كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي في مدينة صور
برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي أقام حزب الله حفل التخرج السنوي الرابع لطلاب الشهادات الرسمية في مدينة صور، وذلك في باحة ملعب مبنى الكلية الجعفرية في المدينة بحضور عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات تربوية وثقافية واجتماعية، وحشد من الأهالي.
وقد افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ مهدي شمعوني، ومن ثم كانت وقفة مع النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله.
ومن ثم ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:
إننا في الوقت الذي ندافع فيه عن لبنان في مواجهة العدو الصهيوني والتكفيري لا نغيب عن عملية بناء الدولة، وإن التخريج الذي نحييه الآن إنما يأتي في هذا السياق الذي هو تعبير عن الفرح بالإنجاز والإعلان عن الإلتزام بالعمل الدائم والحثيث من أجل البناء والتطور والتقدم والرقي.
إننا معنيون ببناء وطن كلبنان يعيش فيه المختلفون حريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية وفي التعبير أيضاً عن رؤاهم السياسية، ويتم ذلك في إطار دستوري وقانوني يؤمن الشراكة والتوازن والعدالة، فنحن مهتمون بإنجاح الصيغة التعددية اللبنانية، ومعنيون بالدفاع عنها بوصف هذه الصيغة النقيض الجوهري للصيغة الصهيونية الأحادية والصيغة التكفيرية الإلغائية، واليوم يواجه لبنان الصيغة والدولة والمجتمع والشعب والجماعات، ونواجه جميعاً هذين الخطرين اللذين إن لم نواجههما لكان لبنان في خطر عظيم ألا وهو خطر التلاشي والتمزيق والإقتتال والإحتراب.
إننا في مواجهة العدوان الصهيوني أبلينا البلاء الذي وقف أمامه باحترام حتى العدو الذي واجهناه، وفي مواجهة الخطر التكفيري كنّا أول من أدرك أنه إذا لم يتم مواجهته في أماكن انطلاقه فإنه قادم حتماً إلى لبنان لا إلى الشمال أو إلى عكار أو إلى البقاع فحسب بل إلى بيروت وصور وصيدا وإلى سائر المناطق اللبنانية.
إن الغرب ومعه حلفاؤه العرب واللبنانيون قد استيقظوا اليوم على أنه بالفعل ثمة خطر تكفيري يهدد لا أمن سوريا ولبنان والمنطقة فحسب بل يهدد الأمن والسلام الدوليين، فحين كنّا نواجه هذا الخطر منذ أكثر من سنتين كان يقف من يقول أننا اخترعنا هذا الخطر لنبرر وقوفنا إلى جانب النظام، ومنهم من كان يقول أنه أساساً لا يوجد شيء إسمه خطر تكفيري، بل هي الثورة التي تريد تحرير سوريا وما إلى ذلك من خطابات كانت تحور وتدور لتحمّل حزب الله مسؤولية أي خلل تحت عنوان تدخل حزب الله في سوريا.
إن استفاقة العالم بأسره اليوم على أن الخطر التكفيري هو خطر بالفعل كانت لأنه حين وجّه التكفيريون إلى سوريا أراد أن تكون المواجهة في سوريا بين طرفين يلغيان بعضهما البعض، وبالتالي يتخلص من خطرين مرة واحدة، فإذا الوقائع وبسبب تدخلنا في سوريا تتغير ويثبت وبوضوح أنه لا إمكانية لهزيمة المقاومة والقضاء عليها، وعند ذلك انقلب السحر على الساحر، فالمجموعات التكفيرية التي أدخلوها إلى سوريا ثم إلى العراق باتت الوحش الذي انقلب على صانعيه وموجديه وعلى مسهلي حركته، ولذلك وضعوا اليوم جهدهم في مواجهة هذا الخطر، وسمعنا أصواتاً في لبنان استفاقت فجأة على أن هناك خطراً حقيقياً على لبنان، ورأينا أصحاب هذه الأصوات يدعون لبنان للإنضمام إلى التحالف الدولي لمواجهة الخطر التكفيري مع العلم أن هذه الأصوات هي التي كانت تقول بالأمس أن الخطر التكفيري هو دعاية وفيلم مفبرك.
إننا نسأل الذي يدعو لبنان اليوم للإندراج في التحالف الدولي لمواجهة الخطر التكفيري، لماذا كانت تنكر وبصورة مطلقة في المؤتمرات الصحفية التي كنت تعقدها قبل شهر أنه هناك خطر تكفيري يجب مواجهته، ولماذا كنت تأخذ على حزب الله تصديه لهذا الخطر التكفيري، هل القراءة الأميركية للمجموعات التكفيرية التي تغيّرت من كونها فرصة إلى كونها تهديداً غيّرت وجهة نظر البعض في لبنان بشأن المجموعات التكفيرية، أين حرية القرار الذي يصدر عن إرادة حرة، فلو كنت على حق بأن الخطر التكفيري تراه اليوم خطراً لماذا لم تره على هذه السوية منذ سنتين ونحن نتحدث فيهما عن هذا الخطر التكفيري.
إننا منذ سنتين نواجه الخطر التكفيري، ووضعنا حداً له، ولولا تضحيات المجاهدين في القصير وفي كل قرى القلمون والتي ما زالت مستمرة إلى حد الآن على طول الحدود مع سوريا لكان التكفيريون في بيروت وفي غيرها، ولولا القتال الذي قمنا به ولا نزال نخوضه حتى الآن لكان اللبنانيون سيرون التكفيريين بينهم، وإن ما يمنعهم اليوم من الدخول إلى لبنان لا ضمانات ولا مواقف من أحد سوى الزنود التي تمسك بالسلاح وتواجه على مدار الساعة على مدى الحدود اللبنانية مع سوريا، ولذلك كبرت مهمتنا، فكنّا معنيين بمواجهة العدو الصهيوني، وبتنا معنيين أيضاً بمواجهة العدو التكفيري على مدى الحدود اللبنانية مع سوريا، وقد دحرناهم من كل الأماكن التي واجهناهم فيها.
إننا نسأل أين طائرات التحالف الدولي لتحول دون سقوط أُباني المعروفة "بعين عرب" في أيدي المسلحين التكفيرين ودون ارتكاب المجازر، أين هي قدرات التحالف الدولي لتمنع المجزرة الحتمية القادمة ضد الأكراد، لماذا لا يتحرك التحالف الدولي لحماية الأكراد السوريين، وهنا نكتشف أن التحالف الدولي ليس في صدد خوض معركة إلغاء مع المجموعات التكفيرية بقدر ما أنه يتعاطى معها على أنها ذريعة لتحقيق مشاريعه وأهدافه السياسية في المنطقة لا سيما في العراق وفي سوريا، ولذلك لا يمكن أن نطمئن إلى التحالف الدولي الذي يترك الناس متاحة ومشرّعة أمام سكاكين الذبّاحين التكفيريين، فمن دافع عن أربيل لم يكن الطائرات الأميركية، ومسعود برزاني قالها بالحرف أن من مد إليه يد العون كان الإيرانيين أولاً وأخيراً، ولذلك إذا كانوا قد وعوا أن ثمة خطراً تكفيرياً فعليهم أن يعوا أنه لا سبيل لمواجهة هذا الخطر التكفيري إلاّ بالقدرات الذاتية اللبنانية، ونحن اللبنانيين بأيدينا ندافع عن اللبنانيين، ولا يمكن أن نتكل لا على طائرات التحالف الدولي ولا على قوات دولية التي بدورها ليست مستعدة أن تضع جنوداً على الأرض تخشى عليهم من مقتل.
إننا ندعو جميع اللبنانيين لطي صفحة الماضي، ونحن لا نريد أن نجادل بشأن ما تحدثتم به من قبل عن تدخلنا في سوريا أو عن ما إلى ذلك في موضوعات اختلفنا عليها، وتعالوا لنلتقي جميعاً من كل الطوائف والأحزاب ومن كل الإصطفافات السياسية ونتفق أن ثمّة خطراً سلّمنا بوجوده ألا وهو الخطر التكفيري، وأنه لا بد من مواجهته التي لا تقوم إلاّ بالصورة الذاتية، وستجدون حزب الله ليس فقط إلى جانبكم في مواجهة الخطر التكفيري بل ستجدونه أمامكم في مواجهة هذه المخاطر لأن كل منطقة لبنانية هي منطقة عزيزة علينا بجغرافيتها وبأهلها إلى أي طائفة أو مذهب انتموا، ولذلك فإننا ندافع عن كل لبنان لا عن منطقة دون أخرى، ولذلك هي دعوة اللبنانيين إلى تجاوز الخلافات وإلى الإلتقاء، وهذا يحتاج من الفريق الآخر إلى قرار جريء، ويحتاج من الفريق المسيحي في فريق 14 آذار إلى قرار جريء بتجسير الخلافات مع حزب الله والتوصل إلى تفاهم عملاني سياسي من شأنه أن يكون قادراً على تحصين اللبنانيين في مواجهة الخطر التكفيري، ويحتاج هذا الأمر أيضاً إلى قرار جريء من حزب المستقبل بحسم قراره بمواجهة التكفيريين في ساحته، لأن المراوغة مع التكفيريين لن تؤدي إلى نتيجة بل ستنقلب على من يراوغ، وإذا لم تجري المواجهة بحزم فإننا نخشى أن نرى بين ليلة أو ضحاها أن هذه المنطقة أو تلك قد سقطت بين البراثن التكفيرية، ولذلك ندعوهم لأن يحزموا قرارهم ويواجهوا التكفيريين وسنكون كلبنانيين جميعاً معاً في مواجهة هؤلاء.
إننا نؤكد على وجوب تقديم الدعم السياسي للجيش اللبناني وعدم وضع القيود السياسية والميدانية عليه، وأن نعمل بجد من أجل تجهيزه بما يحتاجه من سلاح ومن أعتدة من أي مكان شئنا، ولا يجوز أن يرضخ لبنان للقيود التي تضعها عليه بعض الدول لا سيما الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك ندعو اللبنانيين والحكومة اللبنانية إلى التعامل بجدية ومسؤولية مع العرض الذي قدمه الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديم هبات فعّالة إلى الجيش اللبناني، ونأمل من الحكومة أن تدرس هذا الأمر جيداً وأن تتخذ القرار المستقل بشأنه لأن الجيش اللبناني بحاجة إلى عتاد وسلاح مناسبين في مواجهة المجموعات التكفيرية.
وفي الختام قدّم النائب الموسوي الشهادات التقديرية على الخريجين.