رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض أن المشروع التكفيري يسعى إلى تفجير الصراعات الدينية والمذهبية اللذان هما من ضمن أهدافه، ولذلك يجب أن لا يُحمّل الإسلام أو الطائفة السنية تبعة الإرهاب التكفيري، فالأعمال الإرهابية التي يقوم بها التكفيريون من داعش والنصرة يتحمّل مسؤوليتها حصراً هذه الجماعات، ويشاركهم في قسط من المسؤولية من يوظفهم ويراهن عليهم ويسهل لهم نشاطاتهم.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة بليدا الجنوبية شدد النائب فياض على أنه ثمة واجب إنساني يختص بالمجتمعات كافة، وآخر إسلامي يختص بمجتمعاتنا العربية لمواجهة المجموعات التكفيرية، مشيراً إلى أننا قد حذرنا مراراً الدول التي ظنت أن بإمكانها أن تستفيد من أنشطة هذه المجموعات لتنفيذ أجندتها في سوريا والعراق، والتطورت الأخيرة أكدت صحة هذه التحذيرات، آملاً أن يشكل هذا التطور مدخلاً لإعادة نظر بالحسابات والسياسات المتبعة.
وأكد النائب فياض أن إحدى أهداف حوارنا مع تيار المستقبل هو تحصين الساحة اللبنانية في وجه الخطر التكفيري لأن ثمة إدراك أننا جميعاً في مركب واحد، ولدينا كثير من الآمال في أن ننجح في ذلك.
ولفت النائب فياض إلى أن الغرب يمارس سياسات متهاونة وانتقائية مع الإرهاب التكفيري، ويسنّ قوانين صارمة تعطل الحرية وتعاقب أي رأي أكاديمي رصين أو أي مراجعة تاريخية تحت عنوان معاداة الساميّة، وفي حين يشجع على الإساءة للرسول والأنبياء الذين لا نفرّق بين أحد منهم مما يشكل ذريعة لتفاقم الإرهاب التكفيري ويمده بمقومات الإنتعاش على المستوى الشعبي، مؤكداً أننا ممن يحترمون الحرية ويدركون أهميتها، ولكن الحرية أحياناً هي طريق لممارسة فعل الشر ومدعاة الإضطراب داخل المجتمعات وللصراعات بين الأمم والأديان، وهذا يضيف تعقيداً خطيراً إلى واقع العلاقات الدولية المعقد أصلاً ويضعه على عتبة صراع الكل ضد الكل من أديان ومذاهب ودول، وهذه فوضى لا مصلحة لأحد فيها.
ورأى النائب فياض أنه ثمة قرار واضح لدى الجماعات التكفيرية بالتصعيد في الساحة اللبنانية ضد الجيش والمدنيين والأمن والإستقرار الداخلي بهدف إثارة الفتنة ونقل معركتهم من الحدود إلى الداخل، مشدداً على ضرورة أن يواجه هذا التصعيد أولاً بالوحدة الوطنية وبالمضي في سياسة إجتثاث المجموعات الإرهابية وملاحقتها دون هوادة، وتزخيم سياسة الحوار الداخلي لإقفال الشقوق المذهبية التي يتسرب من خلالها التكفيريون، مؤكداً أننا لن نكترث بتصريحات يطلقها البعض ممن مصالحه وحساباته وموقعه مرتبط بالتوتر والتصعيد، وسيبقى الحوار وجهتنا التي نتمسك بها لمعالجة المشاكل وتقريب المواقف.