كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر شاشة المنار
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
الحقيقة الليلة أنا لدي أكثر من موضوع: الأوضاع في لبنان، الأوضاع في المنطقة عموماً، الأحداث التي تتسارع، لكن التزاماً بالوقت المتاح قد لا أتمكن من الحديث عن كل العناوين، وبالتالي عدم تناول بعض العناوين ليس له علاقة بأهميتها، هناك الكثير من الموضوعات المهمة، لكن الوقت لن يتسع.
سنرى ضمن الوقت المتاح ما الذي سنستطيع الحديث عنه.
أولاً: الموضوع الأول هو قضية العسكريين المخطوفين من قبل الجماعات المسلحة في جرود عرسال وتداعيات هذه القضية والموقف منها ومسار هذه القضية.
عادة بهذا النوع من القضايا نتحدث عن المشابه لها، كان أعزاز، قضية المخطوفين في أعزاز، نحن نتجنب الحديث العلني واتخاذ مواقف ومناقشة هذا النوع من القضايا، لأنه بالنهاية الطرف الآخر الذي يحتجز ويختطف هؤلاء الأعزاء له طريقته وعقليته وحساباته، نحن عادة نكون حذرين ومحتاطين قليلاً، لذلك لاحظتم بقضية مخطوفي أعزاز نحن لم نكن نتحدث بالعلن، ما نستطيع أن نساعد وما نستطيع أن نفعل، وحزب الله لعب أدواراً مهمة بقيت طي الكتمان، لأن المهم كان أن يُطلق سراح الرهائن والمخطوفين والمحتجزين.
ليس مهماً بالإعلام، نحن بما نتحدث وما الحل الذي نقدمه.
اليوم نفس الأمر، هذه قضية على درجة بالغة من الأهمية والحساسية، مع ذلك نحن تقريباً، قارب الموضوع على الشهرين، كنا دائما نفضّل أن نناقش الأمور في مجلس الوزراء مع المعنيين، مع المسؤولين، بعيداً عن وسائل الإعلام، لكن أنا اليوم مضطر أن أتحدث.
أولا لخطورة هذه القضية ـ كما قلت ـ وحساسيتها، إن لجهة نفس العسكريين المختطفين والمحتجزين أو لجهة عوائل العسكريين الذين يتعرضون لضغوط نفسية وعاطفية ومعنوية وسياسية كبيرة أو لجهة المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية الرسمية. بالنهاية هؤلاء هم عسكر وجنود في هذه المؤسسات وبالتالي كرامة ومستقبل ومتانة هذه المؤسسات أيضاً على المحك، وبقية العسكريين كلهم ينظرون لهذا النموذج ولهذا المثل الذي يواجهونه الآن.
من هذه الجهة ومن جهة أخرى وللأسف الشديد بسبب التشويه والتزوير الذي يمارس اليوم سياسياً وإعلامياً حول هذه القضية.
في البداية يجب أن نتوجه بمشاعر وبأحر آيات العزاء والمواساة إلى عوائل الشهداء العسكريين المظلومين الذين قتلهم الإرهابيون الخاطفون، الشهيد علي أحمد السيد، الشهيد عباس علي مدلج، والشهيد محمد معروف حمية، ونقدّر عالياً مواقف آباء وعوائل هؤلاء الشهداء، المواقف الوطنية والأخلاقية والإنسانية التي نتمنى على العديد من الجهات السياسية والشخصيات والجهات العامة الموجودة في البلد أن ترقى إلى مستوى آباء وعوائل هؤلاء الشهداء، كما نتوجه بآيات المواساة والعزاء، إلى جميع عائلات شهداء الجيش اللبناني الوطني في هذه الأحداث الأخيرة في عرسال، وآخرهم الشهيد علي أحمد حمادة والشهيد محمد عاصم ضاهر، وكذلك الشهيد الذي قتل اليوم مظلوماً في طرابلس الجندي الشهيد محمد خالد حسين. كما نقف بكل صدق إلى جانب العائلات، عائلات العسكريين المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة وفي دائرة التهديد.
نعيش ونفهم هذه المشاعر الخاصة، ونحن أعلم الناس بمشاعر وعواطف أهالي الأسرى والمفقودين والشهداء من خلال تجربتنا المقاومة الطويلة، لا نحتاج هذا الموضوع لنفهمه، لا نحتاج لوقت، هذه معاناة نحن جزء منها منذ عشرات السنين ونحيي أيضاً تضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية لاسيما الجيش لصموده وبسالته قيادةً وضباطاً وجنوداً.
بعد هذه التحية، اسمحوا لي بالدخول إلى الموضوع.
كل اللبنانيين يعرفون أنه منذ ما يقارب شهرين قامت الجماعات الإرهابية المسلحة المتواجدة في داخل بلدة عرسال وفي جرود عرسال بالإعتداء على نقاط ومراكز الجيش اللبناني في عرسال ومحيطها وكذلك مراكز قوى الأمن الداخلي والأجهزة الامنية بحجة توقيف حاجز الجيش للمدعو فلان ـ عماد جمعة ـ ممّا أدى لهذا العدوان الواسع الذي ما كان أبن ساعته على الإطلاق، لأنه كل من يعرف بالعمل العسكري يعرفون انه غير ممكن بساعات قليلة من حدث طارئ أو مصادف مثل توقيف هذا الشخص أن يحصل هجوم واسع وشامل بهذا الشكل على كل النقاط وكل الحواجز على كل المراكز في منطقة واسعة مما أدى إلى جرح واستشهاد العديد من الضباط والجنود وأسر وفقد العشرات منهم وتدمير آليات ومراكز.
وتصدى الجيش بقوة للجماعات المسلحة وعمل على استعادة مراكزه ونقاطه. نتيجة المواجهة، هنا النقطة التي نصل إليها، أن هناك عدداً كبيراً من العسكريين، جيش وقوى أمن ومؤسسات أمنية، بقوا رهائن لدى هذه الجماعات، لماذا، كيف، هذا بحث آخر.
بالنهاية، صار هناك قضية من هذا النوع أمام اللبنانيين جميعاً وأصبح لبنان أمام قضية كاملة اسمها العسكريون المخطوفون في جرود عرسال من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة. هذه القضية بحد ذاتها هي قضية إنسانية وطنية وأخلاقية وهي لا تخص لا منطقة ولا جهة ولا حزباً ولا طائفة ولا مذهباً، وإنما هي قضية اللبنانيين جميعاً، وتعني كل لبنان دولة وشعباً وجيشاً ومؤسسات، تعني جميع اللبنانيين ولا تختص أيضاً بعائلاتهم ولا تخص أيضاً بالمؤسسة العسكرية أو الأمنية.
من البداية كان الواجب أن تتعامل القوى السياسية كلها والناس والإعلام والنخب وخصوصاً القوى السياسية سواء الموجودة داخل الحكومة أو الموجودة خارج الحكومة مع هذه القضية بمستواها، بمستوى القضية الوطنية الأخلاقية الإنسانية.
كان يجب وما زال يجب أن يكون هدف الجميع استعادة العسكريين المختطفين إلى أهلهم بأسرع وقت ممكن، هذا من اللحظة الأولى كان يجب أن يكون هدفاً وما زال هدفاً وسيبقى هدفاً إلى أن يُنجز، والعمل بكل الوسائل وتقديم المساعدة الممكنة لتحقيق هذا الهدف من الكل الذي كان يجب وما زال يجب أن يتعانوا لإنهاء هذه القضية.
للأسف الشديد، حوّل البعض هذه القضية الوطنية إلى مادة للسجال وتوجيه للاتهامات الكاذبة وتصفية الحسابات السياسية وإثارة النعرات الطائفية والتحريض المذهبي اليومي، بل وقلب الحقائق والتزوير والكذب، بل أكثر من ذلك ذهب البعض إلى رفع مطالب هي أعلى سقفا من مطالب الإرهابيين الخاطفين أنفسهم. هناك ناس في لبنان ليس فقط تبنوا مطالب الخاطفين بالعكس هم رفعوا السقف أكثر من ما تتطلع أو كانت تتطلع إليه هذه الجماعات المسلحة، وبدل أن توجه الإدانة واللوم إلى الذين اعتدوا على الجيش والقوى الأمنية وقتلوا وجرحوا ودمروا وخطفوا وذبحوا وسرقوا وجهت الإدانات باتجاهات أخرى في الداخل اللبناني وتصدى البعض لتبرير ما فعله الإرهابيون والدفاع عنهم. على كل حال أنا اليوم سأحاول ان أعيد الأمور إلى نصابها ما أمكن، فيما يعنينا فيما يعنينا نحن ولن أفتح ملفات أداء وسلوك هؤلاء، لأن وضع البلد لا يتحمل.
لدينا كلام كثير قادرون على الحديث به، ونحتاج أن نحكيه، لكن أنا لا أود أن أعمل ما أنتقدهم عليه. أنا أقول إن هذه القضية يجب أن تكون خارج السجال، خارج الاتهامات المتبادلة، خارج الصراع، خارج تصفية الحسابات، أنا لا أود الدخول إليها.
مع العلم أن ما جرى خلال الأسابيع منذ بداية هذه القصة لليوم مؤلم ومحزن جداً ويدل على مستوى التعاطي مع قضية من هذا النوع، قضية تعني اللبنانيين جميعاً. ربما قضية أعزاز لم تكن تعني اللبنانيين جميعاً، ربما بالنسبة للبعض، لكن مفترض أن هذه القضية تعني اللبنانيين جميعاً، لذلك أنا لن أدخل لأني لا أريد أن أفتح سجالاً، وأيضاً إذا أردت فتح هذه الملفات من يومها لليوم هذا لا يخدم قضية العسكريين المخطوفين.
أولاً، من البداية، الكل تعاطينا وما زلنا نتعاطى ويجب أن نتعاطى ـ وهذا هو الصحيح ـ أن هذه القضية بالدرجة الاولى مسؤولية الحكومة اللبنانية، السلطة السياسية في لبنان بالدرجة الأولى، وعلى الجميع أن يدعم ويتعاون ويساند الحكومة اللبنانية في معالجة هذه القضية.
ثانياً: في مبدأ التفاوض من الطبيعي في قضايا من هذا النوع رهائن وأسرى ومخطوفين أن الجهة المعنية تقوم بالتفاوض. هذا طبيعي جداً في كل العالم، هذا موجود ونحن كنا نقوم به، نحن قمنا به وفاوضنا بشكل غير مباشر في مناسبات عديدة لاستعادة أسرى، لاستعادة أجساد شهداء، هذا عملناه وكل يوم نقوم به وعملناه في سوريا وكل يوم نعمله، والآن لدينا مفقودون ولدينا شهداء منذ مدة، منذ أشهر، وما يقال في الإعلام أننا كنا نفاوض، هذا صحيح، وأي فرصة تفتح أمامنا للتفاوض، صحيح، هذا هو الطبيعي، هذا هو المنطق، لذلك نحن لم نرفض على الإطلاق، ولا لحظة، مبدأ التفاوض. وأنا أحب هنا وأتمنى أن تكون عائلات العسكريين المحتجزين يسمعونني، أنه كل واحد يأتي ويقول لكم من النواب أو السياسيين أو كتبة المقالات أو.. أو.. ان حزب الله ـ باعتبار وضعنا في الواجهة وتوجه إلينا الرسائل ـ يرفض مبدأ التفاوض، هذا يكذب عليكم لأهداف سياسية وليس لأنه حريص على أولادكم أن يرجعوا، أبداً، نحن لم نرفض مبدأ التفاوض على الإطلاق، ومن حق السلطة السياسية (التفاوض). نحن المسؤولون تكلموا معنا وسألونا وتباحثنا معهم أن هذا امر طبيعي وخيار طبيعي أن السلطة السياسية تفاوض إرهابيين، منظمات إرهابية، تيارات تكفيرية لا فرق في هذا الموضوع. مع اسرائيل، في موضوع الأسرى، كان يحصل تفاوض غير مباشر، لأنها قضية انسانية لا يتم التوقف عندها بملاحظات سياسية من هذا النوع
وبالنهاية السلطة في لبنان هي من يقرر إذا كانت تفاوضاً مباشراً أو بشكل غير مباشر، وهي تحدد الوسيط الذي تريد اعتماده لكن مبدأ التفاوض لم يكن فيه نقاش.
ثالثاً: نحن نطالب من أول يوم أن التفاوض يجب أن يكون من موقع قوة.
ألا تقولون إن لبنان يجب أن يفاوض مثل باقي الدول التي يكون لديها رهائن أو اسرى وتفاوض حتى تستعيدهم، حسناً، لا أحد يستجدي ويتوسل لا أحد يقدّم نفسه للخاطفين أنه لا حول له ولا قوة بالدنيا، لا يوجد شيء هكذا، مثلما يحاول البعض فرضه على الحكومة اللبنانية وعلى لبنان، بالعالم. من يريد أن يفاوض يفتش ماذا لديه من أوراق قوة وعناصر قوة يضعها على الطاولة ويتخذ قراراً مسبقاً أنه قد يلجأ إليها ويُفهم الخاطفين أنه قد يلجأ إليها، ثم يذهب للتفاوض، وهذا ما طالبنا به. هذه أوراق القوة موجودة، تحدث عنها الرئيس سلام قبل مدة والحكومة اللبنانية تعرف أوراق القوة الموجودة لديها. وليس صحيحاً أن أتحدث عن هذا أمام الإعلام عن هذا الموضوع، وليس صحيحاً أن يتناول الإعلام هذا الموضوع، أوراق القوة هذه يجب أن يبلغ بها الوسيط ويجب أن يبلغ بها الخاطف حتى تكون مفيدة في التفاوض وحتى تفتح الأبواب الأخرى التي أعود إليها لاحقاً.
حسناً، هذا فيه شيء خطأ؟ أنا اسأل عائلات الأسرى والناس والشعب اللبناني، أن جهة سياسية تطلب من الحكومة أن تفاوض من موقع القوة وليس من موقع التوسل، وليس من موقع الاستجداء، لا تقدّموا جيش لبنان وحكومة لبنان وشعب لبنان ضعيفاً وهزيلاً أمام مجموعات صغيرة مسلحة كل ما تقدر عليه هو أن تضع السكين على رقبة الجنود وبالتالي تهدد لبنان وجيش لبنان وشعب لبنان وعائلات العسكريين بهذا الشكل الوحشي.
إذا أردنا عودتهم على قيد الحياة يجب أن نفاوض بقوة كدولة، هذا ما نطالب فيه، هل هناك شيء خطأ؟
أنا اقول لكم التفاوض من موقع الضعف ومن موقع الاستجداء سيؤدي إلى كارثة على العسكريين، إذا كان هناك أمل ـ وإن شاء الله يوجد أمل كبير ـ أن يعود هؤلاء العسكريون إلى عائلاتهم وإلى مؤسساتهم فهو من خلال الموقف القوي والعزيز والكريم والمسؤول .
رابعاً: أي جهة تفاوض أو سلطة تفاوض، أنا اتكلم، نحن حزب الله لدينا تجربة مهمة في هذا الموضوع، فلا أحد من الطرفين يعلن في العلن ويلزم نفسه أنه ماذا يقبل وماذا لا يقبل. لا يوجد كهذا شيء في العالم. نعم، بالعلن يعلّي الأسقف، هذا يطالب بأسقف عالية، هذا يبدأ من الصفر، لاحقا يصلون إلى مكان مشترك، كل مفاوضات تبادل أسرى ومخطوفين ورهائن في العالم تُجرى بهذه الطريقة، إلا بهذه القضية. لماذا؟ لأنها دخلت على المزايدات السياسية، وصارت كل جهة سياسية أو كل شخصية أو لا أعرف من يطلع ويقول هذا ما نقبل وهذا ما لا نقبل، يا أخي تقبل أو لا تقبل، قل ذلك لحكومتك، للسلطة أو الجهة المخوّلة بالتفاوض، التي تفاوض، التي تتحمل مسؤولية معالجة هذه القضية. ولكن عندما تدخل المزايدات الإعلامية "بصير واحد يعلّي السقف وواحد ينزل السقف"، فتضيع الحكومة، تضيع العائلات، يشعر الخاطفون أنهم يلعبون بالبلد، وهم لعبوا بالبلد، ودعونا نكن صريحين: لبنان يعيش إذلالاً حقيقياً منذ أسابيع بسبب هذا الأداء السياسي للعديد من القوى السياسية. لا أحد يأتي ويقول في الإعلام أنا أقبل أو لا أقبل. الجهة المعنية، الحكومة، الجهة المفوضة هي التي يكون عندها الأسقف وهي التي تتصرف وتبلغ الرسائل "وترفع الدوز وتخفض الدوز" حتى اذا صار إعلان يكون ضمن خطة تفاوض وليس ضمن خطة المزايدات الموجودة في البلد. إذا كانت هذه المزايدات ستبقى بهذه الطريقة فلا أعتقد أن هناك جهة قادرة على أن تفاوض بجدية وأن تصل إلى نتيجة في هذا الأمر.
نحن بالنسبة لنا كل ما قيل وقاله لكم سياسيون هو غير صحيح، كذب، نحن لم نقل إن باب التفاوض مقفل ولا قلنا إن باب مناقشة المطالب "مسكّر"، نحن تحدثنا مع المسؤولين في مجلس الوزراء، مع رئيس الحكومة والمعنيين الذين تواصلنا معهم، أنه كجهة لنا وزراء في الحكومة، موقفنا هو التالي ـ أنا مضطر أن أعلنه نتيجة ما يحصل ـ موقفنا هو التالي: إن الجهة المفاوضة ـ أذا كان التفاوض مباشراً أو من خلال وسطاء ـ تأتي بمطالب الخاطفين، تُدرس مطالب الخاطفين، لا أحد يستطيع القول أنا لا أريد أن أدرس وأن أسمع وأن أناقش، عندما نقول تفاوض هذا من لوازم التفاوض "بدّك تسمع وتناقش وترى".
هذه المطالب التي تقدم من خلال قنوات التفاوض وبالجدل وبالنقاش و"بالأخذ وبالعطى" هناك شيء يمكن أن يكون مقبولاً ومعقولاً، وهناك شيء قد لا يكون معقولاً وغير مقبول، بالنهاية تُعرض هذه الأمور على النقاش وهناك آليات لاتخاذ القرار. لكن لا أحد يأتي ويقول نحن لا نريد النقاش أو أن نسمع و"لا بدّنا ناخذ ولا بدنا نعطي" هذا موقفنا من أول لحظة ومن يقول غير ذلك مخادع وكذاب ومنافق. "اسمحولي شوي" لأن هناك توحشاً سياسياً بهذا الموضوع. على كل والآن أنا أقول إنه نعم طبعاً الحكومة، نتيجة القتل، أعلنت وقف التفاوض لأنها لا تريد أن توقف التفاوض على طول الخط لأنها تريد أن تضمن توقف القتل ومن حق الحكومة اللبنانية ومن حق رئيس الحكومة أن يقول أنا لا افاوض تحت القتل والذبح. لا أحد يفاوض بهذه الطريقة.
بكل الأحوال، إذا كان هذا الأمر أصبح هناك ضمانات حوله وعادت الحكومة إلى التفاوض من المنطقي جداً أن يكون هناك تفاوض، ومن الطبيعي جداً الاستعانة بأصدقاء وأحياناً بخصوم، لا مشكلة في هذا الموضوع، والاستماع إلى المطالب ومناقشة المطالب والتفاوض، لكن الخضوع و"انه معكم 24 ساعة وإلا نذبح" كما فعلوا، لا أعتقد أنه يوجد دولة أو حكومة وهناك شعب وجيش وهناك مؤسسات في أي مكان في الدنيا يقبل أن تستمر الأمور بهذه الطريقة، وهذا من أجل سلامة العسكريين، وليس على حساب سلامتهم، من أجل سلامتهم، هذا لما نهددهم بالذبح يركعون يستجدون ويتوسلون "يصبح بعد 24 ساعة بيذبح" ويكرر الأمر. هل نريد الوصول إلى هنا؟ هل هذه رغبة العائلات أن نصل إلى هنا مثلاً؟
النقطة الاخيرة في هذا المسار، مسار معالجة القضية، في كل العالم، طالما تقولون نريد التعاطي مثل باقي الدول والحكومات، بكل العالم لا أحد يأتي ويتعاطى مع قضية من هذا النوع بمسار واحد أو بخيار واحد، يأتي ويضع خيارات على الطاولة، يعمل سيناريوهات، إذا هذا لم ينجح فهذا وهكذا يضع خيارات وسيناريوهات لست معنيا بمناقشتها من خلال الإعلام. ولكن لا يركن لسيناريو واحد ويقول نحن لسنا قادرين على فعل شيء، لا يوجد هكذا أمر في الدنيا. ولكن لا يركن لسيناريو واحد ويقول نحن لسنا قادرين على فعل شيء، لا يوجد هكذا أمر في الدنيا، "بضل يشتغلوا ويفتشوا" هل لدى لبنان خيارات أخرى، هل يمكن أن تكون سيناريوهات أخرى، نعم بكل وضوح وبساطة نعم، ولكن هذا لا يناقش أيضاً في وسائل الإعلام، يعني نحن نتيجة المزايدات في البلد يجب أن نذهب ونقول للخاطفين، للإرهابيين نحن ماذا نريد أن نعمل وماذا نقبل نعمل، وماذا يجب أن نفعل هذا لا يصح بأي إدارة في الدنيا، هذا لا يصح...
أمام هذا العنوان، وأعود لاحقاً إلى معالجة ردات الفعل بكلمتين، أنا أدعو اليوم إلى أن نقوم بما كان يجب أن نقوم به منذ اسابيع، نتمنى من أجل العسكريين الأعزاء المخطوفين، من أجل مشاعر وكرامات عائلاتهم، من أجل الجيش والمؤسسات الأمنية، من أجل البلد، من أجل هذا الشعب أن نضع هذه القضية خارج المزايدات وخارج تصفية الحسابات وخارج تسجيل النقاط على بعضنا، ومن السبب، ومن أخطأ، دعوا هذا جانباً. وإذا كنا نريد أن نفتح ملفات من هذا النوع نفتح لكم جرود عرسال، ومنذ متى هذه الجرود محتلة من قبلهم، من قبل ذهابنا إلى القصير ومن قبل ذهابنا إلى القلمون ومن قبل ذهابنا إلى سورية، وما هو موقع هذه المنطقة الجغرافية وما هو دورها ومن هو خلفها ومن هو معها، وبحث يطول. دعوا هذا جانبا، ودعونا نضع المزايدات جانبا، فلنأتِ ونقول: نحن كلبنانيين جميعاً، هؤلاء الشباب هم إخوتنا وأولادنا وآباؤنا وأحباؤنا وأعزاؤنا، إلى أي عائلة، إلى أي منطقة، إلى أي جهة انتموا، هؤلاء أبناء المؤسسة الوطنية وأبناء الدولة، لنتضافر جميعاً ونتعاون ونسلم أنه يوجد جهة معنية، أي نقاش لدينا نذهب ونناقش معها، أن لا نزايد على بعض وأن لا نحرّض مذهبياً وطائفياً، ولا أحد يربح بهذا الموضوع، إذا كان من أحد يظن أنه من خلال ما يقوم به، أنا أتكلم فقط من باب الحرص على العائلات والعسكريين، وإلا إذا كان من أحد يتصور أنه من خلال هذا التشويه والتزوير والخداع والتضليل والدجل الذي مارسه خلال هذه الاسابيع تجاه حزب الله أنه حقق مكاسب سياسية وإعلامية، لم يحقق شيئاً. ولكن أحببت أن أتكلم، ليس دفاعاً عن حزب الله، أنا أحببت أن أتكلم لكي نقول: دعونا نوقف هذا الجو، لكي نعمل بشكل صحيح، كلنا نعمل بشكل صحيح لخدمة هذا الهدف ولخدمة هذه القصية، ونتضامن وندعم هذه الحكومة في مفاوضاتها وفي مناقشتها للمطالب، فيما يمكن أن يُفتح من آفاق، وأيضاً في وضع سيناريوهات جاهزة لمواجهة أي أحداث أو تطورات غير محسوبة.
حسنا، يوجد شيء له علاقة بتتمة هذا البحث، له علاقة بردات الفعل، طبعا، نحن سابقاً تكلمنا بهذه الموضوعات، أنا لا أتكلم عن شيء جديد، ولا أوجه نداء جديداً. بعد حادثة التفجير في الرويس التي أدت الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وليس قتل جندي أو جنديين، الموضوع ليس (موضوع) عدد، ولكن كلهم أهلنا وكلهم رجالنا ونساؤنا وأطفالنا، يومها نحن خاطبنا كل اللبنانيين، أن لا يُمس أي لاجئ سوري، أي نازح سوري، أن لا تزر وازرة وزر أخرى، أن لا يحمّل أحد مسؤولية جرائم الإرهابيين والتكفيريين، وبعد التفجير الثاني والثالث قلنا ذلك والرابع وبعد الهرمل قلنا أيضاً، إذاً هذا ليس بجديد، اليوم أريد أن أؤكد هذا الموضوع أنه لا يجوز المس بأي بريء، بالنازحين السوريين وغيرهم، لا يجوز أن يحمل أحد مسؤولية جرائم هؤلاء المجرمين، هذا ليس بحاجة إلى تأكيد، هذا غير جائز بكل المعايير، الإنسانية والأخلاقية والدينية والشرعية والقانونية إلخ...
أنا أتمنى في هذا الموضوع أيضاً أن يعتني الجميع به، لأنه كان من جملة أهداف ذبح الجنود وقتل الجنود هو قيام ردات فعل شعبية ضد النازحين السوريين لتوظيفها سياسياً وفي التحريض الطائفي والمذهبي، هذا يجب أن يُقطع الطريق عليه. طبعا هنا بين هلالين، مع أنه بعد أحداث الذبح والقتل التي حصلت، حزب الله وحركة أمل بالتعاون مع الأجهزة ومع العلماء ومع الفعاليات الاجتماعية والعشائرية بذلوا جهوداً مضنية لحماية النازحين وإبعاد الأخطار عنهم، ومع ذلك هذا الذي كنت أتكلم عنه قبل قليل كان يحّمل حزب الله المسؤولية. حزب الله يحمي النازحين ويدافع عنهم ويهدئ الناس، ثم يأتي من يزايد عليك ويوجه لك اتهامات بهذا الموضوع.
الشيء الآخر بردات الفعل، طبعاً هنا إذا كان يوجد أي شبهة أمنية حول أي شخص، وهذا لا يخص النازحين أو اللاجئين السوريين، تفضلوا سلموا المعلومات إلى الأجهزة الأمنية، وهي تداهم أي مكان يوجد فيه مخاطر أمنية وشبهات أمنية، هنا المؤسسات الأمنية تتحمل مسؤولياتها كاملة.
الشيء الآخر بموضوع ردات الفعل، مسألة الخطف المضاد. طبعاً، يوجد خطف أحياناً يحدث على الخط مثلما حصل منذ مدة وليس له علاقة لا بالعسكريين المخطوفين ولا هي ردة فعل على خطف العسكريين المخطوفين، شيء له علاقة بالفدية والسرقة واللصوصية، هؤلاء مجرمون، هؤلاء قطاع طرق ومفسدون في الأرض، بكل صراحة هؤلاء من يقوم بهذا الشيء.
حسنا، يوجد خطف آخر غير جائز، ولا يوجد ما هو جائز وما هو غير جائز، لكن أحيانا قد ينطلق من ردة فعل كما تفعل بعض العائلات.
أنا إضافة لأني أريد أن أقول هذا غير جائز لا شرعا ولا قانونا ولا ولا ولا.. أيضا هو يا أهلنا غير مُجدٍ، يعني مع من تتعاطون أنتم؟ في بعض الاحيان يكون هناك جهة إذا قمت أنت بالأسر أو بالخطف أو ما شاكل، تشكل عامل ضغط عليها، وفي أحيان أخرى يوجد جهة أخرى غير مهتمة لا على الناس ولا على أهل عرسال ولا على عائلة فلان أو عائلة فلان، ولا على سنّة وشيعة ومسلمين ومسيحيين ودروز، وليسوا مهتمين بأي احد، وهم أنفسهم يقتلون بعضهم البعض ويذبحون بعضهم البعض، وينهبون بعض ويسبون نساء بعض، يعني هؤلاء يسألون عما تفعل ؟ يعني أن تأتي أنت تريد أن تخطف "فلان أو علتان" تريد أن تضغط على الجماعات المسلحة هذه؟ هذا لا يجدي نفعا، ونحن في هذا الموضوع لدينا تجربة طويلة في سورية، وقت موضوع مخطوفي أعزاز، لا أريد أن أفصّل أكثر، هذا الموضوع يظل طي الكتمان، لذلك الخطف المضاد الغير جائز شرعاً وقانوناً وأيضاً غير المجدي، لا يوصل إلى أي مكان، بل الأسوء من ذلك، وهذا الأمر ينطبق على التعرض للنازحين السوريين وأيضاً ينطبق على موضوع الخطف المضاد، انه هذا ماذا يفعل؟ هذا يحقق أهداف المسلحين، هذه الجماعات المسلحة كل خطابها من أوله إلى آخره هو خطاب طائفي مذهبي تحريضي تكفيري، هم يريدون حرباً طائفية في لبنان، وفتنة مذهبية في لبنان، ويريدون أن تقاتل الناس بعضها البعض في لبنان، وهم يريدون أن ينقلوا المعركة إلى لبنان، هم وليس نحن، بين هلالين هناك من يقول إن حزب الله يدفع بالجيش إلى معركة عرسال، أبداً، هم من اعتدى على الجيش، الجيش كان في ثكناته وفي نقاطه ومراكزه. لمعلوماتكم الطرقات مفتوحة والجرود مفتوحة والتموين "طالع نازل" والدواء "طالع نازل" وجرحى مقاتلي المسلحين يأتون إلى المستشفيات في عرسال ويتم نقلهم إلى مستشفيات في الداخل اللبناني، والتمويل موجود ونقل السلاح على عرسال موجود والتسهيلات موجودة ولا يوجد من يحكي مع أحد ولا من يحاسب أحداً، أتريدون أن نعيد التذكير بهذه المسائل، فهؤلاء هم يريدون أن ينقلوا المعركة إلى لبنان، ونحن منذ اليوم الأول، وأعيد وأؤكد اليوم لعوائل العسكريين واللبنانيين جميعاً، نحن ما نصرّح به في مجلس الوزراء نقوله في الإعلام، وما نتكلم به مع كل المسؤولين نتكلم عنه في الإعلام، نحن ليس لدينا لغتان وخطابان ووجهان ولسانان. أنا مع، أقول بأنني مع، أنا أقول بأنني ضد يعني أنني ضد. نحن منذ اليوم الأول عندما ذهبنا إلى القصير أنا أعلنت، وهناك من عاتبني من رؤساء ومسؤولين، "إنه يا أخي" اذهب إلى القصير من دون أن تعلن، لا، نعلن وكيف لا نعلن؟ ويومها قلت أنا إنه من يريد أن يقاتل تفضلوا هذه سورية يوجد فيها ساحة قتال فلنتقاتل هناك ولكن لنجنّب لبنان، ولكن كان هناك من أشكل على هذا المنطق، كلا، هذا منطق محسوب ومدروس لأننا نحن لا نريد مشكلاً في لبنان ولا نريد قتالاً في لبنان، ولا نريد للحرب أن تنتقل إلى لبنان، من يريد أن ينقلها هم هذه الجماعات المسلحة، والتي تسعى إلى نقل الحرب في الليل وفي النهار، وليس نحن أبداً، ولذلك نحن لم نفتح يوماً ملف عرسال، لا موضوع مسلحين ولا تسهيلات المسلحين ولا موقع عرسال بالنسبة إلى ما يجري في الجوار، نعم عندما بدأت تأتي السيارات المفخخة من عرسال طلبنا من الجيش والمؤسسات الأمنية أن تقوم بإجراءات، فقط امنعوا السيارات المفخخة من أن تأتي من فوق، فقط لا غير، ولم نحرض في يوم من الأيام، لا نريد معركة من هذا النوع، نحن نتمنى أن لا تحصل أي معركة داخل الأراضي اللبنانية، ونحن نصبر على الكثير من أجل هذا الالتزام، لذلك هؤلاء الجماعة عندما يحصل خطف مضاد أو يحصل اعتداء على النازحين أو يحصل مشاكل من هذا النوع هذا يحقق أهداف الإرهابيين وأهداف القتلة، لأنهم هم يريدون الفتنة ونقل القتال إلى لبنان، وليس من مصلحة اللبنانيين أن ينقل هذا القتال إلى لبنان.
بالعموم، المطلوب ضبط المشاعر والعواطف وردات الفعل وعدم المس بالأبرياء والحفاظ على النسيج والاجتماعي والوطني، وبعد ذلك كل شخص مسؤول وشريك ويتحمل مسؤولية فيما تعرض له هؤلاء العسكريون يوجد جهات ويوجد دولة ومسؤولون وقضاء، هم معنيون أن يحاسبوا ونحن معنيون أن نكون خلف الدولة وأن نساندها وندعمها على هذا الصعيد.
هذا الملف الأول الذي أحببت أنا أن أتحدث به، ولكن بسرعة لكي أستفيد من الوقت المتاح، الذي أريد أن أختم به وأقل، لبنان حقيقة أمام تحدٍّ حقيقي، حسناً، دعونا نرى كيف ستتصرف هذه الدولة وهذه الحكومة وهذه القوة السياسية، وهذا ما ندعو إليه اليوم، وفيما بعد إن شاء الله بعد أن ينتهي هذا الملف ويعود العسكريون سالمين غانمين لكل حادث حديث، أن نتكلم أو لا نتكلم، هذا كله له علاقة بالأجواء والتطورات، لأنه نحن عندما نكون في موقع المسؤولية لا نتصرف على قاعدة "فشّة الخلق"، أنا لا أتكلم لكي "نفش خلقنا"، أنا أتكلم لكي نصوّب الأمور ونقول إذا أكملنا نحن هكذا، فهذا خاطئ وخطر على هذه القضية الإنسانية الوطنية الأخلاقية.
العنوان الثاني له علاقة بتطورات المنطقة، والموقف من التحالف الدولي الذي سمي بالتحالف الدولي لمواجهة "داعش".
بالتأكيد نحن معنيون بأن نحدد موقفنا منه، موقفنا كجهة، موقفنا كمقاومة، موقفنا من خلال وزرائنا في الحكومة اللبنانية، وأيضاً لإزالة التشويش والتزوير الذي لحق هذا الموقف، في حال هناك اناس غير قادرين على أن يفهموا وغير قادرين أن يعرفوا فهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا، مع ذلك نحن نبيّن ونشرح موقفنا لانه ايضاً هذه لحظة تاريخية وحساسة ومفصلية.
أولاً: الجميع يعرف أن حزب الله ضد داعش، وأنا منذ حوالي شهرين تكلمت مطولاً في هذا الملف وأطلت عليكم حينها، ونحن ضد هذه الاتجاهات التكفيرية التقتيلية، ونحن أيضاً نقاتلها ونحن نقدم تضحيات في هذا القتال، لذلك يجب أن نضع أول شيء جانباً أن يأتي البعض ويعتبر أن موقفنا من التحالف الدولي بأنه دفاع عن داعش وأنه لحماية داعش أو ما شاكل، لأن ذلك تبسيط أو تضليل، يعني إما جهل (تبسيط) وإما تضليل. كلا، الموضوع ليس هكذا، بالنسبة لنا موضوع داعش ـ وأنا تكلمت عنه مطولاً ـ هذه الجماعات التي تقتل وتذبح لمجرد الاختلاف الفكري أو الاختلاف السياسي أو الاختلاف التنظيمي وشرحنا هذا الموضوع طويلاً في مناسبات سابقة، هؤلاء يشكلون تهديداً لكل شعوب وحكومات وطوائف ـ ليس الأقليات فحسب ـ بل لكل سكان وشعوب هذه المنطقة. فلذلك نحن موقفنا من هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية موقف حاسم وواضح ونهائي، وموقفنا واضح من قتالها ووجوب التصدي لها، ودفع خطرها عن شعوب المنطقة وعن المنطقة.
لكن في موضوع التدخل العسكري الأمريكي او تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، هذا موضوع آخر، هذا موضوع يجب أن يُناقش من عدة زوايا.
أولاً: نحن لدينا موقف مبدئي ليس له علاقة، سواء اميركا جاءت لتهاجم داعش او جاءت لتهاجم طالبان أو جاءت لتهاجم النظام العراقي السابق، أو جاءت لتهاجم أي مكان آخر، نحن بالمبدأ لسنا مثل غيرنا الذي يقول إنه مع التدخل الأميركي ويطالب التدخل الأميركي مثلاً إسقاط النظام "الفلاني"، لكن إذا كان التدخل الأميركي هو فقط لضرب داعش فهو ضده، أو لضرب جماعته فهو ضده، كلا، نحن ضد التدخل العسكري الأميركي وضد التحالف الدولي في سوريا، سواء كان المستهدف هو النظام مثل ما كان سيحصل قبل عام ونيف، أو المستهدف هو داعش وغير داعش. الاصل يوجد مبدأ هنا اسمه التدخل العسكري الاميركي، سواءً تحت غطاء تحالف دولي أو تحت غطاء "نيتو" أو تحت غطاء قوات متعددة الجنسيات.
نحن لدينا موقف مبدئي مبني على قواعد وأصول ومبانٍ لا يتغير من ساحة إلى ساحة أخرى، نتيجة التزامنا بهذا الموقف المبدئي في حوادث سابقة وحالات سابقة تم الإساءة إلينا من قبل البعض لأنه كان لدينا هذا الالتزام المبدئي والموقف المبدئي، لذلك نحن أولاً بسبب هذا الموقف المبدئي نحن لا نوافق ـ وهذا تكلمنا عنه في مجلس الوزراء من قبل وزرائنا وأصدقاء آخرين ـ أي عندما نأتي لنصوّت في مجلس الوزراء ـ نحن كحزب نقول نحن لا نقبل بأن يكون لبنان جزءاً من تحالف.
أما إذا ذهب لبنان ليشارك في المؤتمرات واللقاءات فهذا بحث اخر، هذا شأن يعني الحكومة، يعني رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، لكن الالتزامات تناقش في مجلس الوزراء.
نحن نقول أولاً لدينا موقف مبدئي. لماذا هذا الموقف المبدئي؟
إذا نحن أخذنا التطورات بعين الاعتبار:
أولاً: لأن أميركا بنظرنا أم الإرهاب، والذي يريد أن يناقش فليتقضل ويناقش، هي (أميركا) أصل الإرهاب في هذا العالم، إذا وجد الإرهاب في هذا العالم فابحثوا عن الإدارة الأميركية، طبعاً نحن لا نتكلم عن الشعب الأميركي.
ثانياً: لأن اميركا هي الداعم المطلق لدولة الإرهاب الصهيونية، أصل الإرهاب في منطقتنا سببه وجود (دولة إسرائيل) التي تحظى بدعم مطلق أميركي، عسكري وأمني وسياسي واقتصادي ومالي وقانوني، وحتى "فيتو"، حتى الإدانة ممنوعة في مجلس الأمن في حال كان الموضوع يتعلق بإسرائيل.
ثالثاً: أميركا صنعت أو شاركت في صنع هذه التيارات الإرهابية التكفيرية، وهذه الجماعات الإرهابية.
رابعاً: أميركا ليست في موقع أخلاقي يؤهلها قيادة تحالف للحرب على الإرهاب، أصلاً لم تكن في يوم من الأيام في موقع أخلاقي، يعني من ضرب قنابل ذرية على أناس في اليابان، الذي فتح حروب يندى لها الجبين في فيتنام وغير فيتنام، والذي له كل هذا التاريخ الأسود، الذي ـ وإلى قبل بضعة أيام ـ كان يقف إلى جانب نتنياهو في حرب الخمسين يوماً على قطاع غزة وعلى أهل غزة، يقصف ويدمر ويقتل الآلاف، ويجرح الآلاف، ويهجر عشرات الآلاف من منازلهم، هذه الإدارة الأميركية هي غير مؤهلة أخلاقياً لتقدم نفسها على أنها محارب للإرهاب، أو على أنها قائد لتحالف دولي يستهدف الإرهاب.
الموضوع ليس له علاقة بمكافحة الإرهاب.
خامساً: هذا التحالف كما يعلن أوباما في كل خطاباته، هو ليدافع عن المصالح الأميركية، فما شأننا نحن بالدفاع عن المصالح الأميركية؟ خصوصاً وأن أغلب هذه المصالح وإن لم يكن كل هذه المصالح الامريكية هي على حساب مصالح المنطقة وشعوب المنطقة وحكومات المنطقة.
نحن لبنان أو غير لبنان سنكون جزءاً من تحالف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في حرب للدفاع عن المصالح الأمريكية في المنطقة!؟ هو من يقول هذا، لست أنا من يفتري عليه.
ولم يقل إننا نحن جئنا لندافع عن الأقليات، أو عن المسلمين، أو عن المسيحيين، أبداً، وهذا كان يحصل تحت عين ومرأى العالم كله، ومنذ سنوات، وليس فقط في الأشهر القليلة الماضية، لم يحرّك ساكناً.
نعم، عندما أصبحت الأوضاع خطيرة إلى حد أنها باتت تمس المصالح الأميركية، جاءت الإدارة الأميركية لتصنع غطاء وتحالفاً دولياً، نحن غير معنيين بأن نقاتل في تحالف دولي من هذا النوع، أو أن نؤيد تحالفاً دولياً من هذا النوع يخدم مصالح أميركا بمعزل عن مصالح الشعوب.
سادساً: من حق اللبنانيين وأيضاً من حق العراقيين ومن حق السوريين وكل شعوب المنطقة بأن يشككوا في نوايا أميركا من خلال هذه اليقظة الآن وهذا الانتباه، وأنه يريد أن يجمع العالم، ويشكل تحالفاً دولياً، وقد أسس تحالفاً دولياً، ويريد أن يقود الحرب، واليوم بدأ هذه الحرب.
صدقاً هل الآن استيقظ الأميركيون وتحركت مشاعرهم الإنسانية وأذهلتهم المذابح والمجازر وتهجير الناس من منازلها وهدم الكنائس والمساجد والمقامات، وصلب الناس؟ هل الآن استيقظوا؟ هل مشاعرهم الإنسانية هي من قادتهم إلى هذا التحالف؟ أم هذه فرصة أو ذريعة أو حجة أو سبب بأن تعيد أميركا احتلال المنطقة من جديد؟ أو لتعيد فرض قواعد عسكرية رفضها العراقيون في السابق وهذه فرصتها بأن تعيدها إلى العراق من جديد أو إلى المنطقة في بعض الدول من جديد؟ أو لتفرض خيارات من هذه النوع؟
أنا أريد فقط أن أذكّر اللبنانيين، لأن هذا الموضوع قد طرح في السابق، في بدايات حرب تموز عام 2006، عندما كنا نتلقى رسائل ويوجد وساطات لوقف الحرب، وقتها عرض علينا: تسليم السلاح (كل سلاح المقاومة يسلّم)، تسليم الأسيرين الإسرائيليين بدون قيد أو شرط، ثالثاً وهذا المهم وهو قبول وجود أو مجيء قوات متعددة الجنسيات ـ ليس قوات يونيفيل، ليس "يو أن"، ليس أمم متحدة ـ قوات متعددة الجنسيات تتواجد في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية وعلى الحدود اللبنانية ـ السورية، وفي المطار، وفي الموانئ، وعلى الأراضي اللبنانية، وهذا ما رفضناه في حرب تموز، وأسقطناه بالدماء والشهداء وبالصبر وبالدموع وبالجراح وبالآلام وبالتضامن..
من قال إنهم لا يريدون أن يعاودوا ويفرضوا هذا الأمر عندما نذهب ونكون جزءاً من التحالف الدولي، بمجرد أن تكون جزءاً من التحالف الدولي يجب أن تفتح مطاراتك وموانئك وأجواءك ومياهك وأرضك ليأتوا ويجعلوها قواعد عسكرية للناتو أو لأميركا، فإذاً هذا لبنان أين يصبح؟
أليس من حق اللبنانيين بأن يشك مثل ما يوجد شك قوي عند العراقيين أن الهدف من هذه اليقظة ومن هذا الحرص الذي أبداه الأميركيون هو العودة لفرض قواعد عسكرية وهو ما لم يقبل به العراقيون في السابق، يريد أن يرجع ويقوم بوضع ثكنات عسكرية، وقواعد ومطارات ثابتة ويفرض أموره، ويأخذ لها حصانة أيضاً لضباطه ولجنوده، مثل ما فعل في كوريا الجنوبية وغيرها.
لذلك، لكل هذا الأسباب وغيرها أيضاً من الأسباب أيضاً حتى لا أطيل أكثر من ذلك، نحن نقول: "نحن لا نؤيد، ونحن نرفض أن يكون لبنان جزءاً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية"، ولبنان ليس بحاجة أن يكون جزءاً، أولاً ليس من مصلحة لبنان، يوجد مخاطر على لبنان أن يكون جزءاً من هذا التحالف الدولي، ولست أتكلم على قاعدة النأي بالنفس، كلا، حتى لا يقولوا هذا لا يتناسب، هذا بحث آخر تماماً أيضاً، التفكيك فيما بينهم واضح، يوجد مخاطر على لبنان في أن يكون جزءاً من هذا التحالف، هذا أولاَ، وثانياً لبنان ليس بحاجة لهذا التحالف، ليس بحاجة أن يكون جزءاً، ليس له مصلحة.
قد يقال إننا نواجه هذا الخطر اليوم في لبنان، اللبنانيون قادرون على مواجهة هذا الخطر، نحن قادرون كلبنانيين أن نواجه الإرهابيين والإرهاب، وإلى الآن رغم الانقسام السياسي، رغم المزايدات السياسية، رغم التحريض، رغم كل الذي تكلمت عنه في البداية، لبنان ما زال قادراً، وقدر بحد أدنى من الانسجام، بحد أدنى من التعاون الذي حصل داخل الحكومة اللبنانية، هذه الحكومة الحالية، نعم لبنان قدر على أن يواجه، من خلال جيشه، من خلال أجهزته الأمنية، من خلال شعبه، من خلال هذا الصمود، هذا الصبر، وللمستقبل نحن اللبنانيين قادرون على أن نواجه.
نحن إلى ماذا نحتاج؟ إذا أراد أحد أن يطالب المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة الأميركية أو أعضاء التحالف الدولي الجديد، نحن نطالبهم بما يلي:
أولاً: أطالب الجميع وليس هم فقط، وقف تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية التي تستهدف لبنان والداخل اللبناني ـ لا أريد التكلم عن سوريا وعن العراق ـ أتكلم عن لبنان، لبنانياً، وطنياً.
ووقف تسليح، وتمويل، وتدريب، وإرسال مقاتلين يستهدفون لبنان، وهذا ما زال قائماً حتى الآن، ومن دول موجودة في هذا التحالف، ما زال قائماً، فليقف، هذه خدمة للبنان، أتريدون أن تخدموا لبنان؟ قلبكم يحرقكم على اللبنانيين وعلى الشعب اللبناني؟ تريدون أن تحموا لبنان من الإرهاب؟ أول شيء افعلوه هو هذا.
ثانياً: الإسراع في دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لأنهم هم الذين يراهن عليهم، مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى.
الأمر الثالث هو مساعدة لبنان في حل مشكلة النازحين، إذا حلj مشكلة النازحين هذا يبعد الكثير من خطر الإرهابيين والإرهاب والفتنة والمشاكل بالنسبة إلى الوضع اللبناني.
إذا كان أحد يريد أن يساعد لبنان، يتفضل وليساعده بهذه العناوين الثلاثة:
أولاً، وقف تمويل وتسليح الإرهابيين.
ثانياً، الإسراع في دعم وتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
ثالثاً، ملف النازحين.
أما اللبنانيون، وأنا هذه الجملة أحب أن أؤكد عليها الليلة، اللبنانيون قادرون على مواجهة أي خطر إرهابي يستهدفهم.
يعني، أمس يجمعون الأسرى العسكريين في مكان ويقف فيهم شخص ما خطيباً ويتبجح ويقول نحن لو نريد في خلال أيام نصبح في بيروت، لا، لا، لا تقدرون لا أن تصبحوا بيروت ولا أي مكان، لا أريد أن "أسمي ضيع وأماكن ومناطق". كل المناطق اللبنانية، اللبنانيون من خلال دولتهم، من خلال جيشهم، من خلال تضامنهم، من خلال مشاعرهم وأحاسيسهم الوطنية، من خلال مسؤوليتهم الوطنية، وأنا أعني ما أقول جيداً، كل المناطق اللبنانية يجب أن تحمى ويمكن أن تحمى وستحمى في مواجهة أي خطر إرهابي.
أي منطقة من المناطق اللبنانية هي لا تعني طائفة أو مذهب أو حهة، هذه أرض لبنانية وهذا شعب لبناني وهؤلاء أناس لبنانيون وكل اللبنانيين مسؤولون أن يكونوا يداً واحدة لمنع تمدد أي إرهاب إلى أي منطقة من مناطقهم.
وأعود وأقول هنا إنه بالدرجة الأولى الحكومة، الدولة، الجيش، وكلنا يجب أن نكون يداً واحدة خلف الدولة وخلف الحكومة وخلف الجيش. ممنوع أن يتصرف أحد على قاعدة أنه إذا الخطر الإرهابي إذا أصبح هناك تمدد عسكري باتجاه أي منطقة من المناطق أنه نحن ما دخلنا؟ هذه ليست طائفتنا، هذه ليست منطقتنا، هذه ليست جهتنا السياسية، هذا خطأ، هذا خطأ قاتل.
اللبنانيون يجب إذا تضامنوا وتوحدوا وكانوا يداً واحدة، هم في الحقيقة يستطيعون أن يدفعوا خطر الإرهابيين والتكفيريين عن بلادهم، واللبنانيون أقوياء، نحن لسنا ضعفاء ولا أحد يستطيع أن يهدد، لا بإجتياح، لا بسيطرة ولا بوصول إلى بيروت ولا غير بيروت، لأننا ما زلنا على قيد الحياة ولا أحد يستطيع أن يفرض على اللبنانيين تهويلاً من هذا النوع، ونحن سنتحمل دائماً كما كنت أقول في السابق مسؤولياتنا.
في الدقائق المتبقية، وإن كانت الموضوعات هذه تستأهل أن يوسع الشخص فيها قليلاً.
لا يوجد شك أولاً أن المنطقة ذاهبة إلى تطورات مهمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ماذا يجري في العراق؟ ماذا يجري في سوريا؟ بدء العملية العسكرية الجديدة، هذا كله نحن في لبنان والمنطقة كلنا معنيون أن نواكبه بدقة، بحذر بحيطة، بانتباه، ونتحمل مسؤوليتنا.
الآن الحمد لله إنتهت الصيفية، ليس هناك موضوع أن يصيف أحد أو يعطل، الكل يجب أن يكون مستنفراً ويقظاً وواعياً ومتابعاً للتطورات، لأنه غير معلوم هذه التطورات إلى أين ستصل، إن كان لدينا تحليلنا ورؤيتنا حول هذه الأحداث لكن لم يعد هناك وقت لأشرح هذا الموضوع. أكتفي بالدعوة إلى الانتباه وإلى اليقظة وإلى الحذر وإلى متابعة الأحداث وتحمل المسؤوليات.
ثانياً: باعتبار أنها أول مرة أتكلم بعد هذه المدة، التوجه بالتبريك للمقاومة الباسلة في غزة، للشعب الفلسطيني، لأهل غزة، لشهدائها، لجرحاها، لأسرى الشعب الفلسطيني، لمقاوميها ومجاهديها وأبطالها وبواسلها بهذا الانتصار الكبير الذي تحقق، هو إنتصار عسكري حاسم بلا نقاش وقوي وكبير ومهم بلا نقاش، وهو أيضاً إنتصار سياسي كبير لأنه عطل كل الأهداف المعلنة والمضمرة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
نبارك لهم هذا النصر الذي نعتبره انتصاراً لكل الأمة ولكل الشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة ولكل حركات المنطقة.
ثالثاً، أمام التطورات الأخيرة التي حصلت في اليمن، أيضاً يجب أن نبارك اليوم للشعب اليمين العزيز بهذه المصالحة، هذا الإتفاق الذي سموه على ما أعتقد اتفاق السلم والشراكة الوطنية والذي يشكل بلا شك فرصة استثنائية أمام الشعب اليمني، فرصة تاريخية لإخراج اليمن من مشاكله المعقدة والذي يضع جانباً خصوصاً أولئك الذي كانوا دائماً أسباب الحرب الداخلية والإعتداءات الداخلية. كما رحبت الدول الإقليمية بهذا الإتفاق، نحن نسعد عندما يحقق أي شعب من الشعوب، يصل إلى اتفاق، إلى مصالحة وطنية، إلى حل سياسي، ونسمع الحمد لله هذا الخطاب الوطني الرائع والمتقدم من قبل قيادات يمنية مسؤولة وهذا الحمد لله يبشر في الخير، ونأمل إن شاء الله أن لا يعمل أحد لتعطيل هذا الإتفاق وأن يعمل كل اليمنيين وكل الحريصين على اليمن أيضاً لمساعدة الشعب اليمني لتطبيق هذا الإتفاق وتثبيته.
رابعاً، كذلك يجب أن نذكر بالخير الشعب البحريني الذي يواصل حراكه السلمي ويتحمل كل هذه التبعات وكل هذه الأعباء وكل هذه التضحيات، على أمل أن يصل هذا الشعب إلى تحقيق أهدافه وعلى أمل أيضاً أن تساعد التطورات الإقليمية والدولية الحاصلة والتي يمكن أن تتقدم في بعض الأماكن في مساعدة هذا الشعب على تحقيق أمانيه وأهدافه، نحن ما نتطلع إليه كجهة، كجزء من شعوب هذه المنطقة، كجزء من هذه الأمة، كجزء من هذا الجسد الذي يشعر بالألم عندما يتألم بقيته، الذي يفرح لفرح الآخرين والذي يألم لألم الآخرين، أن تتمكن شعوبنا، الشعب اللبناني، الشعب السوري، الشعب العراقي، الشعب البحريني، الشعب اليمني، كل شعوب المنطقة - لا أريد أن أعد كل الشعوب وإن كان أنا في بعض المناطق أحاول أن لا أقترب إليها بالنقاش السياسي أو بالحديث السياسي، أيضاً نتيجة بعض الحساسيات الموجودة، لكن بالحد الأدنى الأقربون جغرافياً ومناطقياً يمكن أن يكونوا أولى بالذكر.
نحن ما نتطلع إليه هو أن تتمكن هذا الشعوب من تخطي مآسيها وآلامها وأن تحول من خلال قياداتها والوعي التاريخي وتحمل المسؤوليات والتضحيات والصبر والصمود أن تحول التهديدات إلى فرص، الآن المنطقة أمام تهديد كبير، يمكن تحويل هذا التهديد إلى فرصة كبيرة، ولكن الأمر يتوقف على الإرادة والوعي وتحمل المسؤولية ولله رجال إذا أرادوا أراد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.