النصرة وقوى أخرى. الواقع الميداني إلى أين أوصل الآن؟ أوصل إلى أن ما يسمى بالجيش الحر أو ما يسمى بالقوى المعتدلة بين هلالين وتحتها خطان، وبتعبير أدق القوى العسكرية المرتبطة بائتلاف اسطنبول، أو التي على اتصال أكثر بالمملكة العربية السعودية وأخواتها هذه القوى هي بمعرض الزوال ولم تعد ظاهرة، حيث يوجد داعش هؤلاء تم القضاء عليهم وتصفيتهم وارتكبت بهم مجازر، في موضوع شمال حلب وشمال إدلب في الآونة الأخيرة، ما يعرف بجبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف، معروف ولاؤها للسعودية، هذه أيضاً تم ضربها من قبل جبهة النصرة والرجل هرب هو وجماعته إلى تركيا، إذا كان يزال هناك حضور لهذه القوى فهو في الغوطة في ريف دمشق وفي منطقة درعا والقنيطرة، ونسمع كل يوم عن قتال واشتباكات في ما بين هذه القوى وما بينها وبين جبهة النصرة، وفي بعض المناطق بينها وبين جبهة داعش، المحصلة العسكرية أن المشهد الميداني السوري المستقبلي ذاهب في هذا الاتجاه أن جزءاً من الميدان هو خاضع للنظام، هناك جزء تحت قبضة جبهة النصرة وجزء تحت قبضة داعش، هذه النتيجة الثانية. وبالتالي القوى العسكرية المرتبطة بشكل أو بآخر سواء بائتلاف اسطنبول أو بالمحور السعودي ورفاقه هي إلى مزيد من الوهن والضعف في الميدان والتأثير.هذه النتيجة الثانية.
النتيجة الثالثة أن هذا سيعقد الحل السياسي طبعاً، لأنه الآن، لو افترضنا مثلاً دعوة موسكو، وعندما كان السيد بوغدانوف هنا تحدثنا وهذه واحدة من نقاط النقاش، أنه إذا أتت القيادة السورية الحالية واتفقت مع المعارضة الداخلية السياسية كلها، ومع شخصيات في المعارضة السياسية الخارجية، فلان وفلان وفلان.. بل أنا أقول لك أكثر من ذلك، لو أتى ائتلاف اسطنبول وذهب إلى موسكو وحصل الحوار والاتفاق، نحن نفترض جدلاً هنا، وتم التوصل إلى اتفاق بين القيادة السورية وكل أطياف المعارضة السورية كلها بدون استثناء، لكن من دون داعش وجبهة النصرة، هذا ما هو أثره الميداني؟ لا أثر ميدانياً له، هذا يعني أن هذه المعارضة ستأتي إلى دمشق، ستأتي إلى منطقة نفوذ النظام، ليكون لها مكان وموقع وتكون شريكة في السلطة، ولكن أياً منهم لا يستطيع أن يذهب إلى المناطق التي تسيطر عليها داعش والنصرة، وهي مناطق واسعة، وهذا يعني بقاء الحرب والقتال في سوريا. عندما نتحدث عن حل سياسي، يجب أن نتحدث عن حل سياسي ينهي القتال، وإلا حل سياسي كهذا يحل مشكلة المعارضة السياسية ولا يحل مشكلة سوريا، أنه والله هناك مجموعة شخصيات موجودة في اسطنبول نريدهم وزراء، أو مجموعة شخصيات موجودة في أوروبا نريد أن يكونوا وزراء ونصبح مثلاً شركاء في السلطة مع القيادة الحالية. هذا أقصى ما يتحقق في الحل السياسي لكن هذا لا ثمرة له في الميدان. هذا ماذا يغير في الميدان؟ هؤلاء ما مدى تأثيرهم على جبهة النصرة وتنظيم داعش اللذين يمتلكان نفوذاً واسعاً جداً؟ لذلك هذا التعقيد سيؤثر على الحل السياسي، ما يدخل إلى الحل السياسي، هو أن بعض الدول الموجودة في المنطقة، من الممكن في مرحلة من مراحل النقاش أن نقول الأسماء بصراحة، عندما يكون هناك قرار إقليمي، هنا المعارضة السورية خارج هذا الموضوع، بأن موضوع داعش يجب أن ينتهي، وأي شكل من أشكال الدعم والتسهيلات والحماية يجب أن ينتهي، وموضوع جبهة النصرة باعتبار أنها مصنفة أساساً منظمة إرهابية، أيضاً هذا الموضوع يكون خارج النزاع الداخلي السوري، حينها تصبح هناك إمكانية لإيجاد حل سياسي ينهي الحرب في سوريا. وهذا يتوقف على إرادة بعض الدول الإقليمية التي مازالت حتى الآن تقف إلى جانب داعش والنصرة وتقدم التسهيلات وأشكال الدعم المختلفة أو المعينة، وبالتالي هذا الحل السياسي الذي يجري الحديث عنه، نعم أنا أقول لك لو حصل أمر ما في موسكو فهذا يحسن الوضع في سوريا، يجعلنا نتقدم، يجمع المعارضة السياسية مع النظام، يحيّد بعض القوى الإقليمية التي سوف تجد أنه أصبح لها نوع من الشراكة مع القيادة السورية الحالية، ولكن هذا لا ينهي الحرب في سوريا.
غسّان بن جدو: لكن بهذا التشخيص للواقع الميداني أولاً كأنكم أخرجتم السعودية من المعادلة السورية؟
السيد حسن نصر الله: الآن في الميدان، أضعف عامل إقليمي مؤثر في الميدان السوري هي السعودية، هي الأضعف بلا نقاش. طبعاً في البداية، عندما كان بندر مستلماً الملف وهم كانوا مهتمين، هم دعموا الجميع، لم يتعاطوا أن هؤلاء جماعتنا وهؤلاء ليسوا كذلك..
غسّان بن جدو: دعموا بماذا؟
السيد حسن نصر الله: بالمال بالسلاح بالتسهيلات بالفيزا بفتح الحدود وتأمين ظروف الإنتقال إلى سوريا، لم تكن لديهم مشكلة. من يأتي إلى سوريا سواء قاعدة أو داعش أو جبهة نصرة أو سلفية جهادية وطني علماني إسلامي جهادي لم تكن لديهم مشكلة، بالنسبة لبندر كان المهم أن يأتي بكل مقاتلي الدنيا ليقاتلوا في سوريا من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد والنظام وإحداث هذا التغيير، ثم ينظر في كيفية حل هذه المشكلة وطبعاً هذا خطأ ارتكبته السعودية في سوريا، يعني هم تصوروا أنه يمكن تطبيق نموذج أفغانستان، التاريخ يعيد نفسه. في أفغانستان من صنع طالبان والقاعدة؟ وحتى في باكستان.. معروف من، المخابرات الأميركية والباكستانية والسعودية وبعض دول الخليج كان لهم نوع من المساعدة، لكن بشكل أساسي أجهزة المخابرات الثلاثة هذه. ثم انقلب عليهم وخرج عن سيطرتهم، وأصبحت القاعدة مشكلة لأميركا وهذه أحداث 11 أيلول وأصبحت طالبان مشكلة لأميركا في أفغانستان وطالبان الباكستانية مشكلة للجيش الباكستاني الذي جمعها وأسسها ودربها ورتبها، وصارت القاعدة مشكلة للمملكة العربية السعودية، ولا ننسى في السنوات الماضية المواجهات الدامية التي حصلت بين القوات السعودية وبين القاعدة، هم ماذا كانت فكرتهم؟ أنه نأتي بكل هؤلاء من كل أنحاء العالم، نسقط النظام، ثم نتوصل إلى حل بشأنهم، نوقع بينهم يذبحون بعضهم يصار إلى تدخل دولي، لم يدرسوا ما بعد ما افترضوه من إسقاط للنظام. عملياً مع الوقت عندما بدأت سوريا تتحول، أصبح واضحاً أن الجماعات المؤثرة والقوية في الميدان والتي لديها بشكل أو بآخر خلفية عقائدية وتماسك تنظيمي وتجربة قتالية وحوافز قتال مختلفة، من هي؟ هي ما يسمى بالحركات الجهادية التي ترجمتها الحالية فعلياً داعش والنصرة بشكل أساسي وهما خارج إرادة المملكة العربية السعودية، هي أرادت أن توظفهما في هذه المعركة وخرجا عن السيطرة، من بقي للسعودية إذاً في سوريا؟ بقي لها الجبهة الإسلامية، أو جيش الإسلام في الغوطة، وجبهة ثوار سوريا انتهت، بعض فصائل الجيش الحر، وليس كل الجيش الحر لأن جزءاً منه مع قطر وتركيا. وهم الآن الأقل تأثيراً في الميدان.
غسّان بن جدو: سماحة السيد عندما تقول إن الحل سيكون إقليمياً وبقرار إقليمي..
السيد حسن نصر الله: لكن أنا لا أنكر التأثير السعودي في الحل السياسي، يجب أن نفرق بين الموضوعات. هم الأضعف تأثيراً في الميدان السوري الأكيد أنهم كذلك، لكن لو السعودية ذهبت بشكل جاد إلى حل سياسي في سوريا فالأكيد أن هذا يعطي دفعاً قوياً للحل السياسي.
غسّان بن جدو: بهذا المعطى الذي تتفضل به الآن على الأرض، من هي القوى الإقليمية التي إن قبلت (لأن لديها أطرافاً على الأرض) سنذهب باتجاه حل سريع؟
السيد حسن نصر الله: أنا أعتقد بشكل أساسي تركيا..
غسّان بن جدو: تركيا لها علاقة بداعش والنصرة؟
السيد حسن نصر الله: نعم لها علاقة بكليهما..
غسّان بن جدو: على تواصل يعني؟ أو علاقة عملية؟
السيد حسن نصر الله: علاقة عملية وميدانية، أولاً الحدود مفتوحة، هل تتصور أن يدخل شيء إلى تركيا تهريباً، يعني الآن إذا اتخذت الحكومة التركية قراراً ان هذه الحدود التركية السورية وممنوع أن يخرج أو يدخل أحد، هل يمكن أن يخرج أو يدخل أحد؟ هذه دولة كبيرة. الحدود بين تركيا وسوريا التي هي تحت عين الجيش والمخابرات التركية، مازال حتى الآن يأتي مقاتلون من كل أنحاء العالم إلى تركيا ويدخلون إلى سوريا، وتحت عين الأتراك والمخابرات التركية، وتوجد تسهيلات لا بل حتى الآن مازالت معسكرات التدريب داخل الأراضي التركية، كانت ومازالت موجودة وهذا معروف..
غسّان بن جدو: لمن؟
السيد حسن نصر الله: للجماعات المسلحة كلها، بموضوع العلاقة مع داعش... الآن داعش كل هذا السلاح الذي تقاتل به... اسمع، نحن حزب الله قاتلنا في جبهة، أنا أعرف ماذا يعني أن تقاتل في حرب، أنت تحتاج إلى سلاح وذخيرة وإمداد، لا تستطيع أن تصنع جبهة بالغنائم، هناك سلاح وعتاد يصلان إلى داعش، داعش الآن التي تقاتل على جبهات طويلة وعريضة من أين يأتيها هذا السلاح، من أين؟
غسّان بن جدو: من تركيا؟
السيد حسن نصر الله: بشكل أساسي أهم الحدود التي يدخل منها سلاح هي تركيا..
غسّان بن جدو: بعلم تركيا؟
السيد حسن نصر الله: هل تتصور أن يدخل بدون علمها؟ لا يمكن أن يدخل شيء من تركيا إلى سوريا بدون علم تركيا. ثم هذا النفط الذي يباع والذي يشكل مصدر التمويل الأساسي لداعش، من أين وأين يباع وإلى أين يذهب؟ كله إلى تركيا، هذا معروف، سأقول أمراً يا أخ غسان، مسألة علاقة تركيا مع داعش في سوريا والعراق، أنا ما سمعته، هي من المسلمات عند دول المنطقة، هي من المسلمات عند المسؤولين في سوريا وايران والعراق والسعودية وعند الأميركيين مسلم بها. ومن قال إن الأميركيين يريدون إنهاء داعش؟ داعش بنيت وكبرت وتطورت وقويت تحت عين الأميركيين وبرضاهم..
غسّان بن جدو: هناك تحالف دولي لضرب داعش
السيد حسن نصر الله: تحت عين الأميركيين (إلى ما قبل الموصل) وأنت تتصور مثلاً أن بعض الدول الإقليمية تجرؤ أن تقدم مالاً وسلاحاً ودعماً لوجيستاً لداعش والنصرة وهناك غضب ورفض أميركي، إما هناك رضى أو غض نظر أميركي، إلى ما قبل الموصل، كانت داعش متبناة إقليمياً ودولياً وحتى فرنسياً وبريطانياً، لأن المطلوب منها كان إسقاط النظام في سوريا والحكومة في العراق، وكان يتم توظيف داعش في الموضوع، المشكلة مع داعش أنها انقلبت على تحالفاتها المحلية في العراق عندما قتلت حلفاءها وعلى تحالفاتها المحلية في سوريا عندما ضربت حلفاءها، الذين هم حلفاء أميركا والسعودية وتركيا وقطر والخ... والأسوأ من هذا أنها ذهبت باتجاه حلفاء هذه الدول، عندما ذهبت باتجاه أربيل، أو عندما بدأت تهدد باجتياح الأردن أو السعودية أو الكويت، خرجت عن السيطرة، وهذا الذي تم بسببه استدعاء الإئتلاف الدولي، ولكن هل ما يفعله هذا الائتلاف الدولي في العراق وسوريا جدي؟ هو ليس جدياً على الإطلاق.
غسّان بن جدو: وأنتم جزمتم أن هناك علاقات بين داعش وتركيا سواء في العراق وفي سوريا. هل تشعرون أن هناك لغزاً تركياً؟
السيد حسن نصر الله: الموقف التركي واضح. في موضوع سوريا حتى الآن هو موقف متشدد جداً وله خلفيات كبيرة وعديدة، وأيضاً في العراق. الآن أنا ألحظ أنه قد يحصل نوع من التبدل أو التطور او التحسن في الموقف التركي على مستوى العراق على ضوء الحكومة الحالية. زيارة رئيس الوزراء التركي قبل أيام، هناك حديث عن زيارة للرئيس التركي إلى العراق أيضاً. وما عرفته عن بعض المحادثات التي حصلت في بغداد تؤشر إلى تطور إيجابي ما في الموقف التركي تجاه الأوضاع في العراق. لكن لا يوجد أي مؤشر إيجابي ما تجاه الأوضاع في سوريا. هنا المسألة مختلفة.
غسّان بن جدو: لنكمل إذاً في ما يتعلق بداعش وكل هذا
السيد حسن نصر الله: الائتلاف الدولي وداعش. نحن فهمنا هكذا حين حصلت الأحداث في الموصل وصلاح الدين الخ، أنا أوافق أن الحركة لم تكن فقط داعش وهذا قيل في الأيام الأولى وأنت يمكنك أن تراجع بعض الفضائيات العربية كيف احتفت بهذا التطور العسكري الهائل الضخم الذي حصل في هذه المنطقة..
غسّان بن جدو: حتى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين..
السيد حسن نصر الله: أنا لا أريد أن أدخل في الأسماء لكن هناك دول وفضائيات عربية احتفلت بهذا الإنجاز "العظيم" الذي حصل. الذي حصل لاحقاً أن داعش جاءت وبدأت بتصفية الحلفاء المحليين وطلبت منهم البيعة لخليفتها. ثم أخرجت من الأردن والسعودية والكويت وكردستان. هذا الموضوع هو تجاوز للخطوط الحمر. الولايات المتحدة الأميركية والدول الإقليمية توظف داعش لتخدم مشروعها وليس لتعرض مشروعها ومصالحها وحلفاءها للخطر. هنا جاء استدعاء الائتلاف. الأميركيون لم يأتوا من تلقاء نفسهم، تم استدعاؤهم من قبل حلفائهم في المنطقة. وأنا أتذكر بعض كبار القيادات والملوك والامراء والرؤساء في المنطقة قالوا علناً في التلفزيونات وفي لقاءات مع سفراء إنه إذا لم يحصل تدخل دولي سريع إن داعش سيكون بعد شهر في أوروبا وبعد شهرين في أميركا. مفهوم هذا الكلام ماذا؟ أن كل هذه الدول ستسقط بيد داعش وبالتالي هلموا لمساعدتنا. جاء الائتلاف الدولي الذي هو منظر. القوة الحقيقية هي للأميركيين والقرار أميركي. هنا نأتي لنبحث نية الأميركيين. هل يريدون القضاء على داعش في العراق وفي سوريا أو أي شيء آخر. لكي لا أطيل البحث أنا أقول هم لا يريدون القضاء على داعش في المدى المنظور، من هنا إلى سنة سنتين أو ثلاث سنوات، الآن اتحدث بالمدى الزمني وسأعود للسياسة. هم يريدون احتواء داعش بحيث لا يملك القدرة للتحرك باتجاه الأردن والسعودية والكويت وأربيل ويمكن ألا يقبلوا بأن يتحرك باتجاه بغداد. رغم أن منع حركة داعش باتجاه بغداد لا يحتاج للأميركيين الآن. احتواء حركة داعش في العراق، في سوريا لا ادري ما إذا كانوا يريدون احتواءها أم لا. مثلاً لو قام داعش بالتوسع على حساب النظام هل سنشهد موقفاً مشابهاً مثلاً من موقف توسعها باتجاه أربيل؟ أنا أشك في ذلك. هم لا يريدون القضاء على داعش ولكن يبقى داعش لتوظيف شروط داعش لفرض شروط في المنطقة.
غسّان بن جدو: في المنطقة وليس في سوريا فقط؟
السيد حسن نصر الله: سوريا والعراق والسعودية والكويت والأردن.. الخ. الأميركيون يريدون شيئاً من العراقيين، إذا اعطيتمونا ما نريده نحن جاهزون لمساعدتكم في القضاء على داعش. ما تفعله أميركا الآن في العراق ليس مساعدة في القضاء على داعش. أولاً حجم وعدد ونوع الغارات الجوية لا شيء. ما شنه التحالف منذ تشكيله إلى اليوم لا يزيد على عدد الغارات الإسرائيلية على لبنان في حرب تموز في اليومين الأولين. هذا احتواء وليس ضرباً لداعش. ثم كل العالم يعرف أن الغارات الجوية لا تستطيع أن تقضي على جهة بدون عمل بري وميداني، فكيف إذا كانت غارات متأنية ويصدر بيان أنه خلال اسبوع شنت أربع وعشرون غارة. هذا ماذا يغير في المعادلة. أولاً من خلال العمل العسكري واضح أن هذا احتواء وليس إسقاطاً، الأمر الثاني عدم تسليح الجيش العراقي على الرغم من وجود عقود. لذلك بالأمس رئيس الوزراء العراقي الدكتور العبادي في القاهرة شكا..
غسّان بن جدو: من عدم إيفاء واشنطن بتعهداتها
السيد حسن نصر الله: عقود وأموال وإمكانات والتزامات لا تعطيها. بل تمنع، بحيث أنه لو ذهب العراق ليتسلح من دول أخرى هي تمنعه. أنا أقول لك بصراحة ما يملكه الجيش العراقي من ذخائر أو بعض سلاح أو قوات الحشد الشعبي أو حتى جزء مما تملكه القوات الكردية هو من إيران، يعني تم شراؤه أو الحصول عليه كمساعدة من إيران.
غسّان بن جدو: سلاح؟
السيد حسن نصر الله: ذخائر ومختلف أنواع السلاح وهم لم يردوا على الأميركيين في هذا الموضوع. الأميركيون عبروا عن انزعاجهم. لا تعطيني سلاحاً ولا تدعني آخذ سلاحاً من إيران؟؟ هذا نموذج.
إذاً منع السلاح عن العراقيين، الأداء العسكري الأميركي في مواجهة داعش، كله يؤكد أن الهدف هو الاحتواء وليس القضاء. إلى أين سيوصل الاحتواء؟ إلى مساعدة العراقيين في مقابل قواعد أميركية في العراق من جديد، ومطارات وكذا وكذا.. وحصانة للجنود. بمعنى أن ما عجزت عن الحصول عليه في الاتفاقية في 2011 تريد ثمنه. الولايات المتحدة لا تأتي الآن قربى لله تعالى ومن أجل الجمعية الخيرية لتوزيع الديمقراطية وحماية الإنسان في العراق. لماذا إذاً ستقضي على داعش.
غسّان بن جدو: هذه معطيات لديكم؟
السيد حسن نصر الله: طبعاً أنا أتحدث عن معطيات
غسّان بن جدو: طلبوا من العراقيين فعلاً قواعد جديدة؟
السيد حسن نصر الله: يريدون قواعد والحضور ولذلك تجد هذا الصوت العراقي المرتفع الرافض لوجود قواعد وحضور ميداني. لسنا بحاجة لجيش. في موضوع سوريا يقول الأميركي لماذا أريد أن أريح الرئيس الأسد من داعش. أنا أدع داعش يضغط على النظام وعلى بقية الأطراف الأخرى في سوريا إلى أن ينضج الحل السياسي الذي أنا أضع فيه شروطي والذي يناسبني. وبالتالي أي أحد بعقل استعماري استكباري استيطاني وعقل سيطرة من الطبيعي أن يتصرف الأميركيون بهذه الطريقة. وعندما اختلفوا مع الأتراك على موضوع داعش، يعني هل تصدق مهما كان عناد الأتراك بالنهاية تركيا هي عضو في الحلف الأطلسي وفي النهاية لم يستطيعوا أن يتفاهموا مع الأتراك وتسامحوا معهم. لماذا؟ لأن الهدف الحقيقي للأميركيين ليس القضاء على داعش وإنما احتواؤها ويمكن لهم ذلك دون الأتراك.
غسّان بن جدو: نستميحك عذراً سماحة السيد، سنتحدث بعد في التفاصيل وهذا آخر فاصل.
السيد حسن نصر الله: ما يهمني هو أن نعطي الأمر بعض الوقت.
غسّان بن جدو: لا مشكلة ولكن بعد الموجز لو سمحت. مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلو بالبقاء معنا نستكمل هذا اللقاء - المعطيات. فعلاً سماحة السيد أنا شاكر لك لأن كل لقاءاتك مهمة ولكن هذا اللقاء من أهمها لما فيه من معطيات حقيقية بالإضافة إلى مواقفك. شكراً مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلو بالبقاء معنا، نعود مباشرة وأرجو ألا تغادرونا.
المحور الثالث
غسّان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد، سماحة السيد كنا نتحدث قبل الموجز عن داعش والإئتلاف وتركيا، عندما تقول الخارجية الأميركية سماحة السيد في بيان رسمي إن المفاوضات ينبغي أن تمضي قدماً ومع الرئيس الأسد رغم موقف الولايات المتحدة الأميركية من شرعيته، أولاً كيف تقرأ هذا البيان الأميركي الرسمي الجديد وهل يؤثر على الموقف التركي؟
السيد حسن نصر الله: طالما أنك تحدثت هذه الليلة عن معطيات، أنا لدي معطيات تقول بعيداً عما يتحدث به جون كيري والذي يقوله أوباما في الإعلام، في الكواليس وفي الرسائل حتى مع بعض الدول الإقليمية وبالنسبة للإدارة الأميركية إذا كان المطلوب في النهاية الوصول إلى الحل السياسي هي غير مهتمة ببقاء الرئيس الأسد أو ذهابه. أي في العمق الأميركيون يصلون إلى مكان بأن ذهاب الرئيس الأسد ليس شرطاً للحل السياسي.
غسّان بن جدو: هذا قالوه؟
السيد حسن نصر الله: نعم، دعني أقول لك هذا المعنى، أننا لسنا مهتمين في إطار أي حل سياسي ببقاء الرئيس الأسد أو رحيله. هذا عمق وحقيقة الموقف الأميركي. وهذا لم يأت بدون ثمن..
غسّان بن جدو: متى هذا الكلام؟
السيد حسن نصر الله: هذا كلام عمره خلال الشهرين الماضيين..
غسّان بن جدو: جديد إذاً
السيد حسن نصر الله: جديد نعم..
غسّان بن جدو: أبلغوا الإيرانيين؟
السيد حسن نصر الله: دعني لا أقول لمن أبلغوه. الذي يضع هذا الشرط أنا برأيي حتى المعارضة لو خليت ونفسها، لأنهم يعرفون ما هو الأفق والإمكانات، في النهاية هذه المعارضة ليس لديها مشكلة أن تصل إلى حل تكون فيه شريكة مع الرئيس الأسد في إدارة سوريا. الذي يصر على رحيل الرئيس الأسد هي دول إقليمية، يعني تركيا السعودية، قطر إذا أجرينا لها حساباً إلى جانب هذه الدول في المعادلة. ولكن أنا اعتقد سينضج مع الوقت و التطورات في أوروبا وغير أوروبا أن المجتمع الدولي سيصل إلى نتيجة تقول لا حل في سوريا إلا مع الرئيس الأسد ودون شرط ذهاب الرئيس الأسد. إذا أنتجت تسوية بقاء الرئيس الأسد، المجتمع الدولي سيقبل هذه النتيجة.
غسّان بن جدو: هل عندما يتحدثون بهذا المعطى عندهم معالم تسوية ومفردات معينة من أجل التسوية وماذا يريدون؟
السيد حسن نصر الله: هناك معالم، أنا أقول لك بعض الأفكار المطروحة عند بعض الدول الإقليمية..
غسّان بن جدو: أي تركيا والدول العربية؟
السيد حسن نصر الله: بعض الدول العربية بدون تركيا، أنه يمكن أن يحكى عن حل يقول ما يلي بقاء الرئيس الأسد في ولايته ويسكتون عما بعد الولاية لجهة ترشحه او عدم ترشحه
غسّان بن جدو: أي الولاية المقبلة بعد سنوات؟
السيد حسن نصر الله: يعني استمرار الولاية الحالية، تشكيل حكومة وحدة وطنية من القيادة الحالية وأطراف المعارضة المقبولة المعتدلة. لا أحد يطرح أن يكون داعش والنصرة جزءاً من الحكومة مثلاً ولا أفترض أن داعش والنصرة جاهزان بحسب تركيبتهما وعقيدتهما وفهمهما. ثالثاً تشكيل لجنة لإعادة النظر بالدستور والإصلاحات ونفتح باب الحوار على إصلاحات. ويمكن للبعض أن يتحدث عن انتخابات نيابية مبكرة مثلاً. هناك معالم لحل من هذا النوع. أو مثلاً أن تبقى صلاحيات الرئيس ولكن يفوض جزءاً من صلاحياته لحكومة وليس كلها لأن هذا لم يقبل سابقاً. يفوض جزءاً من صلاحياته لحكومة الوحدة الوطنية..
غسّان بن جدو: جزء من صلاحياته الأمنية والعسكرية؟
السيد حسن نصر الله: كلا، الرئيس في سوريا لديه صلاحيات واسعة، جزء من صلاحياته غير الأمنية والعسكرية. القيادة العامة للقوات المسلحة من جيش وقوى أمن تبقى عند الرئيس والأمور الأخرى يعطي جزءاً كبيراً أو معتداً به لصلاحيات حكومة وحدة وطنية. هناك بعض القوى الإقليمية تفكر بهذه الطريقة. لا أقول إن هذا وصل إلى مستوى المبادرة الجدية لكن هناك مسودات من هذا النوع موجودة. أنا معلوماتي مثلاً أن إحدى الدول الإقليمية، ولا تطلب مني أن اسمي، غير تركيا والتي هي الأشد بموضوع سوريا وصل معها الحال أن تقبل بحل في سوريا ببقاء النظام والجيش وحزب البعث وليس لديها نقاش حتى في طائفة الرئيس والشرط الوحيد لديها هو أن يذهب الرئيس الأسد..
هذا لم يعد كلاماً سياسياً هذا أصبح موضوع أحقاد شخصية. هذا لم يعرض على السوريين طبعاً ولكن قيل في لقاءات بين دول وعلى مستوى عال وهذا يعبر، طبعاً أنا رأيت فيه أمراً إيجابياً، وهو أن هذه الدولة الإقليمية المعنية بدرجة كبيرة وصلت إلى مرحلة من اليأس والإحباط والقناعة بأنه لا يمكنها أن تغير شيئاً من الواقع الموجود في سوريا ولا تستطيع أن تفرض من خلال الميدان شيئاً على النظام.
غسّان بن جدو: يعني هذه الدولة العربية القوية المتشددة التي أنا أقول إنها المملكة العربية السعودية وليس أنتم، مستعدة لكل هذه المسائل، يبقى النظام كحزب البعث و كل شيء حتى طائفة الرئيس ما عدا شخص الأسد؟
السيد حسن نصر الله: أنا لا أقول ما تقول، أنا أقول الدولة التي أقصدها قالت ذلك، قيل هذا لمسؤولين كبار في المجتمع الدولي أنه في حال حصول هكذا حل نحن مستعدون للذهاب باتجاهه.
غسّان بن جدو: هذا الكلام الأميركي ألا مشكلة لأميركا مع بقاء الرئيس الأسد هل سيؤثر على الموقف التركي بمعنى تدخل تركيا في الحل السياسي ولا تضع شرطاً جازماً بأن الرئيس الأسد ينبغي أن يذهب؟
السيد حسن نصر الله: قد يؤثر ولكن ليس بهذه السهولة، الموضوع يحتاج إلى المزيد من الوقت، لا أتصور أننا في الأشهر القليلة المقبلة أمام حل سياسي ولكن أستطيع أن أقول إننا أمام خطوات تمهد لحل سياسي. هناك حراك ما، حراك إقليمي ودولي. لا يستطيعون أن يتركوا أكثر من ذلك الوضع في العراق وسوريا كما تركوه في السابق. يعني اللعبة كما يستخدمون في أدبياتهم انتهت. والآن ليس فقط أصابع اللاعبين بدأت تحترق بل أيديهم بدأت تحترق. النار بدأت تصل إلى عيونهم ووجوههم.
غسّان بن جدو: هناك معطى آخر سماحة السيد، الإيراني الآن هو الذي بدأ يكسب، أليس على أساس أن هدف كل حصار سوريا والعراق هو رأس الأفعى إيران، بأدبياتهم. بمعنى آخر أن هذه الأطراف التي كانت موجودة الآن تخسر والذي يكسب على الأرض وسياسياً هو إيران؟
السيد حسن نصر الله: المشروع في سوريا والعراق والمنطقة فشل.. كان هناك مشروعاً ضخماً
غسّان بن جدو: هل صحيح أنكم قلتم لبوغدانوف عندما التقيتموه أن الرئيس بشار الأسد خط أحمر؟
السيد حسن نصر الله: في الكلام الدبلوماسي لا نتكلم بهذه الطريقة ولكن ما نقوله هو أن أي حل في سوريا بمعزل عن الرئيس الأسد هو غير ممكن. هذا أولاً. ثانياً نحن نعتقد جازمين بأن أي حل سياسي ضمانة تطبيقه وإجرائه بعد كل هذه الحرب والدماء والصعوبات والجراحات التي خلفتها الحرب على سوريا، ضمانة إجرائه هو الرئيس بشار الأسد. هذا قلته لبوغدانوف وإن أي حل على حساب الرئيس الأسد هو ليس حلاً. ثم لنتكلم بصراحة، لماذا تريد أن تعطي في السياسة لهذه الدول ما عجزت عن أخذه في الحرب؟ ومن هو الرئيس الذي يبحثون عنه والذي يشكل ضمانة لبقاء سوريا حيث هي وفي موقعها. لا توجد أي ضمانات من هذا النوع ونحن في اعتقادنا أن الرئيس الأسد هو الذي يشكل الضمانة الحقيقة الوحيدة حتى لتطبيق الحل السياسي إن تم التوصل إلى حل سياسي. هذا ما قلته له. في النتيجة خط أحمر ولكن لست أنا من يرسم لروسيا خطوطاً حمراء.
غسّان بن جدو: لأنه نقل عن لسانك أنك قلت لبوغدانوف ان الرئيس الأسد خط أحمر؟
السيد حسن نصر الله: أنا لا أذكر إذا استخدمت هذه العبارة لكن هذا المضمون صحيح. أنا قلت رأيي بأنه حتى روسيا تخسر إذا تخلت عن الرئيس الأسد. وهي طبعاً ليست في وارد التخلي وكل معلوماتي تؤكد هذا.
أنا أقول لماذا انتهت اللعبة، هذا العراق الآن القوات العراقية في الكثير من الجبهات ودون الحاجة إلى التحالف الدولي غيرت المعادلة الميدانية، الآن داعش الذي بدا للوهلة الأولى أنها تمتلك حاضنة شعبية في الموصل وصلاح الدين والأنبار بدأت يفقد هذه الحاضنة الشعبية. لا يستطيع لأحد أن يحافظ على حاضنة شعبية وهو يقتل من العشيرة السنية الفلانية ألفاً ومن العشيرة السنية 700 ومن العشيرة السنية الثالثة 1200. لا يستطيع الإبقاء على الحاضنة الشعبية. لعبة ورقة داعش انتهت بمعنى أن قدرتها على تغيير المعادلة. الآن ما يفعله داعش في العراق وسوريا هو إلحاق الأذى ولكن هو لم يعد يستطيع فرض معادلة سياسية ومعادلة ميدانية.
غسّان بن جدو: لا في العراق ولا سوريا؟
السيد حسن نصر الله: لا في العراق ولا سوريا. لا يستطيع أن يفعل ذلك. وبالتالي الاستفادة من داعش انتهت. الآن من خلال الاحتواء هم يريدون محاولة فرض شروط على العراقيين وعلى السوريين. مزيداً من ابتزاز دول الخليج مالياً واقتصادياً ونفطياً الخ.
غسّان بن جدو: تقومون بمساع في سوريا والعراق. الآن في البحرين موقفكم يبدو متشدداً ضد الحكم هناك، لم نر أنكم يمكن أن تطرحوا حلولاً ويمكن أن تقوموا بدور ما؟
السيد حسن نصر الله: من اليوم الأول للحراك في البحرين الذي أعود وأؤكد أنه حراك سلمي وما زال كذلك. الإخوة في البحرين أي المعارضة البحرينية بأطيافها المختلفة وتعرف أن الكثير من قياداتهم في السجون قبل الشيخ علي سلمان، هناك شخصيات وقيادات مركزية لحركة المعارضة في البحرين موجودة في السجون منذ بداية الحراك. نحن قبل الحراك في البحرين، نتيجة علاقاتنا في العالم العربي والعالم الإسلامي كانت لدينا صداقات وعلاقات على امتداد العالمين العربي والإسلامي، فلا يستطيع أحد أن يقول لي: كيف لديك علاقة مع فلان أو الحركة أو التيار أو الجمعية في البحرين..أنا لدي علاقات مع كل العالم العربي والإسلامي بفعل موضوع المقاومة، بعد بدء الحراك كان واضحاً السقف أو الأسلوب جرى اتصال معنا بأن الأفق هو إستعداد المعارضة لإجراء حوار مع السلطة. وطلب إلينا المساعدة في الموضوع. في ذلك الوقت ومن خلال صداقاتنا سواء مع أحزاب أو شخصيات أو علماء أو مع دول كانت لنا علاقات معها أو ما زالت لنا علاقات معها، قمنا بالحراك وطلبنا من هذه الدول وهذه الجهات أن تتصل بالحكومة البحرينية لإقناعها وتشجيعها أو للضغط عليها على تفاوت بأن تستجيب وتجري حواراً مع المعارضة والحراك السلمي وتنظر بواقعية وموضوعية للمطالب. مثلما تحدثنا عن سوريا في البدايات، هناك عدد من الدول لن أسميها لأن موضوع البحرين حساس قليلاً، سعت وعملت وفي بعضها قيادات مركزية ولاحقاً أرسلت لي جواباً بأنه لا إمكانية وبأن الحكومة البحرينية والملك وولي العهد ورئيس الوزراء الذي هو بالمناسبة موجود في منصبه منذ أربعين سنة، هذه الديمقراطية التي عندنا في المنطقة، أنه لا إمكانية لديهم وأن الحل الوحيد في البحرين هو عودة الناس إلى بيوتهم. الإخوة في إيران أيضاً بذلوا جهوداً على هذا الصعيد وتحدثوا مع الأتراك وكانت لا تزال العلاقات التركية المصرية السعودية ممتازة جداً في البدايات. والسيد داوود اوغلو عندما كان وزيراً للخارجية ذهب إلى المنامة وعاد بخفي حنين. أكثر من ذلك خلال الزيارة قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية عندما ذهب وزير الأمن الإيراني سماحة الشيخ مصلحي إلى السعودية والتقى مع ولي العهد الراحل الأمير نايف كان هناك حديث حول البحرين وكان الجواب السعودي أن الحل في البحرين هو أن يعود الناس إلى بيوتهم. كل العالم يأتي ليقول نريد حواراً في سوريا يعني يسلم بمبدأ الحل السياسي، أولاً في سوريا يسلمون بالأزمة، يسلمون بمبدأ الحل السياسي، يسلمون بمبدأ الحوار والخلاف على الشروط. في البحرين لا أحد يعترف أن هناك مشكلة ولا أحد يقبل أن هذه المشكلة تحتاج حلاً ولا أحد يقبل إجراء حوار لحل المشكلة. لذلك نحن لم نترك هذا الموضوع وكان لدي اهتمام شخصي به. لم نترك باباً من دول يمكن أن نتكلم معها وكذلك الجمهورية الإسلامية في إيران لأن إيران تحدثت مع حكومة المنامة ولم تصل إلى نتيجة وحين تطالب يقولون لها هذا تدخل في الشأن الداخلي. وهناك حساسية بين البحرين وإيران وقصص التاريخ والجغرافيا.
إرادة البحرينيين أن يكملوا هذا الحراك والبيان الصادر عن سماحة الشيخ عيسى القاسم وعن بقية قيادات المعارضة وجهات المعارضة في الأيام الأخيرة تؤشر إلى اصرار على استمرار الحراك ودعوا الحكومة إلى أن تيأس من هذا الموضوع وأنهم مستمرون حتى لو أخذ الموضوع وقتاً.
غسّان بن جدو: سماحة السيد هل لديكم علاقة مع "أنصار الله" في اليمن؟ علاقة ميدانية؟
السيد حسن نصر الله: كلا، لدينا علاقة سياسية هناك تواصل معهم كما هو موجود مع الكثير من الحركات الموجودة في العالم العربي
غسّان بن جدو: قيل بأن لديكم أيضاً خبراء عسكريون هناك وكانوا مشاركين في الحملات العسكرية الأخيرة؟
السيد حسن نصر الله: كلا هذا غير صحيح. قبل الأحداث ذهب بعض إخواننا إلى هناك وكانت هناك علاقة جيدة من قبيل نقل التجربة وهذا أمر غير مخفي. لكن منذ وقت طويل لا يوجد أحد من إخواننا في اليمن
غسّان بن جدو: منذ وقت طويل، منذ متى؟
السيد حسن نصر الله: يمكن أن تتحدث منذ سنة ونصف او سنتين
غسّان بن جدو: أي الحركات التي قام بها "أنصار الله" لا علاقة لكم بها؟
السيد حسن نصر الله: كلا، هذا قرارهم حتى محاولة نسب هذا الأمر إلينا أو إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير صحيح
غسّان بن جدو: إيران لا علاقة لها أبداً؟
السيد حسن نصر الله: أبداً.
غسّان بن جدو: لم يكن رداً على ما فعله داعش في الموصل؟
السيد حسن نصر الله: هذه تحليلات، ولكن ما حصل في اليمن سواء في صنعاء وقبل صنعاء وبعدها هو قرار يمني داخلي بحت مرتبط بحركة "أنصار الله" وقائدها وقيادتها وجمهورها وأحداث وتطورات ومطالب وأداء له علاقة بالحكومة وما فرضته من شروط وله علاقة بموضوع الحوار والموضوعات الأمنية الميدانية. بل أنا اقول لك أكثر من ذلك، حتى على مستوى حركة أنصار الله لم يخططوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه. الأحداث في اليمن تدحرجت، في بداية الأحداث في الحقيقة تم استضعاف حركة أنصار الله والهجوم عليها لاستئصالها من إحدى المحافظات. فهي قامت برد فعل ودافعت عن وجودها وانتصرت في المعركة وأصبحت على بوابات صنعاء. ثم أتت إجراءات الحكومة التي يسمونها الجرعة التي طالت كل الشعب اليمني. أتى أنصار الله وتبنوا المطالب الشعبية وذهبوا للتظاهر. ضربت التظاهرة فذهبوا باتجاه السيطرة على صنعاء. انا معلوماتي أن حركة أنصار الله لم تجلس في اليوم الأول ووضعت خطة للسيطرة على هذه المحافظة أو صنعاء أو استغلال هذه الظروف..
غسّان بن جدو: أنتم تؤكدون ألا علاقة ميدانية لإيران بما يحصل في اليمن؟
السيد حسن نصر الله: لا أبداً.. ولا نحن. هذه حركة يمنية داخلية حقيقية ذاتية. نعم عندما يكون هؤلاء محسوبين أنهم أصدقاؤك وإخوانك وفي الموقف العام بما يتعلق بالنظرة للمشروع الأميركي والمشروع الصهيوني الموقف من إسرائيل والقرب النفسي والعاطفي، بالتأكيد هذا سجل انتصاراً لكل أصدقاء "أنصار الله".
غسّان بن جدو: أنا أعرف أننا أطلنا عليك سماحة السيد ولكن هذا هو حوار العام ما يزال لدينا بعض الوقت قبل أن ندخل وأنهي تماماً مع الملف اللبناني. هناك موضوعان موضوع يتعلق بالإخوان وموضوع يتعلق بمصر. الآن مصر وكأنها تريد أن تعود وتقوم بدور إقليمي ما. تعود مصر لتلعب دورها في الساحة العربية وربما الملف السوري يكون بوابة لهذا الأمر. وبيان الخارجية الأميركية أثنى وأشار بإيجابية بالغة إلى دور مصري ما. هل أنتم مع استعادة مصر لدورها بأن تكون لاعباً عربياً وإقليمياً جدياً أم تريدونها بمنأى عن كل هذه الأمور؟
السيد حسن نصر الله: من المفيد أن تعود مصر وتلعب دوراً إقليمياً وعربياً بل على مستوى المنطقة كلها. حتى الجمهورية الإسلامية عندما سعت إلى علاقة مع مصر على قاعدة أنه حين تكون هناك قوى إقليمية كبيرة ووازنة وحقيقية من خلال التواصل والحوار يمكن التعاون في ما بينها لحل مشكلات المنطقة. كل دور إيجابي يمكن أن تقوم به دولة إقليمية لمصلحة حل المسائل ولم الخلافات ومعالجة الجراحات التي أحدثتها السنوات الماضية هو دور إيجابي وندعو إليه.
غسّان بن جدو: هل يمكن أن تكون القاهرة بوابة مقبولة من قبل الجميع لإخراج حل سياسي في سوريا؟
السيد حسن نصر الله: ممكن..
غسّان بن جدو: تقبلونه وتشجعونه؟
السيد حسن نصر الله: بالنسبة لنا لا مانع لدينا إذا قامت مصر اليوم بأي مبادرة لمعالجة الموضوع السوري. لا مشكلة في ذلك.
غسّان بن جدو: إيران هل يمكن أن تقبل بأن يكون الإخراج لمصر؟
السيد حسن نصر الله: إيران تريد حلاً، إذا مصر أو السعودية أو تركيا أتت لتقوم بحل الإتكال على الله، هناك هدف بالنسبة لإيران بأن يحصل حل وتنتهي الأزمة في سوريا والعراق والمنطقة. أي قوة إقليمية قادرة أن تفعل شيئاً إيجابياً في هذا الاتجاه أنا أجزم لك أنها سوف تجد في المقابل يداً إيرانية ممدودة.
غسّان بن جدو: في العام 2014 ونحن نتحدث الان عن العام 2015 حركات الإخوان المسلمين بشكل عام تراجعت، ربما الكبوة المصرية كانت مؤثرة بشكل كبير والثغرة الوحيدة هي في تونس بحيث استطاعت حركة النهضة أن تنقذ وضعها وأن تنقذ حتى البلد وتكون أكثر ذكاء. لديكم علاقات مع الإخوان أم انتهت؟
السيد حسن نصر الله: ليس لدينا الآن أي اتصال.
غسّان بن جدو: بسببكم أم بسببهم؟
السيد حسن نصر الله: حتى أيام حكم الإخوان في مصر ووصولهم إلى السلطة، لم تفتح الأبواب.
غسّان بن جدو: انتم طرقتم الأبواب؟
السيد حسن نصر الله: نعم لم يفتحوا الأبواب ربما كانت لديهم حساباتهم. هناك شخصيات من الإخوان المسلمين مثلاً كانت ولا تزال موجودة خارج مصر، توجد علاقات شخصية بينها وبين بعض إخواننا لكن لا يمكن وصفها بعلاقة بين حزب الله والإخوان المسلمين.
غسّان بن جدو: هم امتنعوا يعني؟
السيد حسن نصر الله: نعم، نحن لم تكن لدينا مشكلة بأن نجري اتصالاً وهذا قبل تدخلنا في سوريا حتى لا يقال إن هذا سببه التدخل في سوريا. هذا قبل التدخل في سوريا.
غسّان بن جدو: حتى مع إيران؟
السيد حسن نصر الله: حتى مع إيران، أو في الحد الأدنى مع إيران تعاملوا بجفاء.. وأنا أعيد هذا إلى قراءة. هم في النهاية كانوا يفترضون أن يسيطروا في المنطقة ويمسكوا حكومة هنا ورئاسة هناك، هذا فهمي لما جرى وأريد أن أجد لهم حجة لأني لم أسمع منهم شيئاً، وبالتالي قالوا دعونا لا نفعل شيئاً يثير حساسية الأميركيين أو السعوديين على سبيل المثال فكانوا يفترضون أن أي اتصال أو علاقة مع أي دولة أو جهة قد تؤدي إلى إثارة حساسيات من هذا النوع أو تشير إلى قيام حلف مثلاً أو محور مقاومة جديد أو حلف إسلامي جديد أو ما شابه لا نريد أن نثير الشبهات لنبقى بعيدين. إذا أردت أن أحسن الظن هذا ما استخلصه.
غسّان بن جدو: هذا للتاريخ سماحة السيد، إيران لماذا لم تقدم على خطوات، عدا زيارة الرئيس أحمدي نجاد والتي لم تكن ناجحة بالمناسبة كثيراً بل أهين الرجل هناك، لماذا لم تقدم على عمل عيني، في ذلك الوقت مصر الإخوان المسلمين كانت تعاني مشكلة اقتصادية وكانت تريد حتى أخذ قرض من صندوق النقد الدولي، لماذا إيران لم تعرض عليهم المساعدة؟
السيد حسن نصر الله: سدّت عليها الأبواب. الحكومة الجديدة في زمن الرئيس مرسي لم تفتح الأبواب. مصر بالنسبة لإيران مهمة جداً.
غسّان بن جدو: عرضت إيران المساعدة؟
السيد حسن نصر الله: عرضت جهوزيتها للمساعدة في مجالات عديدة جداً وأنها حاضرة للمساعدة وحاضرة للاستثمارات بمليارات الدولارات، وأنت تعرف إيران لديها هذه القدرة. ولكن سدّت في وجهها الأبواب.
غسّان بن جدو: نحن لا يمكن سماحة السيد أن نتحدث عن كل الدول ولا نتحدث عن إيران، في نهاية الأمر هي حليفكم، هل تشعرون أن إيران رغم كل تقدمها على الأرض تعاني مشكلة نتيجة عدم تقدمها في الملف النووي وقد ينسحب على وضعها الداخلي، هل هذا التشريح هو دقيق أم مبالغ به؟
السيد حسن نصر الله: إيران تعاني صعوبات اقتصادية ومالية هذا صحيح ولا يستطيع الإنسان أن يتنكر لذلك أو يكابر، لكن هذه الصعوبات تعانيها إيران هي منذ سقوط الشاه، العقوبات والحصار والحرب المفروضة عليها وما بعد الحرب كذلك. نسبة لأي وقت مضى إيران في أفضل حال. الملف النووي هو ملف للضغط على إيران وإلا فإن إيران قدمت كل الضمانات المطلوبة والمنطقية لأن يكون الملف سلمياً. هذا فقط للضغط على إيران لكي يأخذوا أموراً أخرى في مجالات أخرى، أو للضغط على إيران للتأثير على استراتيجيتها واستقلالية قرارها. أهم ميزة في إيران هي استقلالية القرار. إيران لا تتبع في قرارها لأحد في الدنيا. عندها مؤسسات وعندها قائد ورئيس جمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب ومؤسسات حقيقية. تجلس وتناقش وتقرر. العالم خصوصاً الأميركيين والغرب لا يتحملون أن تكون هناك دولة في المنطقة غنية وقوية ومؤثرة وإقليمية وصاحبة قرار مستقل. هذه واحدة من المشاكل الأساسية لذلك هناك ضغط على إيران في هذا الموضوع. أحياناً أقرأ عند اللبنانيين وبعض العرب وأضحك، بعض الكتاب والمعروفين أن هذه تنتظر الملف النووي الإيراني، مثلاً الرئاسة في لبنان، لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، أو الملف الإقليمي والعراق وسوريا، هناك أمر تحدثت به سابقاً وأنا على يقين والمسؤولون الإيرانيون عادوا وقالوه، على الطاولة هناك قرار إيراني حاسم مع دول الخمسة زائداً واحداً وكل الدنيا، تريدون الحديث معنا نتحدث في الملف النووي فقط، لا نقبل أن يوضع على الطاولة الملف النووي وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، الإيراني لا يقبل وهذا دليل قوته وحكمته، لأنه حين يضع هذه الملفات في عرض واحد ماذا سيفعل؟ ليحصل على حقه الطبيعي في النووي، يجب أن يقدم تنازلات على حسابات قناعاته وعقيدته وحلفائه في كل الملفات الأخرى وهو ليس مضطراً لذلك لأنه يأخذ حقه الطبيعي. لذلك أنا أطمئن كل الناس الدول والأصدقاء والأعداء والأخصام و الملفات السياسية ألا شيء آخر يناقش مع الملف النووي الإيراني ولن يناقش. الإيراني هذا قراره، ينتهي الملف النووي وتأخذ إيران حقها الطبيعي، هناك ملفات أخرى في المنطقة يريد العالم أن يناقشنها بها ونستطيع أن نساعد بها نحن جاهزون..
غسّان بن جدو: ألا تستنزف إيران بهذا الضغط؟ حتى أسعار النفط الآن انهارت ووصلت للمرة الأولى إلى أقل من خمسين دولارا؟ ألا يتم اللعب مع إيران الآن لعبة حافة الهاوية في النهاية؟ كأن إيران مضطرة لأن تتنازل؟
السيد حسن نصر الله: هذه من تبعات إصرار أي بلد على الحفاظ على استقلاله. الموضوع ليس موضوعاً نووياً. الموضوع النووي هو الحجة. الموضوع الحقيقي هو الذي ذكرته لك. التدخل في القرار الإيراني ليس فقط القرار السياسي بل الأمني والاقتصادي والثقافي والاجتماعي. إيران من أجل الحفاظ على استقلالية قرارها حاربت منذ سنين، وصمدت في وجه العالم وتصمد إيران. الآخرون ينهارون قبل أن تنهار هي. هي لن تنهار، نعم هي لا تعيش على النفط ولا شك أن النفط مؤثر ولكن كم مضى على العقوبات؟ عدة سنوات. الآن إيران تملك عشرات مليارات الدولارات في البنوك الخارجية ولكنها لم تقع ولم تسقط. يتم الضغط عليها صحيح، ولكن قدرتها على التحمل عالية جداً. وتستطيع أن تسجل علي أن كل الذين يخططون بالنفط وغير النفط وبالعسكر ومن دول كبرى وإقليمية، اكتب عندك، ستنهار وإيران سوف تبقى واقفة. لا أنجم كوننا في آخر السنة.. في القراءة والمعطيات والأسباب والعوامل في كل شيء هؤلاء سينهارون أما إيران فمستقبلها واعد جداً على مستوى المنطقة والعالم. وهذا لن يسقطها ولن يوقعها وقدرتها على الصمود والوقوف والتطور قدرة عالية. أنا لا أتحدث معنويات فأنا أعرف إيران جيداً. يمكن أنا أكثر عربي يعرف إيران.
غسان بن جدو:ونحن نعتقد أنك أكثر عربي يعرف إيران هذا صحيح. تعلم نجم النجوم الساطع نجمه الآن حتى إن مجلة "نيوزويك" أفردت له صفحة كاملة على الغلاف هو الجنرال قاسم سليماني. تعرفه هذا الرجل سماحة السيد؟
السيد حسن نصر الله: طبعاً. هو أخ عزيز وحبيب وصديق وقريب. نعم أعرفه جيداً.
غسّان بن جدو: هو قريب؟ هناك علاقات..
السيد حسن نصر الله: طبيعي جداً، الحاج سليماني هو قائد قوة القدس، قوة القدس مهمتها ماذا؟ مهمتها الأساسية هي مساعدة حركات المقاومة في المنطقة. اسمها قدس. وفي طليعة حركات المقاومة في المنطقة موجود حزب الله. فمن الطبيعي والمنطقي جداً أن يكون الأقرب والأوثق والأعرف في العلاقة معه.
غسّان بن جدو: لماذا هذا التركيز من قبل الإعلام العالمي عليه بشكل كبير؟
السيد حسن نصر الله: في النهاية قوة القدس تشكل الخط الأمامي أو رأس الحربة في حركة الجمهورية الإسلامية وقدرتها على إسقاط المشاريع ومساعدة حلفائها في المنطقة. مثلاً حين جرى ما جرى في العراق، سقطت الموصل، سقطت صلاح الدين وجزء من ديالى وداعش أصبح على طريق بغداد وصار يحكي عن إسقاط بغداد، طبيعي جداً أن أول من جاء إلى بغداد بعد ساعات قليلة جداً من الحدث هو الحاج قاسم سليماني نفسه مع طاقمه وهذا كل العراقيين والعالم كله يعرفه جيداً والأميركيون أيضاً. فجاء الرجل مع إخوانه وطاقمه وهو له علاقات قوية ومتينة داخل الوضع العراقي واتصل بفصائل المقاومة المختلفة واتصل بالحكومة العراقية وصار هناك تنسيق لعمل هذا الحشد الشعبي وبدأ الاستنهاض وصدرت فتوى آية الله العظمى السيد السيستاني التي جعلت كل الناس يأتون، وكان هناك إطار اسمه الحشد الشعبي قد حضر لاستيعاب هذا الوضع وبدأت المواجهة. هذه الحركة السريعة هي التي أوقفت داعش. من الذي أوقف داعش؟ الأميركيون؟ الائتلاف الدولي؟ داعش وقف في الأيام الأولى وقبل أن يأتي الأميركيون وقبل أن يتحرك كل الوضع الدولي والإقليمي. من أوقف داعش هم العراقيون أنفسهم وبمساعدة الإخوة الإيرانيين الذين كان لديهم دور قيادي واستشاري ولوجستي وفتحوا للإخوة العراقيين أبواب مخازنهم من سلاح وذخيرة وإمكانات ومدافع وقذائف وإلا فإن مخازن العراقيين كانت خالية فالأميركيون لم يعطوهم سلاحاً أو ذخائر. حين أسقطت هذه الحركة في العراق مشروعاً كان يعد له، من كان الأساسي في إسقاط هذا المشروع؟ أحد العوامل الأساسية هو شخص الحاج قاسم ومبادرته وحضوره وفاعليته وعقليته وعلاقاته وحضوره الميداني المباشر في الخط الأمامي للجبهة. طبيعي لذلك أن يكون تحت الضوء وموضع اهتمام إعلامي كبير جداً. هذا مثل العراق وهكذا في ساحات أخرى
غسّان بن جدو: سماحة السيد في ما يتعلق بلبنان طالما نتحدث الآن عن الحوار، الحوار الآن مع تيار المستقبل، ما أفقه بالنسبة لحزب الله؟
السيد حسن نصر الله: نحن منذ البداية اتفقنا مع قيادة التيار أو من كان يفاوض عنها برعاية دولة الرئيس نبيه بري لأنه هو دخل على هذه التفاصيل طبعاً وإن كان في البداية الرئيس بري والاستاذ وليد جنبلاط حتى ننصف الرجل، هو بذل جهداً اساسياً في هذا الاتجاه. لكن لاحقاً العناوين والتحضير المباشر لبدء الحوار الرئيس بري أخذ الملف وعمل فيه بشكل أساسي وتفصيلي ويرعاه الآن. نحن اتفقنا على ما يلي وهذا تحدثت به في الخطاب، أنه إذا أردنا الآن أن نتفق على الوضع الإقليمي والدولي والقضايا الاستراتيجية لن نصل إلى نتيجة وبلدنا وضعه صعب، ولكن إذا استطعنا أن نتحاور سقف الحوار ما هو؟ حفظ البلد ومنع انهياره والاستقرار في البلد، ووقف الاحتقان والتوتر وصولاً إلى التعاون. في حال نستطيع أن نتعاون في موضوع الرئاسة فلنتفضل لكي نتعاون، وكذلك بالنسبة لتفعيل عمل الحكومة وقانون الانتخابات وكل ما نستطيع أن نتعاون فيه. هذا السقف معقول ومنطقي ونستطيع أن نصل فيه إلى نتائج. انا شخصياً متفائل جداً طالما هناك إرادة جدية عند الطرفين. هناك تجربة لا بأس بها نجحت، نحن والحزب التقدمي الاشتراكي أنه في لبنان نتعاون وفي سوريا نحن مختلفون، كل واحد فليقل ما يريد، موقفنا في سوريا يختلف 180 درجة عن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي، في الموقف والأدبيات والممارسة. يعني إذا اختلفنا في سوريا هل نتقاتل في لبنان؟ إذا استطعنا أن نحيد بلدنا ونحميه ونتفاهم عليه ونعالج مسائله وقضاياه. هل يجب أن نخرب لبنان لأننا مختلفون في سوريا. منهجيتنا منذ اليوم الأول في الأحداث في سوريا كانت ليس النأي بالنفس ولكن تحييد لبنان عن الصراع القائم في سوريا. وكان هناك التباس بين الأمرين، ولذلك أنا في خطاب المقدمة الخاص بالقصير وبعض الناس اعترضوا على هذا الخطاب، حين قلت نريد ان نتقاتل فلنذهب إلى سوريا لنتقاتل، هناك قتال في سوريا وليس أنا من أوجد القتال في سوريا. أنت مع المعارضة تريد أن تقاتل قاتل معها هناك، أنا مع الطرف الآخر أريد أن أقاتل أذهب لأقاتل هناك. ولكن ليس أن أكون مع النظام وأنت مع المعارضة فنقاتل بعضنا في لبنان، اذا استطيع أن احيد لبنان لماذا أخربه اذاً؟ هذا كان منهجنا منذ اليوم الأول.
الآن بموضوع المستقبل، إذا استطعنا تخفيف الاحتقان وتفاهمنا، ونحن قادرون أن نتفاهم، نحن عملنا في حكومات سابقة مع بعض وتفاهمنا على الكثير من الملفات. ما المشكلة. إما ان نتفق على كل شيء أو نتقاتل؟
غسّان بن جدو: ما هو الأفق بالنسبة لحزب الله والذي يأمل الوصول إليه من خلال هذا الحوار مع تيار المستقبل؟
السيد حسن نصر الله: وقف الاحتقان والتوتر وهذا أنجز بدرجة كبيرة جداً. تصور أنت مثلاً أن التفجيرين الانتحاريين العدوانيين على أهلنا في جبل محسن المظلومين وقعا في مناخ مختلف، كانت ستشتعل طرابلس والمنطقة أيضاً. إذاً جزء كبير من الاحتقان تعالج ويمكن معالجته. ثانياً تفعيل الحكومة وعدم السماح بإسقاطها خصوصاً في ظل غياب رئيس. ثالثاً مكافحة الإرهاب الان يستهدف الجميع وليس طائفة أو حزباً معيناً أو جماعة معينة. داعش والنصرة ضد الكل.
مكافحة الإرهاب إذا ملف نستطيع أن نصل فيه إلى نتائج. الحكومة الجديدة والتعاون الأمني أيضاً أثر إيجاباً على الأمن في البلد. اليوم أين السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية؟ باستثناء ما حصل في منطقة جبل محسن. هذا لا يعني أننا في الموضوع الأمني نعتقد أنه لن يحصل شيء على الإطلاق. لا أحد يستطيع أن يعطي هكذا وعداً للبنانيين، لكن بالتأكيد التقارب والتواصل وتفعيل الحوار والحكومة والتعاون الثنائي أيضاً يعزز الموضوع الأمني.
غسّان بن جدو: لا يوجد نقاش حول ملف الرئاسة؟
السيد حسن نصر الله: الآن كلا..
غسّان بن جدو: بطلب منكما أو المجال مقفل؟
السيد حسن نصر الله: فعلياً حتى لو صار حوار على موضوع الرئاسة سأقول لك ماذا سيحدث. إذا هم قالوا فلنتحدث بموضوع الرئيس سنقول لهم حسناً هناك شخص اسمه العماد ميشال عون يمثل أغلبية مسيحية أكبر كتلة مسيحية حتى على المستوى الشعبي في استطلاعات الرأي هو الأول. ويحظى بتأييد حلفاء أساسيين. مثلاً من الشخصيات الرئيسية المطروحة في الموضوع الرئاسي سليمان فرنجية، الوزير فرنجية يقول أنا مع الجنرال عون رئيساً للجمهورية. هناك الجنرال تفضلوا، اذا كنتم تقبلون به فلنذهب كلنا إلى مجلس النواب ولننتخبه. عندكم نقاش الطرف المعني بهذا النقاش هو شخص الجنرال عون.
غسّان بن جدو: هل يمكن أن تصلوا إلى ورقة تفاهم بينكم وبين تيار المستقبل على غرار ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر؟
السيد حسن نصر الله: المهم أن نصل إلى تفاهم وليس المهم الوصول إلى ورقة.
غسّان بن جدو: ولكن كل جلسة فيها محضر جلسة؟
السيد حسن نصر الله: قد نصل إلى تفاهم دون أن يكون هناك ورقة اسمها ورقة تفاهم لأن في لبنان هناك حساسية أحياناً من بعض المصطلحات. هناك بعض القوى السياسية تقول نجري اتفاقاً للهروب من كلمة تفاهم وكأنها اصبحت اسم علم لحزب الله والتيار الوطني الحر. لذلك أنا أهرب من العبارة فقط. ولكن يمكن أن نصل إلى اتفاق مكتوب. الطبيعي أن نصل إلى اتفاق مكتوب أي ما نتفق عليه سيكتب ويمكن أن تسميه ما شئت.
غسّان بن جدو: هل بشكل آلي يختم هذا الحوار بلقاء بينك وبين الشيخ سعد الحريري؟
السيد حسن نصر الله: ممكن
غسّان بن جدو: ليست لديكم مشكلة في هذا الأمر؟
السيد حسن نصر الله: نحن حين أخذنا قراراً أننا نريد أن نتحاور ونتعاون لمصلحة البلد لم نضع شروطاً، يوم قيل لنا عما إذا كنا نقبل بالذهاب إلى الحوار قلنا نذهب دون شروط، لا نحن نضع شروطاً ولا هم.
غسّان بن جدو: هل تشجعون الشيخ سعد الحريري على العودة إلى لبنان؟
السيد حسن نصر الله: من الطبيعي أن يكون موجوداً في لبنان
غسّان بن جدو: هل أنتم مع الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟
السيد حسن نصر الله: انا أحب أن أقول أكثر من ذلك، أي طرفين في لبنان يجلسان ويتحاوران نحن نؤيد ذلك وبقوة سواء كان الطرفان مسيحيين أو مسلمين أو طرفاً مسيحياً وطرفاً مسلماً أيا تكن العناوين. منذ أشهر قليلة كان لدي خطاب ودعوت إلى الحوار الثنائي والثلاثي ومزحت آنذاك مع الناس وقلت بدون الرباعي، وأي حوار أكيد يمكن أن يوصل إلى نتائج ويعطي دفعاً للأمام خصوصاً الحوار بين أطراف مسيحية سيساعد في الوصول إلى نتيجة في موضوع رئاسة الجمهورية.
غسّان بن جدو: هل حليفكم التيار الوطني الحر يضعكم في صورة ما يدور الآن بينه وبين القوات؟
السيد حسن نصر الله: نعم من الطبيعي..
غسّان بن جدو: الأمور متقدمة؟
السيد حسن نصر الله: هذا أصبح شأنهم، هم يتحدثون عن هذا الموضوع
غسّان بن جدو: في كل الأحوال سماحة السيد هل يمكن القول حتى لو كانت السعودية موافقة وراضية على حوار تيار المستقبل معكم، لكن يحسب لشخص سعد الحريري أنه دفع بقوة مع وجود من يوصفون بالصقور داخل تيار المستقبل؟
السيد حسن نصر الله: نعم صحيح.
غسّان بن جدو: هناك صقور داخل تيار المستقبل كانوا رافضين؟
السيد حسن نصر الله: نعم طبعاً
غسّان بن جدو: تعرفونهم؟
السيد حسن نصر الله: اللبنانيون كلهم يعرفونهم هذا ليس خافياً على أحد.. لا شك أن الرجل هو صاحب القرار بنهاية المطاف وهو الذي دفع في هذا الاتجاه
غسّان بن جدو: هل بكل صراحة كذلك لا زلتم تعتبرون أن بيئتكم الاجتماعية والمذهبية وغيرها معكم وتحتضنكم كما كانت في 2006؟
السيد حسن نصر الله: الآن أكثر من أي وقت مضى..
غسّان بن جدو: رغم الصعوبات في لبنان؟
السيد حسن نصر الله: رغم ذلك
غسّان بن جدو: على ماذا تبنون هذا التقدير؟
السيد حسن نصر الله: أولاً استطلاعات الرأي التي أجراها الأميركيون وليس نحن، أجرتها السفارة الأميركية واعتمدت فيها على مراكز دراسات تمولها هي ومراكز دراسات تابعة لشيعة أميركيين إن صح التعبير أي مرتبطين بالسفارة الأميركية. الآن ممكن أن تنسجم بيئتك في الموقف من إسرائيل هذه تربت منذ ستين سنة على هذا لكن موضوع الدخول في سوريا أكيد هو موضوع إشكالي ويمكن للوهلة الأولى أن يكون هناك نقاش حوله، وخصوصاً أنك تقدم شهداء وجرحى وهناك تبعات كبيرة جداً لهذا الحضور وصولاً إلى أن مناطقنا ضربت بسيارات مفخخة أي إن بيئتنا قدمت شهداء وليس فقط مقاتلونا من قدموا شهداء. مع ذلك حين أجري واحداً من استطلاعات الرأي التي أشير لها تبين أن 98 في المئة من بيئتنا تؤيد دخول حزب الله إلى سوريا وبقاءه في سوريا. هذه لا تؤيد نظرياً بل تؤيد وهي دفعت أثمان هذا الدخول. هذا يعني أن هناك احتضاناً من هذه البيئة حتى في الموضوع الذي يبدو للوهلة الأولى أنه إشكالي.
غسّان بن جدو: سماحة السيد طبعاً مع المحبة والتقدير الكبير لشخصكم الكريم بين 1985 يوم الإعلان إلى يوم استشهاد السيد عباس الموسوي، ثلاثة أشخاص كانوا قادة للحزب، الأول كان السيد ابراهيم أمين السيد الذي تحدث باسم الحزب، ثم الشيخ صبحي الطفيلي ثم السيد عباس الموسوي. أعود وأقول مع الاحترام لشخصكم الكريم منذ عام 1992 إلى 2015 شخص واحد يقود حزب الله لماذا؟ ألا توجد لديكم انتخابات؟
السيد حسن نصر الله: اولاً للتصحيح في حزب الله لا يوجد قائد يوجد أمين عام والذي يقود حزب الله هي قيادة جماعية يرأسها الأمين العام. هذه القيادة الجماعية بين فترة وأخرى تتم إعادة انتخابها يتغير بعض الأشخاص ويبقى بعض الأشخاص وهذا حصل طيلة الفترة الماضية، في ما يعني جنابي في هذا الموضوع، هذا الأمر مرتبط بإرادة الإخوة، الموضوع ليس له علاقة بالانتخابات، هناك انتخابات تنتخب الشورى وهذه القيادة الجماعية تنتخبني أميناً عاماً. نحن ليس لدينا قيد تنظيمي يمنع انتخاب الأمين العام لأكثر من مرة وطالما أن الإخوة يرغبون في هذا الانتخاب هذا الأمر يحصل، والكل يعرف أنه منذ اليوم الأول حتى بعد استشهاد السيد عباس رحمة الله عليه، أنا لم أكن أرغب في تحمل هذه المسؤولية ولم أعمل لهذا الأمر بل عملت وبذلت جهداً ليتولاها شخص آخر في ذلك الوقت ولكن هذا الأمر لم يحصل.
غسّان بن جدو: معروف هذا الشخص الآخر؟
السيد حسن نصر الله: في دائرتنا الضيقة يعرفون ذلك لكن لا نستطيع أن نتحدث الآن في الإعلام. عملياً الإخوة يعيدون انتخابي وأنا لا أخفيك لو كان لدي باب للتنصل من المسؤولية أنا دائماً أقول للإخوة أنا أحب أن أعمل في موقع آخر، طبعاً لا أفكر نهائياً في أن أكون خارج حزب الله لا عندي طموحات علمية ولا سياسية ولا شخصية أبداً، أنا أعتبر أنه شرف كبير لي أن أكون عضواً فرداً مجاهداً في مسيرة حزب الله الإيمانية الجهادية وكنت أقول للإخوة دعوني أكون في موقع آخر في الحزب ويأتي شخص آخر ليتحمل المسؤولية هم لا يقبلون. حتى إنني عرضت مرة فكرة أن نبدل كل المواقع للقيام ببعض الحركة داخل الحزب، مؤخراً إذا نقل شخص من مسؤولية إلى أخرى في الحزب أو استقال عليك أن تقوم بمحاضرة في وسائل الإعلام لتشرح الأمر. اقترحت أن نجري بعض الحراك في الجسم وليبدأ الحراك من الأمين العام شخصياً لأنه عندما يتغير الأمين العام بقية الإخوان سيتزحزحون ولن يبقى أحد متمسكاً بموقعه. مع ذلك لم يقبل الإخوان. طبعاً أنا أشكر ثقتهم لكن هذا واقع الحال.
غسّان بن جدو: فيما يتعلق بقيادتكم ودوركم ولماذا، كان يفترض أن نسألها لشخص آخر، أو نحن نتحدث عنها، أنا شاكر لكم لأنكم قبلتم الإجابة على هذا السؤال لكن نحن نستطيع أن نتحدث عنك وعن قدراتك وعن كفاءتك ولماذا تم انتخابك مرات ومرات ربما نحن نتحدث بأكثر أريحية وبدون حرج. أنا شاكر رحابة صدرك وتواضعك المعروف دائماً في قبول كل شيء واذا لاحظ السادة المشاهدون أوراقك كلها بيضاء لم تكتب كلمة واحدة. هو حوار العام.
السيد حسن نصر الله: لم تدع لي شيئاً لأكتبه.
غسّان بن جدو: الله يبارك فيك، حوار العام كان حواراً طويلاً وأنا شاكر من جديد تفضلك الدائم على قبول هذا الطلب.. لديكم كلمة أخيرة؟
السيد حسن نصر الله: الله يبارك فيكم ان شاء الله يكون هذا العام على لبنان وعلى الأمة العربية والإسلامية أفضل من أي عام مضى. ونأمل أن يكون العام 2015 عاماً للانفراجات والتسويات والحلول السياسية والمعالجات والحوار ولملمة الجراحات وتوحيد الكلمة.
غسّان بن جدو: شكراً لكم سماحة السيد حسن نصر الله شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة، فقط شخص واحد أذكر اسمه الأخ الذي ساعدنا في الماكياج الأخ صالح صادق. بأمان الله.