كلمة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا
شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين على أهمية أن يحدد الجميع من هو الظالم بقضية المخطوفين العسكريين، ومن هو الخاطف والمعتدي، ومن هو الذي يريد أن يوقع الفتنة بين اللبنانيين بتوجيه سياسي أو إعلامي أو نداءات أو خطابات، مشيراً إلى أن بعض الكلام السياسي الذي نسمعه من البعض يشعرنا بأنهم مساكين ومقهورين على المخطوفين، ولكن في الحقيقة هم ليسوا كذلك ولا يهمّهم أمر المخطوفين، بل إن كل همّهم هو كيف يمكنهم أن يكسبوا مكسباً سياسياً رخيصاً في السوق اللبنانية التي ربما البعض ما شبع منها والتي أوصلت البلد إلى الدمار السياسي والإقتصادي، مؤكداً أننا لن نسلّم اليوم لهؤلاء البلد لكي يضيعوه ويدمروه مثلما لم نسلمهم إياه في الماضي لكي يكون تحت الحراب والضغط الإسرائيلي وفي المشروع الأميركي، لأن من لا يهتم بالجيش وقوته وهيبته ومعنوياته وجنوده لا يمكن أن يؤتمن لا على بلد ولا على إقتصاد ولا على سلسلة رواتب ولا على أي مستقبل.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية لفت السيد صفي الدين إلى أن ما تحدث به نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمس عن أن المال والسلاح الذي كان يأتي للتكفيريين هو من دول حليفة للولايات المتحدة الأميركية وسمّى تركيا وبعض الدول الخليجية يدل مرة جديدة على أن كل ما تحدثنا عنه عمّا يجري في سوريا كان صحيحاً، وأن ما يحصل فيها لا ثورة ولا إرادة الشعوب بل إن ما يحصل هو تخريب وتحقيق أهداف سياسية لدول إقليمية ولدول الغرب وأميركا.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن تركيا ودول الخليج عندما تدفع المال وتدعم بالسلاح فهذا ليس لتحقيق أهدافهم فقط، بل لأن أميركا طلبت منهم ذلك، والتي هي بدورها شريك كامل معهم في كل قطرة دم سقطت في سوريا وفي كل مظلومية ودمار حصل فيها، وما ذكره نائب الرئيس الأميركي بالأمس يدل بوضوح على أن الذي يتحمل مسؤولية كل ما حصل في سوريا هو الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الذين يأتون اليوم بإسم التحالف الدولي ليقضون على الإرهاب الذي أوجدوه وموّلوه وسلحوه بإعترافهم هم.
واعتبر السيد صفي الدين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخطئ حينما راهن على إسقاط النظام في سوريا كما أخطأ أصدقاؤه القدامى ومنافسوه اليوم، فكما أخطأوا في السابق هم مخطئون اليوم في سوريا وفي العراق وفي لبنان وعلى مستوى كل معادلة المنطقة، ومخطئون تماماً إذا كانوا يتخيلون أنه بإماكنهم أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء كما يقال، مؤكداً أنه ليس بإمكان أية قوة وأي ضغط وأي تسليح وأي تهويل إعلامي وسياسي وفتنوي أن يجعلنا نتراجع عن حقنا وعن مقاومتنا وعن قضايانا المحقة التي أمسكنا بها منذ عقود وما زلنا إلى اليوم نمسك بهذا الخط والنهج القوي والمستقيم، وسنبقى عليه وفاءً لكل شهدائنا وتضحياتنا وعطاءاتنا، فكما انتصرنا في الماضي سننتصر اليوم في هذه المواجهة، لأن التجربة والمعرفة والخبرة والإيمان واليقين والثبات والوعي حضرت في معركتنا مع الإسرائيلي، وهي اليوم حاضرة تماماً في تحملنا لمسؤولية تنظيف بلدنا ومنطقتنا من هذا الإرهاب التكفيري.