كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي في حسينية بلدة شحور الجنوبية
أقام حزب الله إحتفالاً تكريمياً بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الشهيد المجاهد حاتم خليل في حسينية بلدة شحور الجنوبية بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء وفعاليات وشخصيات وحشد من الأهالي من مختلف القرى والبلدات، وقد ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:
إن دولاً عظمى كانت تهدف إلى تدمير سوريا المقاومة وصولاً إلى القضاء على لبنان التعددي، وجعل العراق تحت السيطرة الأجنبية الغربية، وهذا كان الهدف الذي حدا بتلك الدول الإقليمية والدولية مضافاً إليها حلفاؤها المحليون لدعم المجموعات التكفيرية، ولكننا نحن في المقابل كنّا منذ البداية أصحاب مسار واضح عندما رأينا أن هذه المجموعات التكفيرية ستشكل خطراً على المنطقة وأهلها بل على العالم وأمنه.
إن لبنان لا يحتاج اليوم إلى تذاكٍ سياسي من قبيل الدعوة إلى تحالف المعتدلين، فهو يحتاج إلى أن تتحمل قواه السياسية مسؤوليتها الوطنية في اتخاذ قرار حاسم يكمن في استئصال المجموعات التخريبية الإرهابية التكفيرية وبالخلاص من الفكر التكفيري عبر فسح المجال أمام فكر يؤمن بالصيغة اللبنانية التعددية القائمة على القبول بالآخر واحترام دينه وشعائره لا شنّ الحملات التي تؤدي إلى تجريمه.
إننا سمعنا من يدعو إلى عدم الذهاب إلى تحالف الأقليات وكأن في البلد أو في المنطقة من يسعى إلى تحالف الأقليات، ولعلنا بحاجة إلى تذكير من يتحدث عن رفض تحالف الأقليات أننا كنّا نحن في عام 1982 من أسقط تحالف الأقليات حين واجهنا الإحتلال والعدوان الإسرائيلي، وهذا التحالف سقط بإرادة المقاومة وبفعلها الإستشهادي حين دخل الشهيد أحمد قصير بسيارته إلى مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في 11/11/1982 وكان يدق المسمار الأخير في نعش تحالف الأقليات الذي كانت ترعاه الولايات المتحدة الأميركية بالتحالف مع حلفاء داخليين لها في لبنان وبتواطؤ من حلفاء آخرين.
إن ما دعونا إليه على الدوام هو تحالفٌ بين اللبنانيين جميعاً بين قواهم السياسية على اختلافها لاقتلاع الخطر التكفيري والخلاص من المجموعات التكفيرية لجعل لبنان آمناً من خطر يتهدده، ولكن رأينا توانياً في مواجهة الخطر التكفيري بل على مدى ثلاث سنوات من الأزمة في سوريا كان في لبنان من يغذي المجموعات التكفيرية إلى سوريا عبر لبنان، وبالتالي كان لهذه المجموعات قواعد في لبنان ونحن وجدنا أنفسنا مضطرين لأن نواجه الخطر التكفيري لأننا أدركنا أنه إن تمكن من السيطرة على سوريا فحينها سنقرأ الفاتحة ونقيم القداس على لبنان، فلو أن التكفيرية انتصرت في سوريا لكان لبنان سيكون عرضة لهجمات تكفير وتدمير واجتياح وتهجير وسبي وذبح، وكنا لنرى أن أعراض اللبنانيين تصبح معروضة للبيع في سوق النخاسة التكفيرية، وهذا ما حصل ولا يزال يحصل في العراق لكننا آلينا على أنفسنا تقديم التضحيات ووضعنا من حول لبنان سدّاً منيعاً يحاول التكفيريون اختراقه، ولكنهم يعجزون عن ذلك بعد تكبيدهم خسارات فادحة وإلاّ لو لم ننهي الجبهة التي لها علاقة بقلعة الحصن لبدأ التكفيريون العمل في منطقة الشمال وخطوطهم مع قلعة الحصن مفتوحة، فكان الجيش اللبناني سيواجه امتحاناً عسيراً أشدّ من الإمتحان الموجود في عرسال لأن مناطق المواجهة ستكون متصلة مع الجرود السورية التي تنتشر فيها المجموعات التكفيرية، فلولا انتصارنا في قلعة الحصن والقصير لكان الشمال وطرابلس مباحين أمام المجموعات التكفيرية، ولذلك يجب علينا أن نتذكر ذلك لنعرف ويعرف اللبنانيون أن الأمن والسلام والسلامة التي يحظون بها الآن هي من ثمار دماء الشهداء الذين لولاهم لكان لبنان مباحاً من أقصاه إلى أقصاه، وهذا لن يحصل لأننا لا زلنا في ساحة المواجهة.
إن بعض من في لبنان وكأنه لم يمر أحد منهم على مدرسة استراتيجية أو ملمٌ فيهم بقواعد الأمن القومي، فأي أحد قرأ صفحتين في الأمن القومي وفي مفهوم الاستراتيجية يقول بشكل طبيعي أنه لا يمكن للبنان أن يكون آمناً إذا ظلّت هذه المجموعات التكفيرية قادرة على النشاط والفعالية في سوريا، ولذلك فإننا نحن في لبنان انتفضنا باكراً، وواجهنا هذه المجموعات التكفيرية لكن بدل أن نخوض المعركة في بيروت أو في بعلبك أو في صور كما خيضت في طرابلس نخوضها في عقر دار التكفيريين، ومن هنا ندعو الجميع في لبنان إلى التخلي عن إطلاق شعارات لا معنى لها من قبيل تحالف الأقليات الذي كان لنا ولا زال شرف إسقاطه، وإلى التخلي عن عبارة الإعتدال في مواجهة التطرف كما ندعو الجميع إلى العودة إلى البيان الوزاري الذي شكل وثيقة تفاهم سياسي في الحد الأدنى بين القوى السياسية الأساسية، وينبغي أن يكون التحالف الجامع للبنانيين هو ما نص عليه هذا البيان في فقراته جميعاً من مواجهة الإرهاب وفي طليعته الإرهاب التكفيري إلى الإقرار بحق المقاومة لأنه ليس من المقبول أن يقف وزير ويطعن المقاومة بحقها وهو إنما كان وزيراً على أساس هذا البيان الذي أقرّ بحق المقاومة في مواجهة المحتل الإسرائيلي.