تصريح النائب غازي العريضي بعد لقائه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة النائب غازي العريضي، وتمّ التداول في الأوضاع الداخلية والإقليمية، وبعد اللقاء أدلى العريضي بالتصريح التالي :
"الزيارة ليست الأولى وليست الأخيرة، حتّى في الماضي القريب كان هناك أكثر من لقاء مع سماحة السيد، لقاءات نبحث فيها كل الأمور الوطنية والإقليمية والشؤون العامة في البلاد ومتفقون على كثير من الأمور لاسيّما منها الأساسية والإستراتيجية وهذه اللقاءات تأتي في سياق هذه العلاقة القديمة جدا والعميقة بيننا وبين سماحة السيد شخصيا وبين الإخوة في حزب الله.
دائما أنقل رسائل من سماحة السيد إلى وليد بك بكل محبة وتقدير وأيضا من وليد بك إلى سماحة السيد وإخواني انطلاقا من الموقف الثابت الذي نكرره دائما وكرره اليوم وليد بك في أكثر من مناسبة في الحرص على المقاومة وحمايتها وحماية هذا الخيار الإستراتيجي في لبنان وهو المقاومة لاستكمال تحرير الأرض والأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. لذلك هذه اللقاءات طبيعية إلى جانب هذين الأمرين الأساسيين، يعني التباحث في كل الشؤون الداخلية والإقليمية في ظل التطورات التي تشهدها".
ـ وسئل عن فتور العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي وعن إمكانية لقاء بين سماحة السيد ورئيس الحزب التقدمي.
فأجاب : "الإخوة في الحزب يدركون تماما موقع الحزب الإشتراكي، سبق وقلت نحن متفقون على الأمور الاستراتيجية الأساسية، كان هناك تباين في وجهات النظر حول قبل التمديد أيضا في قضايا داخلية لبنانية وهذا أمر مشروع، نحن لسنا حزبا واحدا، نحن قوتان أساسيّتان في البلد متفقتان في أمور أساسية واستراتيجية لكن تحدث تباينات أو خلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا، هذا لا يعني أنّ الحزب الإشتراكي خرج من موقعه وهذا يدركه تماما الإخوة في الحزب، وهذا لا يعني أنّه إذا أراد البعض أن يصنّفنا في موقع معين فهو في موقع المصنِّف ونحن في هذا الموقع مُصَنَّفِين فيه. نحن في موقع أساسي ثابت له جذوره، ومعروف موقع ودور الحزب الإشتراكي وفي هذا المجال لا خلاف بيننا وبين الإخوة في حزب الله".
ـ وهل سيكون هناك لقاء قريب بين الأستاذ وليد جنبلاط وبين سماحة السيد نصر الله؟
" ليس ثمّة موانع من عقد مثل هذه اللقاءات، المهم أنّ القاعدة الأساسية بأي لقاء ـ الحمد الله ـ متوفرة ونحن على تواصل دائم وليس ثمّة انقطاع ".
ـ وهل هناك نية لوليد بك بعودة المياه إلى مجاريها مع السوريين؟
" هناك تباين وخلاف في وجهات النظر حول مسائل أساسية، موقف الحزب الاشتراكي واضح تماما كما أعلنه وليد بك اليوم وغير اليوم وكما يكرر دائما، لسنا في موقع الانقلاب على العلاقة مع سوريا أو استهداف هذه العلاقة بقدر ما نحن في موقع تعزيز وتدعيم هذه العلاقة اخذين بعين الاعتبار كل الملاحظات فيما يخص الإدارة الداخلية للشأن اللبناني من منطلق الحرص على تعزيز العلاقات وليس من أي منطلق آخر".
ـ على أي أساس يواصل وليد بك حملته المتصاعدة على الحكومة؟
"على أساس ما تقوم به هذه الحكومة وهذا الأساس المبني في جملته على خطأ التمديد من جهة وعلى الأخطاء التي رافقت تشكيل الحكومة من جهة ثانية وعلى الأخطاء التي ترتكبها الحكومة خصوصا وأننا نسمع تصريحات من المسؤولين في هذه الحكومة حول القرار 1559 وحول قرارات أخرى وحول قضايا استراتيجية مهمة يعتقدون بأنّهم هم الذين يدافعون عن مصلحة لبنان الإستراتيجية لكن ما يصدر من تصريحات يتميّز بخفة وتناقض وارتجال وانفعال وأيضا يسيء إلى الموقف اللبناني وإلى العلاقة اللبنانية السورية تحديدا في هذا الموضوع. لذلك أيضا من موقعنا الثابت والراسخ ننتقد هذه التصريحات والتصرفات".
ـ ما تعليقكم على عدم حضور رئيس الجمهورية جلسات مجلس الوزراء؟
" هذا الأمر يعود إلى رئيس الجمهورية، المهم أنّ ثمة وضوحا في لبنان أنّ كثيرا من الأمور كانت تجري في الفترة السابقة لعرقلة الكثير من القضايا أيضا.
ـ لقد تحدث وليد بك عن مزارع شبعا وفي الفترة الماضية كان هناك بعد للتفسيرات حول خطاباته في هذا الأمر؟
أجاب النائب العريضي " أعتقد أن هذا الموضوع واضح وراسخ وثابت ومحسوم لجهة الموقف من مزارع شبعا عندما نقول حماية المقاومة كخيار استراتيجي للبنان وكإحتياط استراتيجي للبنان وسبق وذكرت موقف الحزب وموقف وليد بك هو استكمال تحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي وتحرير الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية".
ـ وعن تصريح وليد بك ورجائه أن لا يكون تصريح سماحة السيد نصر الله الأخير يقصده ؟
"واضح أنّ سماحة السيد لم يكن يقصد الحزب الإشتراكي ووليد جنبلاط ، وواضح أن وليد جنبلاط تلقف هذه الرسالة وعبّر أيضا بهذه الطريقة مؤكدا بأنّ الحزب لم يكن يستهدف الحزب الإشتراكي".
ـ سئل عن دعوة البعض لوجود مراقبين دوليين للإشراف على الإنتخابات النيابية؟
" كان لنا موقف أننا لسنا مع هذا التوجه، التدويل بكل أشكاله نحن ضدّه، القرار 1559 نحن ضدّه، ولكن ثمّة أمور مقلقة بتصرفات الحكومة فيما يخص الإنتخابات بدءا من تصنيف الناس في المعركة الإنتخابية : من هم مع القرار 1559 ومن هم ضدّه، مرورا بتخوين البعض الآخر وصولا لافتعال انقسامات بين اللبنانيين على هذا الأساس ونحن نعلم كيف تجري الإنتخابات النيابية في لبنان، وصولا أيضا إلى ما يحكى عن تقسيمات وعن مشاريع انتخابية معلنة بكل وضوح أنّهم أبلغوا الذين كلفوا بإعداد هذه الخطط والمشاريع بضرورة تحضير الخرائط والتقسيمات التي تنتقم من وليد جنبلاط والمعارضة، هذه الأمور معلنة من قبل أركان السلطة في لبنان، وبطبيعة الحال نحن سنكون ضدّ هذا الموضوع وسنخوض الإنتخابات وعلى كل حال موقفنا بضرورة أن تكون الانتخابات نزيهة وحرة وديموقراطية. ما نراه من قبل الحكومة إن على مستوى التصرف بالمال العام الآن، إن على مستوى النوايا بالتقسيمات، إن على مستوى التشكيلات القضائيّة والتشكيلات الأمنية التي فيها إقصاء لكل المواقع وتركيب آلية معينة لإدارة هذه الإنتخابات، هذا أمر غير مطمئن على الإطلاق ".
ـ أين أصبحت الوساطة التي يجريها حزب الله مع القيادة السورية ؟
" هذا الأمر لا أتحدث عنه في الإعلام، مشكورة الجهود التي يقوم بها سماحة السيد وهي لم تتوقف وهذا ينطلق من حرص على العلاقات اللبنانية...(مقاطعا : هل هناك حلحلة) نتمنّى ذلك لا أريد أن أتحدث في الأمر عبر الإعلام. هذا الأمر بكل أمانة متروك لسماحة السيد ونحن على تواصل دائم، لكن أريد أن أؤكد وأشدد بالتأكيد على أنّ ما يقوم به سماحة السيد من اتصالات وجهود مشكورة إنّما ينطلق من الحرص على العلاقات اللبنانية السورية وعلى القوى الأساسية التي لها دور رئيسي في إرساء هذه العلاقات".