كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق في بلدة حريصا
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أن الخطر التكفيري الذي يستبيح ويهدد كل المقدسات والمحرمات هو خطر يطال الجميع في لبنان، ولسنا بحاجة إلى أدلة لنثبت هذا، مشيراً إلى أننا عندما استشعرنا مسبقاً بهذا الخطر بادرنا لمواجهته، واعترض علينا الكثيرون ومارسوا علينا كافة أشكال الترهيب والضغوط المحلية والعربية والدولية لننسحب من سوريا، وهذا ليس إلاّ لنكون ضحية لغزوة داعشية كما حصل في الموصل أو في سنجار.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى الإنتصار في تموز 2006 وأربعين الشهيد محمد علي رباعي والذكرى السنوية لشهداء بلدة حاريص في حسينية البلدة بحضور عدد من عوائل الشهداء وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وحشد من أهالي البلدة.
ولفت الشيخ قاووق إلى أننا مرتاحون لما أقرّ به فريق 14 آذار بخطأ نفيهم لوجود القاعدة في لبنان، فعندما يتحدث فريق 14 آذار عن الإرهاب التكفيري فهذا يعني أن حقنا قد وصلنا، وهذا ما كنا نقوله منذ سنتين، فالإرهاب التكفيري يشن حرباً شاملة على لبنان، والمسؤولية تكون أيضاً شاملة في المواجهة، مطالباً جميع الأطراف السياسية وفريقي 8 و 14 آذار وكل المؤسسات العسكرية والأمنية أن يتخذوا موقفاً جامعاً وشاملاً وحاسماً لمواجهة العدوان التكفيري، لأن هذا العدوان لا ينتظر منّا موقفاً وزارياً، فهم لا زالوا بالآلاف في الحدود الشرقية مع لبنان ويستعدون لغزوات جديدة، متسائلاً هل المطلوب أن نخلي من أمامهم الساحات والميادين والحدود لينقضوا على القرى الآمنة ويرتكبوا المجازر التي يراد من خلالها إشعال فتيل الفتنة المذهبية.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن مخطط الجماعات التكفيرية كان غزو بعض القرى من أديان ومذاهب مختلفة ليرتكبوا المذابح وليخطفوا النساء والأطفال وعندها تكون بداية الفتنة الكبرى، لافتاً إلى أن عظيم ما أنجزه الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة أننا استطعنا أن نقطع الطريق على الفتنة الكبرى، وأن ما تم احتواؤه كان هو أصعب وأخطر، مشدداً على أن المسؤولية الوطنية تكمن في تحصين الداخل الذي لا يتحصّن بالإمعان بالخطاب التحريضي المذهبي.
ورأى الشيخ قاووق أن من يريد أن يتخذ موقفاً وطنياً مسؤولاً لمواجهة الإرهاب التكفيري لا يمكن أن يستمر بخطاب التحريض المذهبي، لأن هذا الخطاب يشكّل خدمة للعدوان التكفيري على لبنان، وعندما نريد أن نرفع شعار التمسك بالدولة ومشروعها فإن ذلك يعني أن نعزز قدرات الجيش عسكرياً ونوفر له الغطاء السياسي والدعم الشعبي ونعمل على تفعيل المؤسسات الرسمية لأن التعطيل والفراغ يسهم في إضعاف منعة لبنان أمام العدوان التكفيري الذي يحاصر كل لبنان، فإذا نجح التكفيريون في إشعال نار الفتنة فإن الفتنة ستطال الجميع.