لقاء الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع ممثلي ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في لبنان
استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة ممثلي ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في لبنان بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حدرج، وجرى استعراض التطورات على الساحة الفلسطينية وأوضاع المخيمات في لبنان.
وبعد اللقاء أدلى ممثل حركة حماس أسامة حمدان بالتصريح التالي: طبيعة العلاقة بيننا كفصائل فلسطينية وكشعب لبناني بشكل عام وبين الأخوة في حزب الله كمقاومة هي علاقة دائمة واستراتيجية ونحن نعتقد بأن هذه العلاقة تأتي في سياق مشروع المقاومة الذي يسعى إلى تحرير الوطن وتحرير الأرض الفلسطينية واللبنانية.
جرى الحديث مع سماحة الأمين العام في ثلاثة قضايا أساسية: المسألة الأولى، تقديم التهنئة بتحرير الأسرى اللبنانيين ونجاح عملية التبادل التي خرج في إطارها أيضاً المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني الأسرى، وأملنا كفلسطينيين أن تنجح المرحلة الثانية من عملية التبادل في تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وخصوصاً المقاومين المحكومين بأحكام عالية. وأود هنا أن أشير إلى أن حجم الآمال والثقة الفلسطينية بما يمكن أن يقوم به إخواننا في حزب الله في هذا الأمر هو كبير جداً.
المسألة الثانية التي تحدثنا فيها تطرقت إلى التطورات الفلسطينية الحاصلة الآن وما يجري في داخل الوطن المحتل، سواء السلوك الإسرائيلي في عملية بناء الجدار الذي يقطع الأرض الفلسطينية ويستولي عليها أو حديث حكومة الاحتلال وعلى رأسها شارون عن انسحاب من غزة نعتقد أن خلفيته الأساسية هي حالة الهزيمة التي يعيشها الاحتلال وعدم قدرته على مواجهة المقاومة وفشل مشروعه الأمني وفشله في سحق هذه المقاومة وإيجاد أجهزة ما تقوم بخدمة أمنه وحمايته. صحيح أن البعض يحذر من فخ إسرائيلي قد يحاول إثارة فتنة فلسطينية- فلسطينية، لكنني أعتقد أننا كفصائل فلسطينية مقاومة واعون لهذا، لن نسمح بحصول فتنة مهما كان السبب، وبالعكس ستكون هذه العملية، وأعني بها الانسحاب من غزة، دافعاً لشعبنا الفلسطيني لمواصلة المقاومة حتى دحر الاحتلال عن أراض فلسطينية أخرى.
القضية الثالثة والأخيرة، كانت الشأن والهم الفلسطيني في لبنان، والكل يعرف أن الشعب الفلسطيني هنا في لبنان هُجر بقوة السلاح والإرهاب الصهيوني وما زال حتى اللحظة يعيش متمسكاً بحقه في العودة إلى أرضه ووطنه الذي أخرج منه، ولا يمكن للشعب الفلسطيني بحال من الأحوال أن يقبل عن ذلك بديلاً. عبّرنا عن موقف واضح وصريح في رفض أي مشروع سوى مشروع واحد هو العودة إلى أرضنا الفلسطينية المحررة، وبالتالي نحن نعتبر أن حل قضية اللاجئين في لبنان معبره الأساس هو استمرار المقاومة الفلسطينية حتى التحرير. لكن هذا لا يمنع، بل هذا جزء من ضروراته أن يكون هناك دعم للاجئين الفلسطينيين يشمل هذا الدعم تخفيفاً لمعاناتهم، إعطائهم حقوقهم في العيش أحراراً كرماء أعزاء، إعطائهم الفرصة لممارسة حقوقهم في مقاومة الاحتلال ودعم مقاومة شعبهم داخل فلسطين، وقد لمسنا من سماحة الأمين تفهماً ودعماً وتأييدنا لمواقفنا.. كان لقاءه حديثاً للذات وهماً واحداً، وآمل أن تتجدد هذه اللقاءات على قاعدة مواصلة هذا الإصلاح حتى تحقيق أهدافنا جميعاً".
كما استقبل السيد نصر الله عدداً من الشخصيات الفلسطينية ضم رفعت النمر،د. أنيس الصايغ، أبو ماهر اليماني وصلاح الدباغ.
ثم استقبل سماحته وفداً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترأسه مسؤول الخارج د. ماهر الطاهر الذي قال بعد اللقاء: تشرفنا اليوم بلقاء سماحة السيد حسن نصر الله وكنا سعداء بهذا اللقاء. كان الهدف الأساسي أن نقدم له التهاني بمناسبة الإنجاز الكبير والنصر الذي تحقق بإطلاق سراح المئات من الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب. هذا الانتصار الذي جاء في ظل الظلام الذي يعيشه الواقع العربي الرسمي. هذا الانتصار جاء ليؤكد بأن طريق المقاومة هو طريق الجهاد والكفاح، هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر وانتزاع الحقوق. نقلت لسماحة السيد حسن نصر الله ، القائد الإسلامي العربي اللبناني الكبير، رسالة من الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المناضل أحمد سعدات، وهذه الرسالة أيضاً تنقل له التهاني بمناسبة هذا الانجاز وتتحدث حول رؤيتنا بالنسبة للوضع الفلسطيني والعربي في هذه الظروف.
تحدثنا في اللقاء حول الوضع داخل فلسطين وتطورات الانتفاضة، وتحدثنا حول الوضع السياسي العربي وأكدنا كوفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن شعبنا سيواصل الكفاح والمقاومة وأن الانتفاضة مستمرة مهما كانت الظروف القاسية التي تحيط بنضالنا الوطني، وقلنا لسماحته بأن شعبنا الفلسطيني حسم أمره وقال كلمته: لا للاستسلام، نعم لاستمرار المقاومة والانتفاضة حتى تحرير كل فلسطين، ونحن ندرك كل الإدراك بأننا لسنا وحيدين في الميدان بل يقف إلى جانبنا كل الأحرار والشرفاء في العالم العربي والإسلامي وفي العالم كله وفي مقدمتهم الأخوة المجاهدين في حزب الله.