كلمة سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله في الاحتفال الكبير الذي أقامه حزب الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير وذكرى المولد النبوي الشريف في ملعب الراية منطقة الصفير
كلمة سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله في الاحتفال الكبير الذي أقامه حزب الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير وذكرى المولد النبوي الشريف في ملعب الراية منطقة الصفير
بداية وجه سماحة الأمين العام التحية الى الحضور الكريم ورحب بحضور ابنة الإمام الخميني ((قد))الدكتورة زهراء مصطفوي الخميني والوفد المرافق لها في جمعية الدفاع عن فلسطين ،وجدد سماحته التبريك في هذه الايام العزيزة وان كان لم يتح لشعوب منطقتنا وامتنا منذ اكثر من خمسين سنة أن يكون لها أعياد تفرح بها حتى ما يمكن أن نسميه أعيادا هذه الأعياد لا تعرف الفرحة والبسمة هذه الأعياد ممزوجة بالحزن والدموع والأسى بسبب الكارثة التاريخية التي حلت بهذه الأمة عند قيام دولة إسرائيل التي زرعت في هذه المنطقة وجاءت معها كل الجرائم والمجازر والتهديدات والمخاطر والدماء التي تسيل في كل يوم وأمام ما يتعرض له دائما وخصوصا في السنوات الأخيرة وفي الأشهر الأخيرة شعبنا المجاهد في فلسطين لا يبقى للفرح مكان ولا للبسمة محل حتى العيد يلبس ثوب السواد ولكن بالإرادة والعزم والدماء والدموع سنصنع الابتسامات الحقيقية وليست المزيفة وسترفع الرؤوس والهامات بالكرامة الحقيقية وليست الكرامة المزيفة وسنصنع الحرية والتحرير للأرض والمقدسات التحرير الحقيقي والواقعي وليس وهم التحرير الذي يسقط أمام أول امتحان ،في هذا العزم والإرادة يصبح للعيد معنى حقيقي بمعزل وبعيدا عن الابتسام والفرح والحزن والدموع يصبح للعيد معنى الاستلهام والاقتداء والتعلم واستحضار التاريخ والقيم وكل ما هو مجيد في امتنا وتاريخنا وثقافتنا .
من التزامن المبارك في هذا العام أن يقترن عيد المقاومة والتحرير بأجواء الذكرى العطرة لولادة رسول الله الأعظم (ص)ليؤكد عميق الصلة بين المقاومة وتلك الولادة والحقيقة أن هذه المقاومة التي انتصرت في لبنان ما هي إلا شعاع من أنوار تلك الشمس المحمدية العظيمة الخالدة .
وتابع سماحته قائلا اليوم عندما نقف بعيد المقاومة والتحرير نقف عند واحدة من ثمرات ونتاجات هذا الاقتداء وهذا التأسي وهذا الالتزام بهذا الرسول ،هذه المقاومة الإسلامية التي كانت فصيلا أساسيا الى جانب فصائل المقاومة اللبنانية في لبنان والجميع قدموا تضحيات وجهودا مباركة هذه المقاومة بالتحديد استلهمت فكرها وثقافتها واراداتها وإيمانها وخطها من هذا الرجل المولود في هذه الأيام ومن دينه لان الإسلام الذي جاء به محمد (ص)قدم لنا رؤية واضحة عن هذه الحياة التي نعيش فيها ولان الإسلام ربانا على طلب الكرامة والعزة ورفض الذل ولا يرضى لنا ان نكون مستضعفين في الأرض يتخطفنا الناس من حولنا .والإسلام علمنا ان نحب وطننا ولا تناقض بين الانتماء الى الإسلام وبين ان انتمي الى وطني واحب وطني وشعبي وقومي واهلي الإسلام علمنا ان نحب وطننا وارضنا والناس من حولنا وان ندافع عنهم وان ننتصر لهم عندما يظلمون او يعتدي عليهم وهدانا على طريق الجهاد وحبب إلينا الشهادة كانت هذه المقاومة الإسلامية في لبنان ثمرة هذه الثقافة وهذا الإيمان .
وقال سماحته لو أتينا الى هذا الانتصار سنجد ان قاعدته الأساسية لا تكمن في معادلة السلاح الذي نملكه ويملكه عدونا ولا في العدد ولا العدة والمسائل هنا غير قابلة للقياس اليوم بعض الذين يتحدثون عن المقاومة الإسلامية في لبنان انها كانت تملك السلاح وكأنهم يتحدثون عن امتلاك أسلحة نووية وبالرغم من ان أسلحة المقاومة كانت متواضعة جدا الأمور ليست قابلة للقياس ،قاعدة الانتصار كانت في الثقافة وهذا السلاح نعيد صياغته وصوته وصورته الى الأذهان والأسماع في هذه الأيام التي خرج فيها الكثيرون على الفضائيات العربية ليهبطوا العزائم وليمارسوا ثقافة التأييد ونشر الإحباط بين الناس .قاعدة الانتصار الأكبر هي ان الذين يعشقون الموت هزموا الذين يهابون الموت هذه هي المعادلة ان الذين يرون في الموت والشهادة طريق الى الحياة الخالدة هزموا الذين يرون في الموت فناء وضياع ،هنا عظمة الإسلام .
وقال سماحته البعض الذي يأخذ على المقاومة في لبنان وفي فلسطين وعلى حركات المقاومة إنكم لا تملكون إلا ثقافة الموت انا أقول لهم نحن الذين نملك ثقافة الحياة انتم الذين تملكون ثقافة الموت لان الأمة التي تنتهك مقدساتها ولا تحرك ساكنا وتهتك أعراض نسائها ولا تتحرك فيها المشاعر هي أمة ميتة وان كانت تأكل وتشرب ،نعم نحن في الموت نصنع الحياة .
هذا السلاح سلاح عشق الشهادة سلاح الاستعداد للموت لا يمكن ان ينزعه منا أحد ويمكنهم ان يحاصروا البحر والسماء ويمنعوا وصول السلاح إلينا والى الفلسطينيين ويمكنهم ان يضغطوا على الحكومات وان يجففوا الأموال ويوضفوا كل وسائل الإعلام والحكام وأجهزة الاستخبارات ولكن لا يمكنهم ان يأخذوا منا ايمانا في أعماقنا وثقافة نحملها .ما يملكه الفلسطيني اليوم هو هذا السلاح الذي لا يمكن ان ينتزعه أحد ولا يمكن ان يغلبه أحد .وبالتالي هنا سر قوتنا الغالبية العظمى في العالم تريد ان تنتزع هذا السلاح من الفلسطينيين ومنا ومن امتنا ترى لماذا هذا الإصرار الأمريكي من شخص بوش ،وكل زعيم عربي يذهب الى واشنطن يجب ان يدين الإرهاب والعمليات الاستشهادية لماذا هذا الإصرار على وصف العمليات الاستشهادية بالإرهاب ولماذا هذه الحرب العالمية على العمليات الاستشهادية .التي تشن اليوم بالمال والإعلام والضغط السياسي والتهويل بالأوصاف المشينة ،هنا أريد ان اقف عند بعض النقاط لاطل من خلالها على واقع المواجهة القائمة الان مع العدو الصهيوني .
الجهد ينصب على انهاء العمليات الاستشهادية .
اولا:محاصرة العمليات الاستشاهادية دينيا وفقهيا اليوم كل شاب فلسطيني سواء كان ينتمي الى فصيل إسلامي او وطني ،يقول في وصيته انه ذاهب ليستشهد في سبيل الله ،هذا يعني ان هؤلاء يتطلعون الى الله ،عندما ناتي لنقول له هذا حرام ومعصية وانتحار وقتل للنفس ،حين اذ لا يتحرك خطوة واحدة الى الأمام ولن يستطيع ان يحركه أحد الى الأمام ،عندما مخاطبه باسم الله والأنبياء والرسل والفقه والدين ونقول له هذا حرام حين اذ سنعطل العمليات الاستشهادية ولذلك هناك سعي لاستصدار فتاوى بتحريم العمليات الاستشهادية وللأسف الشديد هناك بعض رجال الدين وقع في ارتباك في هذه المسالة ،يوم يفتي بحرمة العمليات وعندما تتغير بعض الامور يفتي بشرعة العمليات ،لكن هذا الامر لن يجديهم نفعا لان الذين اقدموا على إصدار فتاوى التحريم معروفون في وسط المسلمين بانهم فقهاء السلاطين ،وهنا دائما نحن مدعوون عندما نريد ان نتعرف الى حكم الاسلام ان نبحث عن الفقهاء العدول المخلصين الأتقياء .
ثانيا :تقديم العمليات الاستشهادية في فلسطين انها تؤدي الى تخريب وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني ،هذا اكبر تزوير يمارسه اليوم بعض المسؤولين الفلسطينيين والجهات السياسية .
هل يعقل هذا ،وسال سماحته ما هو مشروعكم الوطني الذي تخربه المقاومة هلى هو إقامة الدولة ،اين هي الدولة التي خربتها المقاومة ،وللأسف ياتي هذا الكلام في الوقت الذي يجمع فيه حزب الليكود على رفض إقامة دولة فلسطينية .المقاومة هي التي تحرر الأرض والتي تفرض على إسرائيل ان تعطيكم دولة .الا اذا كان المشروع الوطني الفلسطيني هو عبارة عن تحكم بعض النافذين والمستفدين من أجواء الصلح والتطبيع هذا ليس مشروعا وطنيا .
ثالثا :التشكيك بجدوى المقاومة ،لماذا كل هذه الدماء بلا طائل ولا نتيجة تعقلوا ايها الفلسطينيون انزلوا الى الأرض أنكم تحلمون ،هذا كله قيل في لبنان .
لماذا تحكمون على المقاومة بالفشل ،طبيعة المقاومة الشعبية انها بحاجة الى الزمن أعطوها هذا الزمن .
رابعا :محاولة مصادرة العمليات الاستشهادية في فلسطين من خلال مغالطة خطيرة واعتقد اننا في حزب الله اولى الناس بان نتحدث عن هذه المغالطة وهي حكاية تفاهم نيسان ،ان يصار الى تفاهم نيسان فلسطيني مثل لبنان .أي إيقاف العمليات الاستشهادية مقابل الاعتداء على الفلسطينيين .
عنا يوجد مغالطة كبيرة جدا ويوجد قياس مع الفوارق الكبيرة جدا .
في لبنان لم تكن الكاتيوشا كل المقاومة وكان لديها أسلحة متعددة وخيار عمليات كثيرة.
عندما وقفت الكاتيوشا لم تقف المقاومة .ولذلك استطاعت المقاومة بعد تفاهم نيسان ان تمشي بحرية في المناطق المحتلة وتوجه ضربات قاسية .
وقال سماحته ان هناك من يريد للفلسطيني ان يقول له نحن هزمنا وعلينا ان نرتب أمورنا من جديد على قاعدة أننا مهزومون هذا هو الذي يجري ألان وهذا ما رفضه كل المجاهدين في فلسطين كل الفصائل الجهادية ،لماذا هناك إصرار على إشاعة اليأس والإحباط .
بالرغم من هذه المسائل هنا أقول الشعب الفلسطيني والمجاهدون هم أصحاب الرد وهم ردوا من المهم جدا ان نلتفت ان الذين نفذوا العمليات الاستشهادية والنوعية بعد انتهاء عملية السور الواقي لا ينتمون الى فصيل واحد ولا الى اتجاه واحد وانما ينتمون الى مختلف الفصائل والاتجاهات
استنكرتها السلطة ام لم تستنكرها .هذه إرادة الشرفاء في حركة فتح التي تلتقي مع إرادة كل الشرفاء في كل الفصائل .
نحن هنا في لبنان يجب ان نعرف وان ندرك ان الانتصار الذي حصل هو ليس نهاية المطاف بل هو البداية والخطوة الأولى على طريق النصر الحقيقي ولن يكون انتصار حقيقي ما دام هناك حبة رمل تحت الاحتلال ما دام هناك أسير وعدو يتهدد الدماء والكرامات والآمن ويجب ان نبقى مستعدين لهذه المعركة الطويلة مع العدو .لن تحمي اتفاقيات اوسلوا ولا اللجان الأمنية المشتركة ولا مساعدة السي أي أي حماية قادة وكوادر الشعب الفلسطيني ان كل شريف في فلسطين مستهدف.في هذه المنطقة كل من يفكر ان يكون كريما عزيزا هو هدف للصهاينة الذين يسمح لهم البقاء على قيد الحياة هم الأذلاء الخانعين .
ان استشهاد الأخ جهاد هو علامة مضيئة في تاريخ المقاومة الفلسطينية ،وخصوصا عندما يكون الشهيد نجلا للامين العام لفصيل فلسطيني هذا له دلالات كبيرة .ويجب ان نقابلهم بالمزيد من الثبات والقوة والحضور في هذه المرحلة .
اليوم بعد عملية السور الواقي ليس الخطر الدبابات الإسرائيلية الزاحفة الى هذه المدينة او تلك المدين الاخطر هي ثقافة الهزيمة التي خرج من الأنقاض بعض الحكام والنخب لأشاعتها من جديد وخصوصا في وسط الشعب الفلسطيني .وهنا تاتي مسؤولية الحكام المخلصين والنخب الصادقة في الامة كبيرة جدا ،ونحن في حزب الله وامام التصعيد الكلامي الأمريكي الأخير يجب في عيد المقاومة والتحرير ان نؤكد ثباتنا وجهوزيتنا والتزامنا بخطنا ،بالامس عاد الأمريكيين ليتكلموا عن اجتماعات تظم تنظيم القاعدة وحماس وحزب الله بالتأكيد لم تحصل اجتماعات من هذا النوع ولا نحتاج الى نفي هذه التهم ولكن زج هذه الأسماء بالتحديد بغرض استهدافها لتقديم الصورة للأمريكيين والعالم ان مشكلتنا مع حزب الله وحماس او أي فصيل فلسطيني اخر قد يضم الى هذه الاجتماعات الأمريكية لاحقا ان المشكلة ان هؤلاء يشكلون تهديدا للولايات المتحدة
مسؤول كبير في الكونغرس الأمريكي يقول ان حزب الله لبنان اليوم يشكل تهديدا اقوى من تهديد تنظيم القاعدة هذا عظيم وقال سماحته ان هناك تهمة لم يتهم فيها حزب الله حتى الان وهي انننا نعمل لامتلاك أسلحة الدمار الشامل الترويج لاتهامات مسيئة لحزب الله مثل التهريب والمخدرات من هذه التفاهات التي يعلم القاصي والداني اننا اطهر من ان توجد إلينا تهم من هذا القبيل ،اذا الحقيقة ان هناك حركات للمقاومة مستهدفة في هذه المنطقة الأمريكي يعرف انه يكذب ولكن الأمريكي يريد ان يغطي على الحقيقة التي هي ان أمن إسرائيل مهدد وليس أمن أمريكا وهذه هي جوهر المشكلة .منذ اليوم الاول كنا نعرف من نعادي ومن نحارب وفي أي طريق نمشي والى اين نسير وما هو مصيرنا ومستقبلنا وفي عيد المقاومة والتحرير أعلن ان كان إلحاق الهزيمة بالعدو في لبنان جريمة والوقوف الى جانب الفلسطينيين جريمة يعاقب عليها النظام العالمي الجديد نحن نفتخر اننا مجرمون وجاهزون للعقاب بالتأكيد لن تجدوا هنا مكان للهزيمة وللاستسلام ولا للضعف والوهن منذ البداية كان حلمنا كربلاء ووصلنا الى النصر واليوم أي تهديد يمكن ان يوجه إلينا واقصى ما يمكن ان يفعله الأمريكيين ما هو واقول للفلسطينيين واللبنانيين ان يقتلوك إذا كان بقائنا في هذه الحياة بقاء ذليلا نحن نفضل الموت ألف مرة على حياة من هذا النوع .
نحن نعرف ان هناك حربا شاملة بالجملة او المفرق تخوضها الولايات المتحدة ويجب ان نكون جاهزين لها على هذا في عيد المقاومة والتحرير نبقى هنا نعرف خيارنا وطريقنا ليس مشروع المؤتمر الدولي للسلام او الإقليمي للسلام تصوروا ماذا يمكن ان يتمخض عن هذا المؤتمر الذي اقترحه جزار صبرا وشاتيلا والذي اقترحه هو الذي يحدد الأطراف التي تحضر ولا تحضر ومن يريد ان يحضر هو الذي يضع عليه الشروط واذا أراد ان يحظر الفلسطينيين على شارون ان يوافق مسبقا من يمثل فلسطين ان مؤتمرا مثل هذا يقترحه شارون ويحدد أطرافه وشروطه لا يجلب المن والسلوى للفلسطينيين .قدرنا وخيارنا هذا هو المقاومة التي انتصرت في لبنان .