كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق في الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد الشهيد المجاهد عبد الله علي قاسم في حسينية عيتا الشعب الجنوبية
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أن ما بيننا وبين داعش وكل التكفيريين لا يمكن أن يكون حرباً كلامية، بل إن ما بيننا وبينهم هو الميدان فقط الذي نهزمهم ونسحقهم فيه، فلن نستدرج إلى حرب بيانات معهم ولا إلى سجالات سياسية، مشيراً إلى أنه يوماً بعد يوم يتضح للجميع في لبنان وللعالم العربي والإسلامي والدولي عظيم الحاجة للبنان لبقاء حزب الله في سوريا، فالمرحلة اليوم تفرض على حزب الله أن يبقى حيث هو في سوريا أكثر من أي يوم قد مضى، لأن لبنان فرضت عليه معركة تكفيرية ودخل مرحلة جديدة ما بعد عرسال ليس كما قبلها، وبات في قلب المعركة التي فرضت عليه، وبالتالي هذه المعركة تستوجب تغييرا في الأولويات الوطنية.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد الشهيد المجاهد عبد الله علي قاسم في حسينية عيتا الشعب الجنوبية بحضور عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
ورأى الشيخ قاووق أن هذه المرحلة لا تحتمل المناورات والكيديات والخلافات الداخلية، وطبيعتها وحساسيتها تقتضي تغييراً في الأولويات والإهتمامات الداخلية والإسراع في إقرار استراتجية وطنية لمواجهة أي عدوان أو إعتداء على لبنان، وتشكيل أوسع تضامن وطني يضيق الخناق على التكفيرين ويقوي ويعزز من قدرة الجيش اللبناني على حماية وتحرير العسكريين من أيدي الخاطفين، معتبراً أن أي تأخير في إقرار الإستراتيجية الوطنية الدفاعية أو أي تأخير في استخدام أوراق القوة الضاغطة يعرّض حياة العسكريين للخطر ويفتح شهية التكفيريين لمزيد من الإستفزازات والإعتداءات .
وطالب الشيخ قاووق الجميع بالوقوف إلى جانب الجيش اللبناني لاستكمال تحرير ما تبقى من أرض محتلة من التكفيرين في جرود عرسال، وليكن القرار الوطني والرسمي هو لاستكمال بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية في عرسال، متسائلا هل يقبل فريق 14 آذار بقرار رسمي حكومي بتكليف الجيش اللبناني ببسط سلطة الدولة على كامل جرود عرسال اللبنانية الذي هو أقل الواجب الوطني، خاصة وأن هذا الفريق قد رفع سابقاً شعار بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
واعتبر الشيخ قاووق أن إقدام فريق 14 آذار على انعطافة بخطابه عندما تحدثت عن مواجهة الإرهاب التكفيري خطوة إيجابية في الإتجاه الصحيح، ومن شأنها أن تفتح الباب واسعاً أمام أوسع تضامن وتعاون وطني، وهذا من شأنه أن يحصن القرار اللبناني، مشيراً إلى أن ما حصل في عرسال ليس نهاية الحرب، فالمعركة ما زالت في بداياتها مع الإرهاب التكفيري، والجيش اللبناني مازال في وسط المعركة، وبالتالي المطلوب تعزيز قدرات الجيش اللبناني حتى يحمي ويحرر الجنود ويقطع الطريق على مسلسل الغزوات التكفيرية.
ولفت الشيخ قاووق إلى أن ما قام به تنظيم داعش من خلال ذبح أحد جنود الجيش اللبناني كان هدفه إشعال فتيل الفتنة السنية الشيعية الذي نجح حزب الله وحركة أمل في انتزاعه وليس إطفائه، وقطعوا الطريق على مشروع إشعال لبنان بفتنة مذهبية، مشيراً إلى أن مواقف حزب الله وحركة أمل في الحرص على الإستقرار الداخلي أدهشت التكفيريين وأصابتهم باليأس، فنحن لن نسمح لهم باستننساخ فتنة مذهبية جربوها في العراق وسوريا، ولا بتحقيق أية مكاسب على حساب السيادة والكرامة في لبنان، فلبنان ليس ضعيفاً في المواجهة، وهو يمتلك أعلى مستويات المنعة والقوة بتمسكه باستراتيجية ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وبالتالي نحن مطمئنون إلى مستقبل المواجهة.
وختم الشيخ قاووق: إن فخر لبنان أنه انتصر على العدوان الإسرائيلي حيث لم ينتصر غيره، ومجدداً سيكون الفخر له أنه أول من سيسحق المشروع التكفيري وينتصر عليه كما انتصر على العدوان الإسرائيلي.