كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني بمناسبة ذكرى أسبوع عميد بلدة الشهابية الحاج خليل عبد الحق عاصي في حسينية بلدة الشهابية، جاء فيها:
إننا واجهنا ولا نزال العدوان الإسرائيلي الذي هو أعتى قوة عسكرية في المنطقة، ودفعناه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي إلى الإنسحاب دون قيد أو شرط.
إننا نواصل مواجهة العدوان الإسرائيلي لأننا لا نستطع أن نترك وطننا يواجه المخاطر ونحن نتفرّج أو ننتظر تدخلاً دولياً لن يتدخل إلاّ لتحقيق مصالحه، وها نحن اليوم لا ننفك عن مواجهته عبر تطوير قدراتنا الدفاعية والقتالية والعسكرية والتدريبية، بحيث تكون هذه القدرات مُتمكّنة من إحباط العدوان قبل وقوعه أو أن تتمكن من إحباط أهدافه السياسية والعسكرية عند وقوعه، وها نحن اليوم وبالرغم مما تموج به المنطقة من مخاطر يعيش أهل هذا البلد مطمئنين لأن ثمّة مقاومة تمسك بسلاح القوة بعزم في مواجهة تهديدات هذا العدو وتمنعه من التفكير بالإعتداء على لبنان، وحتى إذا قام باعتداء في مكان أو آخر أيقن أن عدوانه لن يبقى بلا ردٍ، وأنه سيلقى العقاب المناسب على ما خبره في أكثر من مناسبة.
إننا نريد أن نُسجّل أن التحالف الدولي الذي أُنشأ منذ أشهر لم يساعد العراقيين والسوريين على رد الخطر التكفيري، وإن ما حققه السوريون والعراقيون من انتصارات على المجموعات التكفيرية كان بفعل الأيدي العراقية والسورية، فالطلعات والحملات الجوية لما يسمى التحالف الدولي لن تستطع الوقوف في وجه داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بل إن الذي وقف ويقف اليوم في وجهها في العراق هم العراقيون بأنفسهم من خلال تقديمهم التضحيات، ويثبتون أنهم حاضرون في ساحة المعركة فلا يأبهون، ولذلك رأينا هذا المشهد العزيز الذي تمثّل في مسيرة أربعين الإمام الحسين (ع)، حيث أن الحشود التي شاركت أكدت أن العدوان التكفيري مهما كان فلن يصدهم عن زيارة مقام الإمام الحسين (ع) أو أن يلوذوا بضريحه.
إننا أدركنا مبكراً ما أدركه غيرنا لاحقاً أن اللبنانيين معنيّون بالدفاع عن بلدهم بأنفسهم، ولا يمكن حماية لبنان من المجموعات التكفيرية إلاّ من خلال هذا الطريق، لا بالمواقف المتناقضة ولا بالموقف الداخلي غير المنسجم والذي لن يؤدي سوى إلى إضعاف الموقف اللبناني وتهديد لبنان.
إننا دعونا القوى السياسية جميعها في مواجهة هذه التحديات والمخاطر إلى الإلتقاء حول قواسم مشتركة يمكن أن تحمي بلدنا من المخاطر التي تتهدده، ورحّبنا بأي مسعى يحاول إطلاق الحوار بين القوى السياسية المختلفة، لأنه باعتقادنا أن من شأن الحوار أن يُشكّل فرصة لردم الهوة بين اللبنانيين وإيجاد جامع بينهم، فهو من الطبيعي أن يطاول كيفية مواجهة الإرهاب التكفيري وتفعيل المؤسسات الدستورية لتعاود عملها بما يحقق تطلعات اللبنانيين في المسائل كافة.
إن الثروة النفطية للبنان قد تعرضت لعدوان إسرائيلي تمثّل في محاولة لوضع اليد الإسرائيلية على 860 كلم مربع من المنطقة الإقتصادية الخالصة للبنان، وهذا العدوان لم يواجه حتى الآن من الدولة اللبنانية بما يجب لاستعادة هذه المنطقة، التي صارت بفعل الإدّعاء الإسرائيلي وبحسب عرف الأمم المتحدة منطقة متنازع عليها يجب على الطرفين الإمتناع عن القيام بأعمال الحفر والتنقيب أو أي شكل من النشاط فيها، ونحن في لبنان لم نفعل أي شيء لاستعادة حقنا في هذه المنطقة التي لا نقبل أن تسمى منطقة متنازع عليها، وحتى الآن لم تتحمل الدولة مسؤولياتها في هذا المجال، ولذلك فإننا نطالب القوى السياسية أن تحقق التوافق بينها ما يُمكّن الدولة اللبنانية من السعي إلى استعادة الحق في هذه المناطق.
إن العدو الإسرائيلي قد بدأ بالتنقيب عن النفط منذ أكثر من سبع سنوات، وهذا يعني أنه يسبقنا على الأقل بسبع سنوات، وبالتالي فإننا إذا لم نبادر في أقرب فرصة إلى العمل على التنقيب والإستفادة من المخزون النفطي فإن ثمّة مخاطر جدية تتهدده، ومنها أن يكون الحوض مشتركاً فيكون للجانب الإسرائيلي قدرة السبق على استخراج هذا النفط وبيعه قبلنا، وثمة خطر آخر يتمثل في إمكان الحفر الأفقي الذي يؤدي للوصول إلى الأحواض الخاصة بنا، ولذلك نرى أنه من الواجب على الحكومة أن تضع في رأس أولوياتها مسألة الحفاظ على الثروة النفطية اللبنانية، وهذا يتطلب منها البحث في مرسومي تحديد البلوكات ودفتر الشروط، فنحن لا نستطيع بعد كل هذه التضحيات التي قدمناها أن نفرط بحقوق لبنان التي هي حقوق للأجيال، ومواجهة العدو في هذه النقطة تتطلب من الجميع أن يعملوا معاً، فإذا كنا نختلف على هذا الشأن السياسي أو ذاك فلا يجوز أن نختلف على ضرورة مواجهة الإرهاب التكفيري أو إيفاء الحاجات الإقتصادية والإجتماعية للمواطن أو استعادة حقوقنا في الثروات الطبيعية اللبنانية.