لقاء الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع الوزيرين طلال إرسلان ووئام وهاب ورئيس حزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني ووفد من حزب الطاشناق
استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة الوزيرين طلال إرسلان ووئام وهاب، ورئيس حزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني، ووفد من حزب الطاشناق ضمّ أمين عام الحزب هوفيك مختاريان والوزير سيبوه هوفننيان بحضور عضو المجلس السياسي لحزب الله غالب أبو زينب. وقد عرض سماحة السيد نصر الله مع زواره التطورات على الساحة المحلية وسبل الخروج من المأزق الذي وصلت إليه البلاد.
الوزير إرسلان بعد اللقاء الذي حضره عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، أكّد أننا بأمس الحاجة إلى التواصل، ولا بد دائما من زيارة سماحة السيد حسن نصر الله في كل الظروف وخاصة في الظرف الراهن الذي يهدد الوضع الإستراتيجي الوطن والقومي للبنان ولمصير هذا البلد، ونحن بأمس الحاجة للتواصل وللتعاضد والتماسك، الأطر السليمة لتوجيهات ولتوجه أبناء الوطن والذي مع الأسف يتهدد بتدخلات أجنبية مرفوضة رفضا قاطعا أن تتدخل في شؤوننا الداخلية وبتوجيه العمل السياسي واستراتيجية الموقف اللبناني بهذه الظروف الصعبة.
وعن بيان المعارضة الأخير والشروط الواردة فيه قال إرسلان :" قلنا وبحضور سماحة السيد في لقاء عين التينة أنّه لا مانع لدينا من الحوار وحاضرون للتحاور ضمن الإطار الصحيح تحت سقف الطائف بيننا وبين المعارضة، أخذ البلد إلى أماكن غير مستحبة وإلى أماكن أجنبية تشجع التدخل في شؤون لبنان الداخلية مرفوض رفضا قاطعا منّا جميعا، وهذا الموضوع ليس قابلا للتفاوض مع أحد. نحن مستعدون أن نتفاوض وأن نتحاور تحت سقف إطار الطائف الذي هو الإطار الصحيح لإنقاذ الوضع الداخلي اللبناني.
وعن تلميح وزيرة الخارجية الأمريكية بتدخل أمني في لبنان، قال : أعتقد أنهم جربوا أكثر من مرة التدخل الأمني في لبنان في الظروف الماضية وحينها لم يكن لبنان بالقوة التي هو فيها الآن "وطلعوا منها خسرانين"، هذا رهان خطر ولن يمر على اللبنانيين وأنا واثق أنّ لبنان سيواجهه بكل قوة ودعم بوحدته الوطنية التي يمكن أن تتجاوز كل هذه العقبات التي توضع أمام الوضع الوطني العام في لبنان.
وختم إرسلان بأنّنا بحاجة إلى حكومة إتحاد وطني أكثر من مسألة حكومة حيادية وهذه الشعارات، نحن إذا كنّا حقا غيارى على البلد فعلينا أن نتحاور. كنت أتمنى أن نسعى إلى حكومة اتحاد وطني ضمن الأطر الدستورية الصحيحة القائمة على اتفاق الطائف وعلى حفظ المقاومة.
وأوضح أمين عام حزب الطاشناق الأستاذ مختاريان بعد لقائه أنّ الزيارة للسيد نصر الله أساسية في إطار جولاتنا على المرجعيات الروحية ومختلف القيادات اللبنانية. أضاف : نثمن غاليا دور المقاومة في لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي من جهة ورعاية الحوار الداخلي بين الأطراف اللبنانية من جهة أخرى. استعرضنا مع سماحة السيد نصر الله المستجدات الأخيرة على الساحة الداخلية ولاسيّما اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتداعيات الجريمة بالإضافة إلى استقالة حكومة الرئيس عمر كرامي ومواقف المعارضة. إننا إذ جددنا استنكارنا الشديد باغتيال دولة الرئيس رفيق الحريري ومطالبتنا بكشف الحقيقة الكامنة وراء هذا الإغتيال بأسرع وقت ممكن، وضعنا سماحة السيد بأجواء اللقاءات التي نقوم بها مع مختلف الأطراف اللبنانية. وفي هذا الإطار شددنا على ضرورة المحافظة على استقرار لبنان من خلال التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار الهاديء والرصين حول المسائل العالقة، بعيدين كل البعد عن التشنجات داعين إلى الإحتكام للضمير ووضع مصلحة لبنان وفق كل اعتبار، وذلك من خلال تأليف حكومة وحدة وطنية تسعى إلى ترسيخ الأسس الوطنية تحت سقف اتفاق الطائف .
واعتبر الوزير وئام وهاب أنّ الهجمة لم تعد مخفية على أحد ولم تعد مسألة معارضة وموالاة، أضاف : أصبحت المسألة أكبر من ذلك ولذلك قلنا أنّ الحوار ليس بين اللبنانيين بل في مكان آخر يجب أن يتم لأنّ إدارة ما حصل كانت بشكل واضح للسيد ساترفيلد الذي قام بإدارة مباشرة وكان ينوي ربما تنفيذ خطوات أخرى أو أكثر مما شاهدناه، واستقالة الرئيس عمر كرامي "خربطت" كل الرزنامة وأعادت الكرة إلى مكان آخر. الآن الوضع الإقتصادي صعب وكل اللبنانيين سيخسرون نتيجة هذا الوضع، هناك ضغط على الليرة، الحكومة مستقيلة وفي مرحلة تصريف أعمال، المجلس (النيابي) لا أعلم إذا كان قادرا على التشريع في هذا الظرف، الإنتخابات النيابية في مهب الريح، كل ذلك يستدعي من الجميع التشاور حول أفضل السبل للخروج من المأزق.
أضاف : نحن نتمنّى أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن أسأل : هل الرزنامة الأمريكية ستتجاوب مع ذلك، أشك في ذلك. المشروع أكبر من تشكيل حكومة وأكبر من إسقاط حكومة وأكبر من استقالة حكومة، المشروع كما هو واضح وقد قال أحد المعارضين بالأمس أنّ ما حصل هو رسالة لكل الدول العربية. هم حاولوا أن يظهروا للناس نموذجا لما سيحصل، من هنا نحن ندعو إلى تضامن عربي واصطفاف عربي حول سوريا لأنّهم كما شاهدنا بالأمس وعدوا الدول العربية بسيناريوهات مشابهة.
وعن دعوته للحوار في مكان آخر قال : برأيي الحوار مع الأمريكي وساترفيلد ورايس، واضح أنّ الآخرين دما تتحرك في لبنان ولكن طبعا أحترم معارضين مبدئيّين وأحترم بعض المعارضة المبدئيّة التي كانت ضحية ـ كما كنّا نحن ضحية في السنوات الماضية ـ ممارساتهم وضحية النظام في لبنان، هذه المعارضة لها موقف مبدئي نتناقش فيه ونتحاور معها ولكن الآخرين طبعا يوجد أمر عمليات معين، ألا ترى أنّ هناك أمر عمليات معين صدر وبدؤوا بتنفيذه؟ أنا أعتقد أنّ من يراهن أنّ هذا الخط ضعيف وأنّ هناك إمكانية لتطويق سوريا وإضعافها فهو واهم، أعتقد أنّ أمريكا اليوم أصبحت في المواجهة المباشرة وأمريكا تخوض آخر معاركها في المنطقة، قد يكون هذا الكلام مستغربا اليوم لكنه كلام جدي وحقيقي، وأعتقد أنّ الأشهر المقبلة ستثبت ذلك. كل المراهنين على أنّهم قادرين على الإستفادة من جو أمريكي معين لتطويعنا أو لتطويع المنطقة هم واهمون (...).
وعن تأليف حكومة وحدة وطنية قال : نتمنّى تأليف حكومة وطنية ولكن حكومة وحدة وطنية على أي أساس؟ ما هو برنامجها الوزاري وكيف تنظر إلى العلاقة مع سوريا وكيف تنظر إلى موضوع المقاومة؟. أضاف ردا على سؤال عن المطالبة بتنحي رئيس الجمهورية : هذه محاولة للإطاحة بكل المؤسسات، برأيي أنّه حتّى المعارضة غير متفقة على هذا الموضوع. أعتقد أنّ الوزير جنبلاط قد يكون له رأيه الشخصي في هذا الموضوع أو رأي خاص لكن لا أعتقد أنّ كل المعارضين متفقين على هذا الموضوع وحتى أنني لا أعتقد أنّ البطريرك (مار نصر الله بطرس) صفير في هذا الجو.
ولفت إلى أنّ حكومة الوحدة الوطنية حاول طرحها الرئيس رفيق الحريري يرحمه الله وقوبل طرحه بالرفض من قبل قرنة شهوان ومن قبل الوزير جنبلاط يومها، وأيضا عندما كلّف الرئيس عمر كرامي حاول طرح حكومة وحدة وطنية وكلنا نعرف كيف زار بكركي وكيف اجتمع مع النائبين بطرس حرب ونايلة معوض وكيف طرح حكومة وحدة وطنية ورفضت لأنّ هناك موقف سياسي معين، أردوا جر الموالاة إلى موقفهم السياسي وهذا الأمر جعل حكومة الوحدة الوطنية تسقط. الآن عين التينة طرحت الحوار فرفضوا الحوار، على أي أساس كل هذا الرفض وكل هذه الرزنامة المحددة أظهرت أن القرار ليس لديهم وزيارة ساترفيلد والإجتماعات التي عقدها وموائد العشاء التي تمّت في السفارة والتي لم تعد سرا على أحد وكل جوها معروف وأبلغهم ساترفيلد أننا نحاول أن نعمل نموذجا لبنانيا بالعربي لتعميمه على كل المنطقة العربية لأنّ النموذج الأوكراني يبدو أنّ العرب لم يفهموه، فالمفاوضات أصبحت في مكان آخر والكلام "بدو يصير"في مكان آخر.
كما استقبل سماحته الوزير السابق كريم بقرادوني بحضور عضو المجلس السياسي لحزب الله الحاج غالب أبو زينب.