الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في منطقة بعلبك مقام السيدة خولة
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في منطقة بعلبك مقام السيدة خولة، في الليلة السابعة من محرم الحرام 1436هـ، 31/10/2014، ومما جاء فيها:
يتأكد يومًا بعد يوم أن قتالنا في سوريا حمى لبنان ومقاومته، وقد توزعت الإشادة والتبريك بعمل حزب الله في قتاله في سوريا من قبل مجاميع كثيرة موجودة في لبنان كانت متريثة أو كانت معترضة، إذ بها الآن تشجع وتدعو وتدافع لأنها أدركت أن هذا القتال حمى لبنان من أخطار كبيرة يمكن أن تصل إلى الأحياء والشوارع، وتترك أثرها في تأزيم مدن وتشريد عائلات، وإيقاع عدد كبير من القتلى من دون حساب، إذ بهذا الجهاد الذي قام به حزب الله يحمي هذه الحماية العظيمة التي نرى نتائجها اليوم. لولا قتالنا لأحصينا عدد القتلى ومستوى الخراب والدمار وبدأنا نشكو لينظر إلينا العالم كيف يعطينا المساعدات، أما مع القتال لقَّناهم درسًا بليغًا، وشكلنا حزامًا شعبيًا مهمًا يدافع ويقف ويتماسك ومن الطوائف اللبنانية المختلفة.
جهوزيتنا كانت عالية ولا زالت، وقادرون إن شاء الله على الاستمرار في ردع الخطر التكفيري مهما أخافونا منه، ومهما أقاموا من دعايات له، فإن بإمكاننا أن نهزمه إن شاء الله على الأقل حيث نكون موجودين، لأن العالم الآخر في أماكن مختلفة كل جهة تتحمل مسؤوليتها، ونقول لهم: بإمكانكم أن تهزموا هذا الخطر التكفيري إذا توكلتم على الله وكنتم شجعان وتوضّح الهدف أمامكم وعملتم موحدين في مواجهة التحديات، أما مقولة أن داعش خطر كبير لا يمكن هزمه فهذا كلام غير صحيح، فداعش خطر كبير يمكن هزمه، ويمكن إيقاع الخسائر الكبرى فيه، ويمكن إراحة الأمة من هذه الفتن على أن نكون موحدين ومتعاونين ونعمل بشكل صحيح.
نحن لن نقبل أن ننصرف إلى مواجهة الفتنة من دون الالتفات الدقيق إلى أننا نواجه إسرائيل، فإذا كان أحد يفكر بأنهم يصرفوننا ويلهوننا بهذه الطريقة فهم مخطئون، ففي الوقت الذي نواجه فيه الخطر التكفيري فإن جهوزيتنا في أعلى مستوياتها في مواجهة إسرائيل، ولعلَّ رسالة شبعا رسالة واضحة في وجود المجاهدين في المواقع المتقدمة وقدرتهم على اختراق المواقع الإسرائيلية المحصنة عندما يتخذون قرارًا بذلك.
لن نقبل أن ينكشف لبنان أمام الخطر التكفيري بسبب بعض الأصوات التي لم تنجح أصلًا في أي موقف سياسي ولا في أي نصيحة قدمتها للبنان، للأسف الطرف الآخر مبتلىً بخيارات فاشلة، وفي كل مرة يحدِّد موقفاً واتجاهاً يخسر هذا الاتجاه، ويريدون أن يأخذوننا إلى هذا الاتجاه الخاسر، نقول لهم: لن نقبل أن ينكشف لبنان ومقاومته ويصبح عرضة للاحتلال التكفيري بحجج واهية يحاولون التنظير له، لبنان بحاجة إلى جيشه وشعبه ومقاومته، وسيبقى هذا الثلاثي حاضرًا في مواجهة التحديات، ونوجه تحية كبيرة للجيش الوطني على ما أنجزه ونقول له: حاضنتك الشعبية موجودة، والمقاومة في الميدان في مواجهة العدو، وكلنا نشكل حالة متراصة لمصلحة قيامة لبنان وبناء لبنان الذي يعيش فيه كل الطوائف وكل القوى، فنحن نؤمن بأن لبنان للجميع وليس لفريق دون آخر.
هذه قناعتنا، وقد أثبتت التجارب بأن كلفة التحصين أقل من كلفة التحرير، ولذلك نحن نعمل على تحصين ساحتنا بدل أن نتفرج ونبتلى بعد ذلك بعمل تحريري كلفته تكون أعلى.
وهنا نكرر: نحن مع الحوار مع الطرف الآخر قلناها مرارًا وتكرارًا ولكن الطرف الآخر غير مستعد للحوار وهو مثقل بمجموعة من الالتزامات والاعتبارات والرؤى التي عليه أن يتخلص من عبئها لنجلس معًا ونتفاهم، نحن حاضرون لحوار من دون قيدٍ أو شرط، ومن أراد أن يكون جديًّا فهو يعرف الطريق للوصول إلى هذا المسار.
ونرسل من هنا تحية خاصة إلى المجاهد الفلسطيني الشهيد في القدس معتز حجازي، الذي وقف موقفًا بطوليًا في مواجهة إسرائيل، وأرغمها على أن تتذكر بأن الأقصى ليس سائبًا، وأن قرارات إسرائيل لا يمكن أن تمر من دون مواجهة شريفة من الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاومة الفلسطينية هناك، هذه الشهادة هي التي تنمي وتربي الشهداء والمجاهدين، وهذه الشهادة تثبت مجددًا أن المقاومة هي الخيار الوحيد، وفي النتيجة هذا الخيار سيؤدي إلى التحرير.