![كلمة سماحة الشيخ نعيم قاسم في مجمع المجتبى(ع)2-11-2014](https://mediarelations-lb.org/static/images/1200x675/lvl220141103012902.jpg)
كلمةنائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في أسبوع الفقيد القائد الحاج مصطفى شحادي في مجمع المجتبى(ع)
ألقى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمةً في أسبوع الفقيد القائد الحاج مصطفى شحادي في مجمع المجتبى(ع)، ومما جاء فيها:
نحن اليوم في مواجهة بين مشروعين على مستوى المنطقة والعالم: مشروع المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا إلى لبنان وفلسطين ودول ومنظمات تحمل هذا الهم، ومشروعٍ آخر هو مشروع أمريكا وإسرائيل ومن معهما دول ومنظمات في المنطقة ومن خارجها.
هذه المواجهة بين مشروعين هي مواجهة سياسية وليست مواجهة دينية، ولا مواجهة مذهبية أو عرقية وإنما هي مواجهة بين مشروعين كل واحدٍ منهما يحمل نمطًا فكريًا وأخلاقيًا وسياسيًا يختلف عن المشروع الآخر.
وإذا راقبنا كل الحروب والتوترات التي تحصل في منطقتنا ومنها لبنان لا نجد في أي زاوية من الزوايا خلافًا مذهبيًا يسبب قتالًا، بل نجد خلافًا سياسيًا يسبب قتالًا، وأما استحضار الفتنة المذهبية فهي من الطرف الآخر لتغيير الاتجاه بسبب الفشل الذريع في طريقة المواجهة لديه، وهذا الاستدراج للفتنة هو لكسبٍ سياسي عن طريق التضليل بعد فشل الخطوات التي قاموا بها في المواجهة السياسية.
أنصار المشروع الآخر المعادي للمقاومة يغلفون خياراتهم السياسية بالمذهبية لإثارة مشاعر الجمهور، وذلك لأن مشروع المقاومة يتقدم، وخياراته ناجحة، وقراءته صحيحة، وبذلك ترى أن الطرف الآخر يحاول أن بمذهب كل حركة سياسية ونحن نعلن ليلًا ونهارًا لا توجد خلفية مذهبية ولا طائفية لكل مشروع المقاومة سواء أكان مباشرًا في مواجهة إسرائيل أو في مواجهة بعض تداعياته ونتائجه الأخرى.
قلنا من اليوم الأول هناك مشروع أمريكي إسرائيلي ضد المقاومة من بوابة سوريا، أما الدول العربية والتكفيريون فملحقٌ بهذا المشروع، ولذلك واجهنا هذا المشروع حيث يجب أن نكون، وحيث نعتقد أننا نساهم بقوة مشروع المقاومة وفي مواجهة المشروع الآخر المعادي للمقاومة. نحن لا نحمي بلدًا ولا شخصًا ولا نظامًا وإنما نحمي مشروعًا له علاقة بمقاومتنا بطريقها بخلفيتها بمستقبلها، وهذا ما عبَّرنا عنه ومارسناه على المستوى العملي.
استحضروا التكفيريين من ثمانين بلدًا في العالم، ماذا كانت النتيجة؟ قتل التكفيريون من أهل السنة أكثر بكثير مما قتلوا من الطوائف والمذاهب والأعراق الأخرى والإحصاءات موجودة ومعروفة، هل الخلاف هنا خلاف مذهبي؟ الخلاف هو خلاف سياسي، وخلاف على السلطة، داعش تحمل مشروعًا لإقامة سلطة في مقابل السلطات الأخرى، ولا تقبل أن يشاركها أحد حتى من أبناء جلدتها ومذهبها إلاَّ ليكون تحت قيادتها لأن المشروع مشروع سياسي.
قاتل حزب الله جنبًا إلى جنب مع المجاهدين الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل كلٌ في موقعه وفي الضرورة التي يستلزمها القتال، والقتال كان موجهًا ضد إسرائيل، أين هو الخلاف المذهبي في قتالنا نحن والفلسطينيون ضد إسرائيل؟ وكيف نقاتل معًا ونحن من مذاهب شتى بهدف واحد وهو المقاومة، هل هذا الأمر يعبر عن قتال مذهبي؟
في لبنان التكفيريون استهدفوا الجيش اللبناني، واستهدفوا الأحياء بالسيارات المفخخة، ويريدون إقامة إمارتهم ومشروعهم وما يفعلونه هو ضد كل اللبنانيين سنة وشيعة ودروزًا ومسيحيين، أين هو الخلاف المذهبي؟ ومن يقاتل من ومن يختلف مع من؟ الخلاف هو خلاف سياسي.
أنصار المشروع الآخر مشروع أمريكا وإسرائيل هو يختلفون فيما بينهم على الحصص وعلى طريقة الأداء، ما علاقتنا باختلافاتهم وأنتم ترون ذلك، نحن دافعنا في مواجهة إسرائيل جنوبًا ودافعنا عن لبنان ومقاومته في مواجهة التكفيريين شرقًا، وهو واجبٌ عيني علينا لأن واقع البلد لا يتيح خيارات أخرى لإخراج المحتل وطرد العدوان، ونعتبر دفاعنا جزءًا لا يتجزأ من ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة بحسب إمكانات لبنان.
أصبح واضحًا أن التكفيريين هم أصحاب مشروع عابر للبلاد والعباد، لا ينتظرون أحدًا ليتحركوا بل ينتهزون لحظات الضعف لينقضوا، ونعترف أننا حرمناهم من استغلال ضعف لبنان فانكسرت شوكتهم عند أول مواجهة، وهنا لا يوجد أدنى مقارنة بين قتالنا للتكفيريين لدفع خطرهم وبين عدوانهم على الجيش اللبناني وتخريب لبنان وضرب مقوماته، لا يمكن تبرير سلاح الفتنة أبدًا.