كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد حسن يحيى عطوي في حسينية بلدة عيتيت
كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد حسن يحيى عطوي في حسينية بلدة عيتيت بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقد جاء فيها:
إنه من الواجب علينا أن نفرق بين مشاعر القاعدة الشعبية لفريق 14 آذار وبين الطبقة السياسية له التي لا تزال تشن حملة شعواء على حزب الله ولا تزال تكابر وتصرّ على خطاب عدائي ضده في حين أن الأكثرية الغالبة من القاعدة الشعبية لهذا الفريق تشعر في قرارة نفسها أنها مدينة لحزب الله بشهدائه ومجاهديه في الأمن الذي تتمتع به في هذه المرحلة لأنه تمكن من وضع حدٍ لانتشار المجموعات التكفيرية وأقام سدّاً يحول بينها وبين الوصول إلى العاصمة اللبنانية أو غيرها من المدن والقرى اللبنانية، ومن هنا فإننا ندعو إلى إجراء استفتاء أو استبيان أو استطلاع رأي على مستوى الشعب اللبناني بمختلف اتجاهاته الطائفية والسياسية والحزبية لنعرف كيف يقيم هذا الخطر بمعزل عن قيادته السياسية، فإنه ومن خلال اتصالاتنا الميدانية وعلاقتنا مع القواعد الشعبية تبيّن أن اللبنانيين جميعا مدركون للخطر التكفيري ما خلا فئة من المتعصبين الذين عقدوا أنفسهم على مقولات تكفيرية، ولذلك فإنه حين تشن هذه الحملات علينا لا نجد أننا معنيون بالرد عليها لأن أصحاب هذا الخطاب يواصلون منذ أعوام طويلة شن الحملات علينا حتى لو فعلنا ما فعلنا، فهذه الحملات كانت على حزب الله من قبل أن يذهب إلى سوريا وهو لا ينتظر من الذين جعلوا وظيفتهم السياسية الهجوم عليه أن يتوقفوا عن ذلك، ولكنه بالمقابل أيضا لن تحمله هذه الحملات إلى التخلي عن وواجباته الوطنية في مواجهة العدو الصهيوني أو في مواجهة العدوان التكفيري.
إننا وفي مواجهة العدوان الصهيوني لن نستكين إلى عقلية الانهزام والتراجع التي تسم عقلية الفريق الآخر في التعاطي مع العدوان الصهيوني، لأننا في تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة جربنا هذه العقلية فخسر لبنان بسبب الاتفاقية الموقعة في17-1-2007 ما يزيد عن 860 كلم مربع من حقه بالنفط والغاز والثروات المائية والسمكية في المنطقة الاقتصادية الخالصة بسبب أنه كان هناك عقلية تقول لنتحاشى الإسرائيلي فتقدم الأخير إلى حيث تراجعت حكومة السنيورة آنذاك، واليوم أيضا نحن لا يمكننا أن نتراجع في مقابل العدوان الإسرائيلي فهذا العدو قد بدأ بتفجير العبوات بحيث أنه فجر واحدة على نحو أن يقتل أحد المجاهدين، ولو لم يتم الرد عليه بالشكل المناسب لصار يرتكب مجازر في لبنان كما أن هذا العدو تعمد إطلاق النار على قوة للجيش اللبناني وأصاب جندياً منها ولو لم يتم الرد عليه بالشكل المناسب لصار يقتل جنوداً لبنانيين، فهذا الإسرائيلي الذي خبرناه إذا تغاضيت عن تقدمه متراً فإنه يتجاوز إلى الكيلومتر، ولذلك فإننا قمنا بما يجب علينا في مواجهة العدوان الصهيوني ووضعنا حدّاً لهذه التجاوزات.
إننا نريد أن نذكر أنه عندما استشهد الشهيد حسن علي حيدر في عدلون لم نسمع إدانة من أحد من فريق 14 آذار بالاعتداء على مواطن لبناني وعلى السيادة اللبنانية، وهنا إذا اعتبرنا أن الشهيد هو من حزب الله وهم يعادونه فلذلك ربما لم يعلنوا موقفا، ولكن فإننا نجد أيضا أنهم لم يعلنوا موقفاً عندما جرح الجندي اللبناني ولم يدينوا الإعتداء على الجيش اللبناني الذي هو لكل الوطن، وهنا نؤكد أننا لم نسلم أمر تحرير لبنان والدفاع عنه إلى أحد لكي ننزل في هذه المرحلة على ما يطالب به البعض في لبنان من الفريق الآخر والذي لا يؤدي سوى إلى زيادة العدوان الإسرائيلي على لبنان .
إننا وفي مواجهة العدوان التكفيري نجد أن هذا الإجماع العالمي على ضرورة مواجهة المجموعات التكفيرية هو كافٍ كدليل على صوابية الخيار الذي اتخذناه منذ حوالي السنتين في المبادرة إلى مواجهة هذه المجموعات التي تريد طعن ظهر المقاومة وتدمير لبنان، ولكن على الرغم من ذلك لا نزال نسمع الأصوات نفسها التي تشن علينا حملات في موضوع مواجهة العدوان الاسرائيلي وتقوم بشن الحملات علينا في موضوع مواجهة العدوان التكفيري أيضاً.
إن أغرب ما سمعناه من الحملات التي تشن علينا هو تصريح وزير العدل اللبناني الذي قال فيه "إن خطف الجنود اللبنانيين هو نقطة سوداء في تاريخ الثورة السورية التي ناصرناها منذ البداية"، وهنا نقول له "لا يا معالي الوزير ليست نقطة سوداء بل هو عدوان سافر على الجيش اللبناني الذي راح ضحيته شهداء ومخطوفون وهو عدوان سافر على الوطن وعلى اللبنانيين جميعاً لأن الإعتداء على الوطن والجيش يساوي الإعتداء على اللباننيين فرداً فرداً، فأفراد الجيش هم أولادنا وهذا الوطن هو وطننا، ألهذا القدر يا معالي الوزير تستصغر شأن الاعتداء على لبنان وعلى الجيش اللبناني بجعله نقطة سوداء فقط، وإن قولك أيضاً الثورة السورية هو أمر خاطئ، فمن اعتدى على الجيش اللبناني ومن خطف العسكريين ليس ثائراً بل هو إرهابي تكفيري مجرم ومعتدٍ ولا يحق لك أن تسمي المعتدين على لبنان بأنهم ثوار بل هم قتلة ومجرمون ويجب أن يواجهوا بالقوة لوضع حد لاعتداءاتهم على لبنان، وكما أنك قلت أيضاً بتصريحك أنك ناصرت ما سميته الثورة السورية منذ بداياتها، ولكنك لم تكن وزيراً للعدل حينها فكيف ناصرتها، والجواب عن هذا هو أن الوزير كان على معرفة أن 80 بالمئة من السلاح الذي أدخل والعناصر الذين وفدوا من الخارج إلى سوريا من المجموعات التكفيرية في بدايات الأزمة السورية هو من لبنان عبر تغطية ممن يعلن يومياً أنه يناصر الثورة السورية، ولذلك هو يتحمل مسؤولية سياسية وأخلاقية ومعنوية عن الجرائم التي ارتكبها التكفيريون ويرتكبونها من العراق إلى لبنان مروراً بسوريا، ولذلك وجب عليك أنت يا معالي الوزير أن تعتذر عن كل ما يقوم به المجرمون القتلة التكفيريون بحق اللبنانيين شعباً ووطناً وجيشاً وأن تعتذر عن الجرائم التي يرتكبها التكفيريون في كل مكان وصل إليهم رجالهم عبر لبنان أو سلاح مر عبر الحدود اللبنانية في الشمال التي كانت لا تزال مدخلاً إلى زيادة آتون النار في سوريا إلى اللحظة التي سقطت في القصير وقلعة الحصن وقرى القلمون.
إننا ندعو الفريق الآخر إلى أن يتخلى عن المراوغة مع الوحش وأن يقرّر مواجهته الآن لا أن يضيع الجهد في المواجهة معنا التي لا تقدم ولا تؤخر، ونقول ذلك ونحن على ثقة من قدرتنا الذاتية لمواجهة هذا الخطر التكفيري، ولكننا ندعوهم إلى تحديد مواجهتهم حتى لا يأتي يوم نستيقظ فيه فنرى أنهم غير قادرين على أن يبقوا في بيوتهم كما حصل بمحافظ الموصل وأخيه الذين فرّوا إلى بلاد الله الواسعة، فبادروا إلى مواجهة الخطر التكفيري لأنه خطر عليكم وعلى مناطقكم ونحن حريصون على الدفاع عن المناطق اللبنانية جميعاً، وحين تقررون مواجهة العدو التكفيري ستجدوننا إلى جانبكم بلا حساب وبلا مقابل لأننا نؤمن بالشراكة معكم على أساس الثوابت اللبنانية وإقامة على العيش المشترك والتعدد وعلى ثابتة مقاومة العدوان الإسرائيلي على لبنان والحفاظ على الصيغة التعديدة لهزيمة الخطر التكفيري.