كلمة النائب نواف الموسوي خلال احتفال تكريمي بمناسبة مرور اسبوع على استشهاد المجاهد عباس رضا عطية في بلدة الخيام
أقام حزب الله إحتفالاً تكريمياً لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد الأخ المجاهد عباس رضا عطية في حسينية بلدة الخيام الجنوبية بحضور وزير المال علي حسن خليل، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين عبدالله بالإضافة إلى عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقد ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:
إننا بالتضحيات المبكرة التي نقدمها حمينا بلدنا من أن يحل به ما حل بسوريا، وسبب حصانتنا هو في استعدادنا لتقديم التضحيات، ولكن يجب أن نسجل ميزتين تميّزنا بهما عن غيرنا، فالميزة الأولى هي أن هذه المعركة التي نخوضها منذ عقود في مواجهة العدو الصهيوني ومنذ سنتين في مواجهة العدو التكفيري تتم تحت راية الفقيه الولي الإمام السيد الخامنئي حفظه الله، وأهمية الإشارة إلى ذلك هي أن قدرة القيادة على التشخيص المبكر وعلى اتخاذ القرار الصائب يمكن أن تعادل المعركة بأسرها.
إن قائدنا قد أدرك الخطر التكفيري منذ سنتين في الوقت الذي كانت تفكر فيه الناس بمكان آخر، وهو من وقف وقال يجب أن نواجه وأن لا نخرج من ساحة المعركة في مواجهة المجموعات التكفيرية، ولولا هذا القرار ومواجهتنا منذ سنتين لهذه المجموعات لكنّا الآن نقاتل في قرانا من باب إلى باب ومن منزل إلى منزل، وكانوا حتماً قد وصلوا إلى بيروت وإلى المناطق الحدودية مع سوريا، ولكن إلتزامنا بولاية الفقيه وبقائدنا وأوامره هي التي أدت إلى حصانتنا اليوم وإلى الإستقرار والأمان الذين يشهدهما لبنان على الرغم من التوتر والحرائق التي تشتعل في المنطقة.
إن الميزة الثانية التي تميزنا عن غيرنا هي أننا ومنذ أمد طويل توصلنا إلى تكريس الوحدة السياسية بيننا، وتحديدنا بين حزب الله والإخوة في حركة أمل إلى حد توحيد الرؤية على مستوى القيادة بين دولة الرئيس نبيه بري وسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله.
إننا نؤكد على ثوابت التزامنا بولاية الفقيه وبوحدتنا السياسية وبالعمل من أجل الدفاع عن لبنان وحمايته والعمل على بنائه، فلسنا مُكتفين بمهمة الدفاع والحماية والتحرير فحسب بل نحن معنيون ببناء لبنان دولة وشعباً ومؤسسات وجيش وأجهزة أمنية وما إلى ذلك.
إننا اليوم لا نحتاج إلى دليل لنناقش أحداً في لبنان حول ضرورة مواجهة الخطر التكفيري، وثمة مسلّمة دولية الآن هي أن المجموعات التكفيرية تشكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين لا على أمن وسلم هذه المنطقة أو على لبنان فحسب، وفي هذه المنطقة بالذات (منطقة مرجعيون وحاصبيا) لا بد من أن نعترف بوجود تحديات تفترض العمل على مواجهتها لا تجاهل وجودها واعتبارها أنها غير قائمة، والمسؤولية الوطنية تفترض بتقدير استباقي ودقيق لحجم التهديدات ووضع تصوّر وقائي للعمل من أجل احتوائها مسبقاً قبل مواجهتها في الميدان، وهذا إذا كنّا نتحدث عن قضاء، فكيف إذا كنّا نتحدث عن لبنان بأسره، فاليوم القضية الكبرى للبنانيين هي حماية بلدهم من خطر المجموعات التكفيرية التي تتهدد سلامة لبنان كوطن وكشعب وكجماعات مكوّنة لاجتماعه السياسي، فليس من أحد خارج الإستهداف في لبنان، وما عاد يجوز التعامل بتجاهل مع هذا الخطر الذي أقرّ الجميع بوجوده إلى حد أن رئيس الوزراء البريطاني منذ فترة قال بوضوح أن لبنان وسمى مناطق منه مهددة بالسقوط بين أيدي المجموعات التكفيرية.
إننا ننظر بإيجابية إلى معاودة المجلس النيابي لعمله التشريعي لأنه وفق وجهة نظرنا لا يجوز تعطيل عمل المجلس النيابي تحت أي ذريعة كانت، فالمجلس النيابي يتحمّل مسؤوليات وطنية واجتماعية اقتصادية في هذه الآونة تجاه المواطنين، ولكن بإمكان هذا المجلس أن يكون هيئة دائمة للحوار الوطني من أجل بلورة مواقف إجماعية أو توافقية حول التحديات والمخاطر التي تواجه لبنان، وعلى المجلس أيضاً أن يتحمل مسؤوليته في إقرار مشاريع واقتراحات القوانين التي تهم المواطنين في معيشتهم وحياتهم الكريمة، وبما أن المجلس النيابي قد عاد إلى دوره التشريعي فإننا نؤكد على ضرورة الإستمرار في هذا الإتجاه، ونتفائل بأن يؤدي هذا العمل على المستوى التشريعي إلى تحريك العملية السياسية التي من شأنها أن تحقق التوازن الميثاقي في السلطة التشريعية عبر انتخاب رئيس قوي وصاحب قرار حر وقادر على مواجهة الضغوط والتحديات والإغراءات وعلى موازنة القوى في السلطة التنفيذية، فلا تذهب باتجاهٍ ولكن تكون في الإتجاه الوطني العام.
إننا إذ نبدي حرصنا على ضرورة استعادة المؤسسات اللبنانية لدورها الفاعل لمواجهة الخطر التكفيري، فإننا لا ننسى وجوب العمل من أجل دعم الجيش اللبناني وتقديم التغطية الكاملة له دون تدخل يؤدي إلى تقييد إجراءاته العسكرية والأمنية، وكما ندعو إلى تقديم الدعم العسكري واللوجستي له، وقد لاحظنا أن الجيش اللبناني حتى الآن لم يحصل على أسلحة ذات مغزى، وهو بحاجة إلى أسلحة خاصة في مواجهة التكفيريين في أكثر من موضع على مدى حدود اللبنانية السورية، وإذا كانت بعض الإتفاقات تحتاج إلى نقاش بشأنها في هذا البلد أو ذاك، فقد قُدمت بالأمس فرصة سانحة للبنانيين بالإستفادة من دعم مباشر غير مشروط عبر الهبة التي قدمها الإخوة في جمهورية إيران الإسلامية، ولا نعرف ما هو السبب الذي يحول دون أن يتقبّل لبنان هذه الهبة شاكراً من قدمها إليه في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى هذا السلاح الذي قدم إلينا لاسيما أنه يصدر من جهة مشهود لها بقدرتها التصنيعية في المجال القتالي والعسكري، ولذلك لا بد للحكومة اللبنانية من أن تطرح هذه الهبة على جدول أعمالها وأن تتخذ القرار الوطني بشأنها الذي يُمكّن لبنان من الإستفادة من دعم أصدقائه، ولا يجوز أن تقيّد الإرادة اللبنانية بقرارات لأن ثمّة دولاً حليفة للولايات المتحدة قد حصلت على تسليح إيراني دون أن يكون هذا القرار مانعاً من ذلك.
بدوره مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين عبدالله ألقى كلمة قال فيها إنّ الشهيد من خاصّة أولياء الله سبحانه وتعالى، تُرافقه العناية الإلهيّة وتُحيط به في كلّ المسيرة الّتي يطويها الإنسان في جميع مراحله، فالشهادة درجة يرفع الله إليها من يتخير من عباده، فهي منحة وليست محنة، وإذا أراد الله أن يرفع درجة الإنسان فيختاره شهيداً.