
نلتقي في يوم القدس مع الروح العظيمة للإمام الخميني الذي أعلن هذا اليوم ليبقى يوما خالدا يعيش في ضمير الأمة وفعل تضحياتها، وشدد عليه الإمام السيد القائد الخامنئي حفظه الله تأكيدا على نفس النهج والطريق والخط
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي 29-11-2002
أقام حزب الله في مدينة النبطية ظهر اليوم مراسم الإحياء المركزي ليوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وحضره أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وممثلي رؤوساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وزير الدولة نزيه بيضون والنائب علي حسن خليل والوزير علي قانصو، ممثل قائد الجيش العميد عبد الرحيم شحيتلي، السفير الإيراني في لبنان مسعود إدريسي، والنواب : وليد جنبلاط، محمد رعد، نزيه منصور، عبد اللطيف الزين،
عبد الله قصير، ياسين جابر، وممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وعدد كبير من العلماء وحشود غفيرة من المواطنين من بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب احتشدوا على كامل شارع حسن كامل الصباح لمشاهدة العرض.
بدأت المراسم باتخاذ الفرقة الموسيقية لكشافة المهدي مكانها، وتلا المقريء المصري أحمد النعينع آيات من القرآن الكريم، النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله. وبدأ بعدها استعراض لتشكيل بشري اتخذ ألوان العلم الفلسطيني الحمراء والبيضاء والخضراء والسوداء، ومن ثمّ مرّت سرايا الأشبال باللباس العسكري والكوفية الفلسطينية.
واستأذن قائد العرض الأمين العام البدء باستعراض الألوية الثلاث : لواء السيد عباس الموسوي ولواء شيخ الشهداء راغب حرب ولواء الإمام موسى الصدر، والتي ضمّت عشرات السرايا ومن بينها سرايا حاتم الشوبكي من استشهاديي حركة الجهاد الإسلامي وعاطف عبيات من كتائب شهداء الأقصى ويحيى عيّاش من حركة المقاومة الإسلامية حماس واستشهاديي وقادة المقاومة الإسلامية، وقدّمت فرقة من آباء الشهداء التحية للسيد نصر الله تلتها عروض لوحدات من الدفاع المدني وانتفاضة الأقصى والمقاومة. واختتمت العروض بمناورات قتالية وإنزالات من الجو نفّذتها وحدات من متخصصي النزول على الحبال، وتميز فيها أشبال صغار.
وألقى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة شكر فيها الحضور المشارك تحت المطر والطقس البارد، الأمر الذي يدل على إخلاصكم وتمسككم بخط الشهداء الذين سبقوا والتزامكم بقضية الأمّة الأساسية قضية القدس التي تستحق منا كل تضحية. ولعله من التأييد الالهي ان نحيي يوم القدس للمرة الثانية في طقس ماطر بعد العام الماضي في الضاحية الجنوبية وبعد 11 أيلول لتكون رسالة البقاء هنا تحت المطر وفي هذا الطقس الصعب رسالة واضحة تعبر عن إرادة وعزم وتصميم وأننا قوم لا نهرب لا من برد الشتاء ولا من حرب الصيف ولا من حر السيوف ولا من هول المعارك وإنّنا إنشاء الله أمّة المقاومة وأمة التحدي وسنبقى أمة المقاومة والتحدي.
نلتقي في يوم القدس مع الروح العظيمة للإمام الخميني الذي أعلن هذا اليوم ليبقى يوما خالدا يعيش في ضمير الأمة وفعل تضحياتها، وشدد عليه الإمام السيد القائد الخامنئي حفظه الله تأكيدا على نفس النهج والطريق والخط. نأتي إلى مدينة الإمام الحسين وإلى مدينة ومنطقة الشهداء وبلاد شيخ الشهداء وشيخ الأسرى والمعتقلين راغب حرب وعبد الكريم عبيد، نأتي إلى النبطية التي كانت على خط المواجهة قرابة خمسة عشرة سنة تقاتل وتصمد وتضحي وتقدم الشهداء حتى أطفال المدارس وصنعت انتصارها بدماء شهدائها من أبنائها الذين تعملقوا فوق موقع الدبشة وزرعوا فيه أعلام المقاومة
مدينة النبطية التي بدأت المواجهة الشعبية مع العدو الصهيوني مبكرا في عاشوراء 1983، جئنا إليها لنكون أقرب إلى خط المواجهة وإلى ساحة التحدي في مهرجاننا المركزي هذا الذي سينتقل عاما بعد عام من مدينة إلى مدينة في مختلف المناطق اللبنانية ليكون لكل مدينة ولكل منطقة حضورها في يوم القدس وعهدها لقدس وشعب القدس ولإمام القدس أنّ هذه القضية لن تنسى في يوم من الأيام.
يجب في هذا اليوم أن نلفت نظر العالم الغافل عن إجراءات العدو الصهيوني الإجرامية بحق مدينة القدس وأراضيها التي تضم وبيوت سكانها الأصليين التي تهدم بحجج واهية، وإلى الإجراءات التي تطال سكان القدس لترهيبهم لإخراجهم من المدينة وإلى المستعمرات المسلحة التي تحيط بالمدينة من كل جانب لتفصلها عن بقية الضفة الغربية وبقية فلسطين، والأخطر في كل هذه الإجراءات أنّ العالم وخصوصا العالم الاسلامي الذي يجب أن ينتبه إلى المقدسات حيث ليس في فلسطين مقدس إسلامي ومقدس مسيحي خارج دائرة التهديد من كنيسة المهد إلى كنيسة القيامة، أمّا المسجد الأقصى فله حكاية أخرط وآكد وأشد، نحن نتحدث عن خطر حقيقي يواجه أول قبلة للمسلمين، خطر هدم المسجد الذي يتربص به الصهاينة التلموديون وخصوصا في زمننا الذي تتحكم فيه بشكل اشد ما يسمّى الصهيونية المسيحية في إدارة القرار الأمريكي، من يقرأ عقل الصهيونية المسيحية والمسيحية التلمودية الذي يتحدث عن هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان في مكانه يعرف أننا نقترب يوما بعد يوما من هذا الخطر الخطر الذي لا يجوز أن يتجاهله الحكام العرب والمسلمين ولا الشعوب العربية والإسلامية. إنّ التهاون والتساهل وإبداء عدم الاهتمام سيشجع الصهاينة ومن خلفهم المسيحية الصهيوينة الأمريكية على هدم المسجد إذا ظنّوا أنّ هذه الأمّة أمّة متوانية وضعيفة ومهملة وخائفة ، أمّة يحرص حكامها فقط على كراسيّهم.
أيها الإخوة والأخوات، يجب أن يفهم الصهاينة ومن ورائهم أنّ أي مس بالمسجد الأقصى سيفجر المنطقة كلها كلها، إذا أراوا أن يهدموا المسجد فإنّ أمّة هذا المسجد ستهدم هذا الكيان الغاصب بدماء الاستشهاديين العظام التي تمتلئ بهم بيوت وعائلات ومدن وقرى لبنان وفلسطين وكل البلاد العربية والاسلامية.
يأتي يوم القدس بعد عامين ونيف من تحرير جزء كبير من أرضنا اللبنانية بالمقاومة، ويأتي بعد عامين ونيف من انطلاقة الانتفاضة التي حملت هذه المرة اسم انتفاضة الأقصى بشكل واضح، هذه المناسبة تؤكد أنّ خيارنا واضح وهو خيار الوحيد الذي يعيد الأرض والمقدسات والأقصى. إنّ القرارات الدولية تنفذ فقط عندما ترتبط الأمور بمصالح القوى ومنافع القوى الكبرى والولايات المتحدة الأمريكية إمّا القرارات الدولية التي ترتبط بشعوبنا ومناطق المستضعفين فهي حبر على ورق والدليل القرار425 الذي خلال عشرين عاما لم يفعل المجتمع الدولي شيئا لتنفيذه والمقاومة هي التي فرضت على العدو أن يندحر. اليوم عشرات القرارات الدولية من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اتخذت في ما يعني القدس في ما يعني القدس وما يهدد وحدتها وفي رفض ضمها ورفض الاستيطان ورفض ما يهدد المقدسات لكن كل هذه المقررات الدولية ظلت حبرا على ورق. الذي يعيد فلسطين ويحميها هو ما اختاره الشعب الفلسطيني من خلال استشهادييه العظام الذي يدهشون العالم، الذين يقتحمون بالأجساد والسلاح ويزلزلون كيان العدو وأمن مستوطنيه، هذا الطريق الذي نتطلع فيه إلى الانتصار الحاسم إنشاء الله. هذه الانتفاضة كما كانت المقاومة لن يكون مصيرها التسويات السياسية، لقد قدر لهذه الانتفاضة منذ اللحظة الأولى أن تنطلق باسم الله وببركة الدماء الزكية التي سفكت في المسجد الأقصى وشهدائها طلاب الله وعشّاق لقاء الله لا يمكن أن يفت من عضدهم شيء ولا يوهن في عزمهم شيء، لذلك هي انتفاضة الظفر والتحرير وصنع المعجزة في زمن أقل مما يتوقعه العالم.
يجب أن نعلن بوضوح في يوم القدس أننا لا نعتدي على أحد، المقاومة في لبنان كانت حالة دفاع عن النفس والعرض والوطن والشعب والكرامة وما زالت، اليوم المقاومة في فلسطين أيضا حالة دفاع، الفلسطينيون لم يعتدوا على أحد، لم يذهبوا إلى روسيا وأوكرانيا وبولندا ولا إلى أثيوبيا ليقتلوا اليهود هناك، وإنما هؤلاء الصهاينة جاؤا من كل أنحاء العالم ليغتصبوا أرض الآخرين ومقدساتهم ومدنهم وقراهم وحقولهم، وكل ما يفعله الشعب الفلسطيني من العمليات الاستشهادية بكل استهدافاتها هي أعمال مشروعة شريفة قانونية إنسانية أخلاقية لأنّها تريد إزالة الظلم والاحتلال والشر والسرطان والفساد. لذلك وخصوصا في هذه المرحلة، نعلن مظلومية لبنان وفلسطين والعرب والمسلمين لأنّهم في حالة دفاع عن النفس، نحن لسنا طلاب حرب مع أحد لكن من يعتدي علينا ويحتل أرضنا وينتهك مقدساتنا ويريد دوس كرامتنا سوف يجد لحمنا مرا وسوف يسجد دماءنا براكين تفجر الأرض تحت أقدامه أيّا يكن هذا الغازي والمعتدي، سواء كان يهوديا صهيونيا أو أمريكا صهيونيا، من أي جهة جاء العدوان وجاء الغزو وجاء انتهاك الحرمات لن يجدوا في منطقتنا إلا الرجال والنساء الحاضرين للتضحية والشهادة إلاّ الرجال والنساء الذين عاشوا وحملوا ثقافة رفض الضيم ورفض الظل وكان شعارهم أبد الدهر وسيبقى أبد الدهر : هيهات منّا الذلة، هيهات منّا الذلّة.
إننا نلفت نظر الأمّة كلها إلى حجم المخاطر التي تتهدد منطقتنا وأمّتنا في هذه المرحلة، نحن أمام مشروع أمريكي صهيوني لوضع اليد على المنقطة ولإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة، يجب أن نفكر من خلال الأفق الأوسع ومن خلال الأهداف الأبعد وأن لا نغتر ببعض الشعارات الكاذبة التي تطلقها الإدارة الأمريكي من إنقاذ الشعوب، لماذا لم تستيقظ الإدارة الأمريكية لتنقذ هذه الشعوب قبل سنوات، يجب أن ندرك حجم الأهداف الخطيرة والأهداف الشيطانية التي يحملها هؤلاء.
الحكام في بلادنا مدعون إلى الاقتراب من شعوبهم وذلك يحميهم وأن يحلو مشاكلهم مع شعوبهم، إنّ المزيد من الارتماء في أحضان الادارة الأمريكية لن يزيد هؤلاء الحكام إّلا وهنا وضعفا، إذا كنتم تريدون البقاء والعزة لأنفسكم عودوا لأمتكم وحضارتكم وشعوبكم وأنتم قادرون على فعل ذلك ولم تفت الفرصة بعد، وهذه الشعوب شعوب تتسامح وتتغافل وتتناسى عن كل ما مضى عندما تجد أنظمتها في وحكوماتها وحكّامها في مواقع الدفاع عن الأمة ومصالحها وكرامتها. هذه الشعوب حاضرة لكن تحبطها الحكومات وقمع الكثير منها وظلمها ولكنها حاضرة أن تتجاوز آلامها وجراحها عندما تصبح المعركة معركة دفاع عن الأمّة وكرامتها ومستقبلها.
من الواجب أيضا في يوم القدس أن نحذر ونلفت إلى أنّ الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية ومن معهما من المستكبرين في العالم سيعملون في هذه المرحلة على تفتيت ما تبقى من قوة في الأمة، لذلك سوف نشهد المزيد من إثارة الأحقاد والضغائن في أمة العرب والمسلمين على أساس إثارة الحساسيات القومية، بدأنا نسمع من جديد في بعض الفضائيات كلاما عن العرب وعن الفرس والبلوش والباشتون والتاجيك وعن بقية القوميات، وأن لكل قومية شأنها الذي يغنيها ولا تعني الأمة الأخرى والقومية الأخرى، سوف نشهد الكثير من العداوة والتحريض بين شعوب الدول العربية وبين شعوب الدول الاسلامية، سوف نشهد إحياء لمشاهد قطرية متباغضة بين شعب هذه الدولة وشعب تلك الدولة…
وما هو أخطر من ذلك اللعب على وتر المسائل الدينية والمذهبية، لقد تحدث الأمريكيون عن حرب صليبية لتحريض المسيحيين على المسلمين وتحريض المسلمين على المسيحيين وخصوصا في هذا الشرق وفي العالم العربي والإسلامي. هناك تحريض ديني بهذا المستوى ولكن الأخطر هو اللعب على الخلافات المذهبية ببين طوائف المسلمين أنفسهم وخصوصا بين الشيعة والسنة.
في الزمن الذي يحتاج فيه المسلمون جميعا وخصوص الشيعة والسنة إلى التوحد والتعاون مع احتفاظ كل واحد بخصوصياته العقائدية والفكرية والفقهية والدينية، هم بحاجة ليتعاونوا ليستعيدوا القدس وليدفعوا عن شعب فلسطين وعن دينهم وعن نبيهم محمد صلى الله عليه وآله الذي يتهمه كبار رجال الصهيونية المسيحية الأمريكية بأنه إرهابي. في الزمن الذي يحتاجه المسلمون الشيعة والسنة إلى الوحدة ليدافعوا عن كرامة الأمّة في وجه تغير خريطة المنطقة والمزيد من التفتيت والتجزئة والبحث عن دولة شيعية هنا ودولة سنية هناك، دولة عربية هنا ودولة كردية هناك، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الوحدة بدأت تصنع الآن بأيد وأموال أمريكية وصهيونية قنوات فضائية جديدة في لندن وغيرها، وظيفتها الإتيان بعلماء من الشيعة والسنة وتفتح كل نقاشات ونزاعات الماضي حتى القضايا الفكرية يتم إثاراتها بشكل تحريضي يبعث على البغضاء وعلى التكفير وعلى استثارة الحساسيات.
تريد الإدارة الأمريكية أن ينقسم المسلمين على المسيحيين والمسيحيين على المسلمين، وأن ينقسم العرب على غيرهم وغير العرب على العرب وأن ينقسم الشيعة على السنة والسنة على الشيعة، وأن ينقسم كل بلد على البلد الآخر، وأن ينقسم شعب كل بلد على بعضه طائفيا ومناطقيا وحزبيا لأنّه في ظل هذه الانقسامات يمكن أن تتحقق أحلام أمريكا وإسرائيل.
أنا أدعو إلى الحذر وإلى مقاطعة هذه الفضائيّات الصهيونية الأمريكية، هؤلاء العلماء والمفكرين والمثقفين مخطئون إن ظنوا أن الفرصة أتيحت لهم للتعبير عن أفكارهم، إنّ÷م أدوات في يد أمريكا وإسرائيل لتقسيم المسلمين وإثارة الأحقاد بينهم دون أن يشعروا.
نحن في هذه المرحلة بحاجة إلى التماسك، لقد راهنت الأمّة على الانتفاضة في فلسطين وكان رهانها صحيحا وها هي الانتفاضة تنتصر بالشهادة وبالدموع والدماء، ها هو مجتمع العدو يزداد مأزقه يوما بعد يوم. يبقى أنّ الانتفاضة تراهن على الأمة ويجب أن يكون رهانها صحيحا ويجب أن تثبت الأمّة للإنتفاضة أن رهانها صحيح.
في ختام مراسم يوم القدس التي تؤكد فينا روح المقاومة ونحن الذين تربينا منذ الصغر على يد القائد المغيب الإمام موسى الصدر أن نعشق القدس ونمشي في درب القدس، نحن الذين قدمنا خيرة قادتنا شهدائ على طريق القدس وفي مقدمتهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، في هذا اليوم نؤكد ومن مدينة النبطية مدينة الشهداء وسيد الشهداء وشيخ الشهداء، نؤكد حضورنا في الخط الامامي واستعدادنا للدفاع عن وطننا وأمّتنا ومقدساتنا، لن نخاف ولن يرهبنا أحد ونحن نعمل لنكون الأقوياء ونعمل لنزداد قوة في كل ما نستطيع أن نصبح به أقوياء لا لنستقوي بها على من نحب وإنّما لندافع بها عمن نحب، ولندافع عن بلدنا ومقدساتنا وعن الأمة وعن فلسطين.
نعتبر في كل ما يتهمنا به الصهاينة من دعمنا للإنتفاضة سواء صحيحة أو لا، نعتبر ذلك مفخرة وأوسمة شرف على صدورنا وعلى جباهنا وسوف نكمل تحمل هذه المسؤولية وحاضرون لمواجهة كل التبعات التي يمكن أن يتصورها أحد من خلال وجودنا في هذه الساحة.
أيها الإخوة والإخوات، نحن هنا اليوم في أرض المقاومة ثابتون وراسخو القدم وأقوياء القلب. اليوم رسالتكم كبيرة لإخوانكم في فلسطين ولأحبائكم ولكل الاصدقاء، ورسالتكم قوية لاسرائيل وأمريكا ولكل من يتربص بهذه الأمة ويتهددها، أننا باقون هنا نقاتل وننتصر ونستشهد هنا ونعيش وندفن هنا، هذه أرضنا لن نتخلى عنها كما لم نفعل في الماضي لن نفعل الآن ولن نفعل في المستقبل.
نحن في الزمن الذي أقرب ما نكون فيه من تحقق حلم الأمام الخميني وحلم موسى الصدر وحلم الشهداء وهو عودة القدس والصلاة فيها، هو يوم آت أقرب مما تتوقعون وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار .
وفي مدينة بعلبك، بدأت مراسم إحياء يوم القدس بعد صلاة الجمعة في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عليهما السلام بإمامة الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك، حيث انطلقت مسيرة حاشدة سار في مقدمتها حملة الرايات والمجسمات والفرق الكشفية وخريطة ضخمة لفلسطين ومجسمات للقدس ونبع الوزاني وصواريخ الكاتيوشا. وإضافة الى الشيخ يزبك شارك رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد في المسيرة والنواب محمد ياغي ومروان فارس وإبراهيم بيّان وحسين الحاج حسن، وممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي وشخصيات علمائيّة وسياسيّة وبلدية وفعاليات.
واخترقت المسيرة شوارع مدينة بعلبك وصولا إلى راس العين حيث أقيمت منصة كبيرة احتشد المشاركون أمامها، وألقى الشيخ محمد يزبك كلمة أكّد فيها أننا في يوم القدس نريد فلسطين كاملة غير منقوصة، ومهما كانت تهديدات الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس حكومة العدو آرييل شارون لن يتحول هذا الحق عن مساره، ورأى أنّ سقوط الشهداء والاستشهاديين لن يزيدنا إلاّ عنفوانا وقوة لمتابعة هذا الطريق ونحن على ثقة كاملة بأننا نقترب من تحقيق النصر على أعدائنا رغم وقوف العالم بجانب الكيان الغاصب، فالشعب الفلسطيني أقوى من الآلة العسكرية والترسانة التي يغذيها العالم للكيان الإسرائيلي، وقال إنّ :" العالم اليوم يقف مشدوها أمام صلابة الشعب الفلسطيني وصموده".
وشكر الشيخ يزبك الجمهورية الإسلامية على وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته وإلى جانب الشعوب والحقوق العربية في تصديها لهذا الكيان الغاصب، مشيدا بمواقف سوريا والشعب الفلسطيني ولبنان بكل فئاته الوطنية ومؤكدا على وحدة هذه المواقف لمواجهة المخططات التآمرية على المنطقة.
كما ألقى الرفاعي كلمة حذّر فيها من الجهود الأمريكية الصهيونية للنيل من الوحدة الوطنية الفلسطينية وزرع الفتنة في صفوف الشعب الفلسطيني وقواه المجاهدة عبر ما يسمّى بخارطة الطرق الأمريكية. ورأى أنّ هذه الخطة الجديدة ليست بمعزل عن المخطط الأمريكي للعدوان على العراق. وأكّد أنّ العمليات الاستشهادية تعكس إصرار الشعب الفلسطيني وصلابة جسم المقاومة وهشاشة وضعف المجتمع الصهيوني وقوته العسكرية، لافتا إلى أنّ عملية كتائب شهداء الأقصى أمس جاءت لتقول لكل المرجفين والمشككين بجدوى عسكرة الانتفاضة أن لا هدنة ولا حدود للمقاومة ولا مساومة على دماء الشهداء.