كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الأخ المجاهد علي اسكندر في مجمع الإمام الحسين (ع) في بلدة البازورية الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقد جاء فيها:
إن من حمى لبنان اليوم بالإضافة إلى التضحيات التي قدمها ويقدمها الجيش اللبناني هم شهداء المقاومة الإسلامية الذين سمحوا أن يبقى لبنان الآن آمناً ومستقراً وسليماً في الوقت الذي تخوض فيه الناس من حوله معارك دامية في أكثر من بلد، ونحن اليوم بقتالنا التكفيريين نحمي بلدنا وندافع عن بقائه في مواجهة أصحاب المخططات التقسيمية الذين يريدون أن يثبتوها على الكيانات التي سبق أن قسمت منذ عهد سايكس بيكو، ويريدون تقسيم العراق ولبنان وسوريا، فمن يقف سداً في وجه هؤلاء هو من يعمل كل يوم على تحطيم الشوكة التكفيرية وتكسيرها والحفاظ على لبنان موحداً وآمناً، وهو من يدافع عن بقاء سوريا آمنة بعيدة عن هيمنة التكفيريين، وعن استعادة العراق لأبنائه وأراضيه من براثن التكفيريين.
إن المعركة التي نخوضها ضد التكفيريين في أي موقع كان هي معركة وطنية لبنانية صرف في المقام الأول، فلو نسينا كل انتماء لوجدنا أن قتال التكفيريين هو واجب وطني، ونحن إذا نقوم بهذا الواجب فإننا ندافع عن بقاء هذا البلد، ولذلك نحن لا نتحدث من موقع الإمتنان على اللبنانيين، ولكن نقولها قولة الحق، إن قتال التكفيريين هو مهمة وطنية، ومن ينهض بهذه المهمة الآن هو حزب الله والجيش اللبناني، ولكن ينبغي أن يشارك الجميع كلٌّ في موقعه في مواجهة الخطر التكفيري، الذي بات يشكّل أداة لتقسيم المنطقة كما يشكّل درعاً عن العدو الصهيوني، وبالتالي فإن ما تريده الحركة التكفيرية هو أن يتحوّل بأس شعوب هذه المنطقة إلى بعضها البعض.
إننا كنّا ومازلنا في طليعة مواجهة العدوان الصهيوني، ولم نتخلَّ في أي وقت من الأوقات عن واجبنا في التصدي له، ونحن اليوم لا زلنا حاضرين ونعدّ العدّة لكي يكون لبنان أقوى منه، في وقت لم ننس فيه القضية الفلسطينية، ويدرك العارفون حجم الدور الميداني والفعلي والسياسي والثقافي الذي لا زلنا نقوم به في دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه المسلح وغير المسلح في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وحجم المسؤوليات التي نتحملها في الدفاع عن المقدسات الدينية في القدس وفلسطين في وقت يتوزع البعض على شؤونه ومهامه الخاصة.
إنه من الواجب علينا أن لا نسمح للتكفيريين أن يغيروا حقيقة الصراع القائم معهم، فهو ليس صراعاً إسلامياً مسيحياً أو سنياً شيعياً بل هو صراع الإنسانية كلّها ضدّ التوحش بأبشع أشكاله الذي يتجلى في أفعال التكفيريين الشنيعة، لأن المسلمين كلهم بريئون من الفكر التكفيري والأفعال التكفيرية، فالسنة أيضاً بريئون كلهم من التكفيرية فكراً وأفعالا، بل إن أهل السنة كانوا ولا زالوا في طليعة المستهدفين بسكاكين التكفيريين، وقد قتلوا المئات من العشائر العراقية بالأمس، ومن قبله من العشائر السورية وهم سنّة أباً عن جد، ولذلك فالمعركة مع التكفيريين هي معركة الوطنيين اللبنانيين ضد التوحش، ومعركة المسلمين جميعاً ضد التوحش، ومعركة الإنسان بما هو إنسان ضد الوحشية الشنيعة التي نراها.
وكان الإحتفال قد افتتح بمراسم تعظيم القرآن الكريم، ومن ثم تم عرض فيلم يحكي عن مسيرة الشهيد الجهادية قبل أن يقدّم النائب الموسوي درعاً تقديرياً لعائلة الشهيد.