كلمة النائب حسن فضل الله خلال المجلس العاشورائي في مدينة بنت جبيل
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن الفريق الآخر مدعو اليوم لإعادة النظر في حساباته وخياراته بعد فشل الرهانات السابقة، متسائلا هل لا يزال الفريق الآخر مع مشروع الدولة؟ لأن من يريد مشروع الدولة بمقوماتها ومكوناتها ودستورها ومؤسساتها عليه أن يعود إلى حضنها ويخرج من كل الرهانات والخيارات الأخرى ويتوقف عن رهانات ما سيحصل في المنطقة أو الخارج.
ونبّه فضل الله إلى أن العودة لحضن الدولة له العديد من المرتكزات، أولها: الخروج من الرهان على سقوط سوريا في يد التكفيريين، لأن منع سقوط سوريا في يد التكفيريين مصلحة لبنانية ومصلحة لجميع اللبنانيين، وهي ليست لطرف دون طرف آخر، معتبرا أن الذين يحرضون على سوريا وكانوا قد وقفوا ضد دولتها وشعبها هم يتضررون اليوم من هذا الوجود التكفيري فيها، لأن لبنان معني أكثر من غيره باستقرار سوريا ووحدتها وسلامة دورها لأنها تشكل حاجزاً مانعاً أمام تمدد تلك الجماعات إلى لبنان.
كلام فضل الله جاء خلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في مجمع أهل البيت (ع) في مدينة بنت جبيل بحضور عدد من العلماء وفعاليات وشخصيات وحشد من الأهالي.
وأضاف: أن ثاني المرتكزات للعودة إلى حضن الدولة هو توفير الحصانة للجيش اللبناني وتقويته ودعمه ورفع الغطاء عملياً عن كل من يعتدي عليه وعلى كل مخل بالأمن والإستقرار، أما المرتكز الثالث فهو العودة إلى منطق الدولة الحقيقي الذي تعبر عنه مؤسساتها، وأن الإنضباط تحت سقف البيان الوزاري للحكومة التي شاركت فيها القوى السياسية يعتبر جزء منه، لذلك فإن الخروج عن هذا البيان هو تنكر وتنصل من الدستور ومن الإلتزامات والتعهدات.
وتابع: إن المرتكز الرابع يكمن في عدم الإختباء وراء تبريرات ومسوغات لم تعد تنفع في إقناع أحد، حيث أن جمهور الفريق الآخر لم يعد مقتنعا بأن مشاركة حزب الله في سوريا تسبب الضرر للبنان، فيما محاولتهم الدائمة لفتح سجال مع حزب الله أو لفتح سجال معه هي للتغطية على فشل خيارهم، فهم دائما يريدون إلقاء المسؤوليات والتبعات على الآخرين، كذلك مسؤولية الإخفاقات والفشل والرهانات الخاطئة، لذلك فإن رفع الصوت العالي واطلاق الإتهامات لن تؤدي إلى نتيجة، مشددا على أن مشاركة حزب الله في سوريا وفي منطقة الحدود هي التي حدّت من إمكانية جعلها مراكز وقواعد للجماعات التكفيرية لاستهداف المناطق اللبنانية، وأن ما قام به الجيش قد حمى السلم الأهلي والإستقرار في لبنان، وهذا يتطلّب من الجميع أن يؤمنوا الدعم لهذا الجيش.
وأردف: إن المرتكز الأخير هو أن الخطاب التحريضي الطائفي المذهبي بات يضر الجميع، ويدفع ثمنه أبناء بعض المناطق كما حصل في طرابلس وهو ما تألم له كل اللبنانيين، معتبراً أن من تسبب بمصاب طرابلس هم الجماعات التكفيرية والقوى السياسية التي وفرت الغطاء لها لاعتقادها أنها تستطيع أن تستفيد منها، مضيفا أنه ليس المهم أن يتنصلوا، ولا المهم ان يقولوا أنهم مع الدولة، لأن الذي يكون مع الدولة ما كان ليربي هذه الجماعات ويزودها بالسلاح ويؤمن لها الغطاء السياسي والأمني لتتغلغل في طرابس وتكون ضد أهلها وضد الجيش وترتكب ما ارتكبت، مؤكداً أن جميع الفرقاء في مجلس الوزراء وبالإجماع سارعوا للملمة الجراح من خلال تقديم الدعم المادي المطلوب لإعادة الإعمار، داعياً الفريق إلى التزام خارطة الطريق للعودة إلى إحياء مؤسسات الدولة بانتخاب رئيس للجمهورية يمثل تمثيلاً وطنياً حقيقياً، وبإقرار قانون انتخاب عادل يؤمن التمثيل الصحيح للجميع.