كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي في بلدة معروب
بمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز عام 2006 أقام حزب الله احتفالاً جماهيرياً في مجمع الإمام علي (ع) في بلدة معروب بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، رئيس بلدية معروب الأستاذ حسين فنيش إلى جانب عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة، وقد ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:
إننا نسجّل في هذه الأيام التي نستعيد فيها ذكرى انتصارنا أننا كنّا أول من وعى خطورة الإحتلال الإسرائيلي للبنان واندفع إلى مقاومة هذا الإحتلال في وقت مبكر، كما وأننا كنّا أول من وعى أن الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان لم يلغ التهديد الإسرائيلي بالعدوان على لبنان، فأعددنا العدة لكي نواجه العدوان حال وقوعه بحيث نحبط أهدافه السياسية والعسكرية، وها نحن مرة أخرى نظهر للعالم أجمع أننا كنّا أول من وعى خطورة الهجوم التكفيري، فكنّا أول من بادر إلى مواجهة المجموعات التكفيرية التي كان هدفها منذ البداية ولا زال اسقاط الدولة المقاومة في سوريا ومن ثم اسقاط المنطقة بأسرها في صراعات مذهبية وطائفية وقبائلية وقومية.
إننا نشدد على ضرورة أن تعي القوى السياسية اللبنانية جميعاً خطورة الهجوم التكفيري، فلقد سلّط الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الضوء على هذه المخاطر، ووضع أفكاراً قابلة للنقاش حول كيفية مواجهة هذا الخطر، فلا يجب أن تقابل هذه الجرأة والموضوعية في مقاربة الخطر وكيفية مواجهته بسياسة الكيد والنكد، فينبغي التعامل مع ما طرحه الأمين العام بصورة موضوعية، ونسأل هل أنتم فعلاً لا تصدقون أن داعش وأمثالها من حملة الفكر التكفيري لا يشكلون خطراً على لبنان والمنطقة، فإذا كنتم تظنون ذلك فاشرحوا لنا لماذا قام ملك في بلد عربي شقيق بتأنيب علماء الدين عنده حين اتهمهم بالضعف والكسل والتراخي في مواجهة أصحاب الدعوات التكفيرية ودعاهم إلى أن يبذلوا أقصى جهودهم من أجل محاصرة الفكر التكفيري، فإذا كان الخطر التكفيري غير مهم فلماذا أقدم هذا الملك على ما أقدم عليه من تأنيب علني لعلماء الدين في بلده، ولماذا هذه الدولة قد بدأت بشن حملة ثقافية مركزة لاستئصال أصحاب الفكر الداعشي والتكفيري وهي دولة ذات انتماء معروف على المستوى المذهبي، فأصبحت هذه الدولة تقف في الصف الأول في الدعوة إلى مواجهة الإرهاب والتطرف ومقاتلة التكفيريين، وكما أن هذه الدولة لم تكتف بشن حملة ثقافية بل هي عقدت تحالفات استراتيجية تتناول مجالات التعاون العسكري لكي تؤمن نفسها من هجوم تكفيري عليها، فهناك اتفاقات توقع مع باكستان ومصر تحوطاً من هجوم كاسح قد تفاجئ به هذه الدولة التي هي حليفتكم الأولى وصديقتكم، وهي تحسست الخطر وبدأت بالعمل على مواجهته ثقافيا وعسكريا، فبماذا أجبتم أنتم مبادرة الأمين العام الذي دعا فيها الى تجاوز الخلافات السياسية ووضعها جانبا من أجل ابرام تفاهمات لبنانية تجعل هذا البلد محصنا في مواجهة هذا الخطر التكفيري.
إنكم تتكلمون مع حلفائكم الأميركيين فاسألوهم هم والأوروبيون ألا يناقشون في القمم التي يعقدونها كيفية مواجهة داعش في سوريا والعراق لأن هذا الخطر يمكن أن يتعرض للأمن الأوروبي والأميركي بضربات أعنف مما كان في أيلول 2001، ونحن نتابع ونرى كيف أن المسؤولين الغربيين على اختلافهم يناقشون في ما بينهم كيفية التصدي للمجموعات التكفيرية والفكر التكفيري ومنهم من بدأ يطرح أفكاراً ومشاريع ويدعو الى تحالفات جديدة إلاّ هنا في لبنان فإذا أتى أحد وحدثهم عن خطر التكفيري يتحولون فوراً في الموقع المقابل ويقولون أنه ليس هناك خطر لأنه هناك سياسات كيد ونكد.
إننا نسأل من هجّر المسيحيين من الموصل إذا كانت داعش كذبة وفيلم سينمائي، ومن الذي فجّر كنائسهم وذبح بالأمس 300 شاب من عشائر الشعيطات بدير الزور ويهدد غداً بأنه سيذبح 700 شاب، فهؤلاء من يذبحهم ومن الذي يهجر ويسبي النساء الإيزيديات ويقوم ببيعهن في سوق النخاسة، فهل هذه كذبة أو فيلم أو ادعاء أم خطر متحقق.
إننا لن نتأخر عن حماية أهلنا في البقاع والجنوب وفي لبنان كلّه، فهم اليوم ينعمون بأمنهم لأننا واجهنا التكفيرين، ولو أننا لم نواجههم لكان القتال اليوم في مناطقنا، ونحن من موقع المسؤولية الوطنية والقوة والاقتدار حاربنا التكفيريين ونعرف قوتهم وبأسهم وقادرين على هزيمتهم، فلقد هزمناهم في القصير والقلمون وبالأمس في المليحة، ولكن ما ندعو إليه هو أن يستيقظ من في غفلته ليتحمل مسؤوليته في الدفاع عن لبنان في هذه اللحظات الخطيرة.
بدوره رئيس بلدية معروب الأستاذ حسين فنيش ألقى كلمة لفت فيها إلى أن عيد الإنتصار لهذا العام كما كل عام له طعم آخر، فهو منذ نشأة المقاومة قد بقي مخضباً بعبق الشهادة المقدسة، مشيراً إلى أن المقاومة هي مسيرة متكاملة ومترابطة ترفع للحق راية بريقها مداد العلماء وإخلاص المجاهدين وعرق الكادحين، وهي مسيرة دفعنا للمحافظة عليها دموع أيتام وحسرات ثكرلى وأنّات جرحى.
وفي الختام ألقت فرقة الرضوان الإنشادية عدداً من الأناشيد الإسلامية التي تحكي عن الإنتصار وهزيمة العدو الإسرائيلي.