كلمة النائب محمد رعد خلال حفل مجمع المرحوم موسى عباس الرياضي في بنت جبيل 24-8-2014
برعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ممثلاً برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد أقام إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل وبلدية بنت جبيل حفل افتتاح مجمع المرحوم الحاج موسى عباس الرياضي في مدينة بنت جبيل (الذي ألقى فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطابه الشهير عام 2000) بحضور وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، رئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم الأستاذ هاشم حيدر، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، مسؤول التعبئة الرياضية المركزية في حزب الله الحاج جهاد عطية، إدارة ولاعبي فريق العهد الرياضي، لاعبو نجوم لبنان بالإضافة إلى فعاليات وشخصيات بلدية واختيارية ورياضية وثقافية واجتماعية وتربوية وأهلية وعسكرية ومدنية ورياضية وحشد من الإعلاميين الرياضيين والأهالي المهتمين بالرياضة.
وقبل البدء بمراسم الحفل، أزاح النائب رعد برفقة الوزير حناوي والنائب فضل الله ورئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم الأستاذ هاشم حيدر الستارة عن اللوحة التذكارية للملعب، ومن ثم أفتتح الحفل الذي قدمه الزميل علي فواز بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ حسين السيد، وبعدها كانت وقفة من النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله عزفتهما الفرقة الموسيقية في كشافة الإمام المهدي (عج) _ مفوضية جبل عامل، ومن ثم دخلت مجموعات من التعبئة الرياضية إلى أرض الملعب حيث قامت ببعض الألعاب والحركات الرياضية.
وبعدها ألقى النائب رعد كلمة أكد فيها أن العدو الإسرائيلي بات أعجز من أن يؤدي الدور الوظيفي الذي كان يفترض أن يؤديه حراسة لمصالح أسياده الأميركيين والأوروبيين، ومن أجل ذلك أستعين له بعدو أراد التحدي مجدداً، فقد جاءنا التكفيريون من البوابة الخلفية ويحملون ثقافة عنصرية ألا وهي نموذج لثقافة الإرهاب وصناعة الموت من أجل أن يلاقوا العدو الإسرائيلي إذا حالفهم الحظ، لافتاً إلى أن المقاومة التي قهرت العدو الصهيوني عبر بوابة الجنوب وحرمته من تحقيق حلمه وأحلام أسياده في استيلاد الشرق الأوسط الجديد كما زعموا من قبل، فإن هذه المقاومة اليوم ستجهض أحلام هؤلاء التكفيريين وقد أقفلت البوابة الشرقية دونهم من أجل أن تحفظ أمن اللبنانيين واستقرارهم وتحفظ سيادة لبنان ووحدته وتنوعه ونموذج العيش المشترك فيه.
وقال النائب رعد إن ثمة في لبنان من يتصاغر إلى حد الحقارة فيقرأ في ما يدور في خُلده وليس في ما يدور في الواقع ليسوّق الأضاليل أمام اللبنانيين، مؤكداً أننا نموذج آخر عن كل من تراهنون عليهم من الدواعش والتكفيريين ومن قبل من الصهاينة والأميركيين، فنحن أمّة المقاومة وشعبها الذين واجهنا العدو بلحمنا العاري وبإرادة الحياة التي أبقتكم أحياء، ونحن الذين يدين لنا الوطن واللبنانيون لأننا حمينا استقلالهم وسيادتهم وحفظنا أمنهم وقهرنا عدوهم، ولم نسمح للغزو أن يحيك النسيج الذي يصنع النظام السياسي لهم، وبعد كل الإنتصارات التي حققناها كنّا ولا زلنا نراهن على الوعي حتى لو جاء متأخراً من كل مكونات شعبنا اللبناني ليعرف قيمة المقاومة وأهميتها، داعياً البعض في لبنان لأن يلتحقوا بقطار المقاومة حتى نصنع معاً حياة متجددة ونامية ومتطورة وزاهية ومزدهرة لوطننا لبنان، وإلى عدم إثارة الإشكالات الصغيرة والقضايا التافهة، والعمل سوياً فيما يحفظ قوة بلدنا ووحدة شعبنا وأمن أهلنا وعزة وكرامة شعبنا، ولأن نصوغ بإرادة المقاومة واستقلالية أبناء الوطن الأحرار والشرفاء مستقبلا عزيزاً شريفاً يليق بأبناء هذا الوطن وبالدماء والأرواح الزكية التي قدمها الشهداء من أجل أن يبقى ونبقى في هذا الوطن، ولأن نتفاهم على ما يحرك وينشط مؤسساتنا الدستورية ويحقق مصالح شعبنا، ونعمم ثقافة الإعتراف الحقيقي بالآخر ونتساوى وإياه أمام القانون بالحقوق والواجبات، فالدفاع عن الوطن ليس واجب أبناء منطقة ولا أبناء طائفة أو مذهب، فإن قصّر البعض عليهم أن يدركوا تقصيرهم وأن يلتحقوا بالمتقدمين الذين سبقوهم في أداء هذا الواجب.
وأكد النائب رعد أننا نرتضي السواسية في الإحتكام أمام القانون، وأن نكون سواسية في أداء الواجبات وتحمّل المسؤوليات لنحظى جميعاً بالتساوي لنيل الحقوق، فلا يعود هناك تمييز ولا تمايز ولا فئة من الدرجة الأولى وفئات ملحقة، فلقد ولّى هذا الزمن الذي كان يدعي البعض فيه التفوق العنصري على شركائه في هذا الوطن، داعياً الجميع إلى العمل سوياً لنكون المواطنين الأسوياء الذين يبنون نظامهم السياسي وفق ما يحقق مصالح وحقوق الجميع ويضمن أمن الوطن وكرامة كل المواطنين.
وفيما يتعلّق بالعدوان الغاشم على قطاع غزة أكد النائب رعد أن إرادة المقاومة ستنتصر على إرادة العدوان وإن كان هذا العدوان وما يكتنفه من حيثيات ومواقف وسلوكيات لأنظمة في هذه المنطقة يكشف عريها وعهرها التي لا تحفظ لأمتنا كرامة ولا تحقق لها نصراً ولا تستعيد لها أرضاً، مشيراً إلى أننا في المقاومة حرّرنا بلدنا دون تفاوض أو إذعان لشروط أو تسويات، وفرضنا شروطنا على العدو وأملينا معادلة ردع لا يزال العدو يحاذر أن يطيح بها لأنها تعرض مصير كيانه ووجوده للخطر.
بدوره نائب رئيس إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل الحاج عفيف بزي ألقى كلمة بإسم الإتحاد وبلدية بنت جبيل اعتبر فيها أن هذا اليوم المشهود يزيد بنت جبيل عاصمة المقاومة والتحرير والإنتصار شرفاً وعزة وكرامة وسؤدداً وعنفواناً، وهو يوم يسجل على صفحات التاريخ كغيره من الأيام التي شهدت إطلالة سيد المقاومة والإنتصار وقائدها سماحة السيد حسن نصر الله، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على موقع هذه المدينة في عقل السيد وصدره وقلبه، كيف لا وهذه المدينة تتنفس من مناخ يعبق بأريج الشهادة ويذخر بالوقفات البطولية الرائدة.
وأشار إلى أن مدينة بنت جبيل كانت باستمرار ولم تزل في قلب التاريخ ولم تكن يوماً على هامشه، فقد وقفت في وجه كل المحتلين وقدمت الشهداء الأبرار الميامين هي وأخواتها العامليات الأخريات بدون استثناء، فهؤلاء الشهداء ننحني إجلالاً وإكباراً لهم، فهم الذين سطروا بدمائهم وتضحياتهم أروع الملاحم البطولية ضد أعتى وأشرس عدو في التاريخ المعاصر، واستطاعوا أن ينتصروا عليه ويمحوا الصورة التي كانت راسخة في الأذهان بأنه الجيش الذي لايقهر، شاكراً كل من ساهم في إنجاز هذا الصرح الرياضي.
وفي الختام دخل لاعبو فريقي العهد الرياضي ونجوم لبنان إلى أرض الملعب، حيث تسلموا الميداليات التقديرية من النائب رعد، وبعدها حرّك النائب رعد برفقة الوزير حناوي والنائب فضل الله ورئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر كرة البداية إيذاناً بإنطلاق المباراة التي علّق عليها الزميل محمود ترحيني وكانت تحت قيادة الحكم الدولي محمد درويش يعاونه الحكمين الدوليين حسين عيسى وعدنان عبدالله.