بيان صادر عن حزب الله بخصوص مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بشأن العراق
بيان صادر عن حزب الله بخصوص مبادرة الأمين العام لحزب الله بشأن العراق 9-2-2003
باتت أهداف العدوان الأميركي ضد الشعب العراقي واضحةً وجليّة للعالم أجمع، بحيث تؤدّي إلى نتائج كارثيّة على الشعب العراقي إنسانياً واقتصادياً وسياسياً، كما يراد لآثارها ونتائجها النيل من قضايا المنطقة وشعوبها وحكوماتها وإمكانياتها، وهي أهداف ستضع المنطقة عموماً والعراق خصوصاً أمام مرحلة جديدة من مراحل استعمار الشعوب وقهر إرادتها وتكبيل طموحاتها النازعة نحو الحريّة والاستقلال والتقدم والعيش الكريم.
إنّ هذا العدوان الأميركي يأتي في سياق حرب تتكامل فصولها ضدّ عالمنا العربي والإسلامي، أخطر ما تطال فيه الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة، وذلك بالتوافق الكامل بين الإدارتين الصهيونيّة والأميركيّة، بما يفتح المجال واسعاً أمام محاولات وأد هذه القضيّة من خلال المزاوجة بين بطش القوة وتسويات القهر والإذلال.
أمام هذا الخطر المحدق بمنطقتنا، فإن أمتنا العربيّة والإسلاميّة شعوباً وحكومات مدعوة إلى تحمل مسؤولياتها التاريخيّة من خلال العمل على منع هذا العدوان ومواجهته بالوسائل والسبل المتاحة، وفي هذا السياق جاءت دعوة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لإجراء مصالحة وطنيّة عراقيّة تهدف إلى إنهاء كل مآسي ومحن العراق وإسقاط كل الذرائع التي تستخدمها الإدارة الأميركية، وعلى رأسها حيازة أسلحة الدمار الشامل وتهديد دول الجوار والقمع الداخلي.
تستند هذه المصالحة على مجموعة من الأسس:
1 ـ تقوم جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو مجموعة من الدول العربية والإسلامية بتنظيم مؤتمر وطني شامل يضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة العراقية.
2 ـ يضع هذا المؤتمر مبادئ وأسس المصالحة الوطنية الشاملة.
3 ـ تتولى الجهات المشاركة في المؤتمر وبالتعاون مع الجهة المنظمة له وضع الآليات المناسبة لتنفيذ هذه المصالحة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة ينبثق عنها حكومة وفاق وطني تتمتع بثقة وتأييد العراقيين.
4 ـ تضع حكومة الوفاق الوطني برنامج أولوياتها، والذي يتضمن:
أ. إرساء الوحدة الوطنية الداخلية، وإعادة بناء العراق على المستويات كافة.
ب. حل النـزاعات مع دول الجوار استناداً إلى مبادئ الأخوّة وحُسن الجوار والمصالح المشتركة.
ج. حل المشكلات العالقة مع الأمم المتحدة.
إنّ هذه الإجراءات تضع العالم أمام نظام يحظى بشرعيّة شعبيّة داخليّة وبمصداقيّة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما ينـزع مبررات العدوان من الإدارة الأميركية، ويفتح الطريق واسعاً أمام تعزيز وتقويّة الموقف الدولي الرافض لهذا العدوان، ويوجب على الأمة مسؤولية شاملة بالدفاع عن العراق ومقاومة الغزو الأميركي.
إن لهذه المصالحة مقدمات وموجبات ومستلزمات تقع على أطرافها المعنيين، وهي تقتضي من البعض اعترافاً وإقراراً، ومن البعض الآخر ارتفاعاً فوق الآلام والجراح، ما دامت المحصلة في النهايّة ستكون لمصلحة الشعب العراقي، ولمصلحة هذه الأمة وقضاياها .
حزب الله