كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل إفطار وحدة المهن الحرة في حديقة بلدية الغبيري الجناح 9-11-2002
دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله إلى مناقشة ووضع إطار جدي من المفاهيم وتحديدها مما يمكننا من ترجمة ما نؤمن به من عدالة إجتماعية ومشاركة سياسية وإنماء متوازن وغير ذلك مما يطالب به اللبنانيون.
ورأى أنّه للآن لم تجرِ أي مناقشة حقيقية للمفاهيم إلاّ في حالات خاصّة ونادرة جدا، وكل الحوارات في البلد هي حوارات مضغوطة بالمدفع والحيثية الأمنية، وحتّى إتفاق الطائف الذي نقل لبنان إلى مرحلة السلم الأهلي جاء في ظرف استثنائي داخلي خاص.
كلام سماحته جاء في إفطار نظّمته وحدة المهن الحرّة في حزب الله وحضره إضافة إلى السيد نصر الله كل من وزير الإعلام غازي العريضي، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب المحامين ريمون شديد، نقيب الأطباء محمود شقير، نقيب أطباء الأسنان طوني زينون، نقيب الصيادلة غسان الأمين، نقيب المهندسين الحالي والسابق صبحي البساط وسمير ضومط، نقيب الطوبوغرافيين سركيس فدعوس، أعضاء مجالس النقابات وممثلي القوى الحزبية النقابيّة ومسؤول وحدة المهن الحرّة أحمد ملّي ونقباء وأعضاء المجالس النقابية في حزب الله.
وتحدث سماحته عن عدد من المفاهيم الملتبسة بين اللبنانيين من الحريات العامة والتعبير عن الرأي والديني والطائفي والعلاقات المميزة مع سوريا والعدالة الاجتماعية ودولة القانون وإلغاء الطائفيّة والهوية والانتماء العربي وغيرها من المفاهيم التي يفهمها كل واحد منّا بشكل مختلف، ودعا إلى مناقشة وحوار هاديء حتّى في ظل الضوضاء الموجودة والتصريحات من مختلف الإتجاهات حيث في هكذا جو بالتأكيد ستكون الغريزة هي الحاكمة.
وحذّر سماحته من الوقوع في التناقض في تحديد المفاهيم، وعندما أكون معارضة واقتنع بمفهوم يجب أن يظل هذا المفهوم هو نفسه عندما أصبح في السلطة، أضاف : يجب أن نبحث عن مفهوم الحق في قضية الحريات والسيادة لأنّ الصواب واحد.
وقال :" نحن في لبنان غارقون في معالجة النتائج ونتصارع في دائرتها وغافلون عن مناقشة ومعالجة الأسباب، وعندما نريد العودة إلى الأسباب لا يجوز رمي المشكلة على الآخرين وعلى الخارج"، مشددا أنّ مقولة حرب الآخرين على أرضنا ليست صحيحة وهي نصف الحقيقة وهي حروبنا أيضا، ولقد تكاملت وتقاطعت مع حروب الآخرين على أرضنا، وجزم بأنّ العوامل الداخلية كانت أقوى من العوامل الخارجية.
وسأل سماحته عن مكتسبات مؤتمر باريس 2، ولفت إلى أنّه لا يجوز أن نتأمّل أن يأتينا سحر الساحر من الخارج، بل نحن كيف سنواجه مشاكلنا.
وأكّد سماحته على مواجهة المشروع الإسرائيلي بوضع أيدينا بعضها ببعض، فالخيرات اللبنانية ليست مصنّفة طائفيا وحتّى السيادة ليست مقسّمة طائفيّا، والطيران الحربي المعادي يجوب أجواء المناطق اللبنانية كافّة وكل مناطق تواجد الطوائف. وقال :" نحن في حزب الله نعتبر الخطر الإسرائيلي محدقا ومقاومتنا تحمل مشروعا وطنيا وليس مشروعا طائفيّا وهي تقاتل دفاعا عن هذا الوطن وهذه الأمّة، وتشهد لها التجربة بأنّها تتحرك بحسابات وطنية ومخطيء أحيانا من يظن أنّ توقيت العمليات أو بعض المواقف تستهدف الداخل.
وأكّد في ختام كلمته أنّنا نتحرك في مشترك وطني وندعو إلى التحرك في المشترك الوطني، وإذا اختلفنا في أي مسألة فلنعزلها عن المشترك الوطني لأنّ الأمّة الحيّة تحافظ على مشتركاتها الوطنية وتعمل على حل مشاكلها لكننا في لبنان نعمل على نسف المشترك الوطني وهذه نقطة ضعف.
وتكلم في حفل الإفطار أيضا مسؤول المهن الحرة الدكتور ملّي فأكّد أنّ المصالح الكبرى لها الأولوية الكبرى والعنوان الأول في عمل حزب الله النقابي، موضحا أن حزب الله لا يعمل بسياسة الإمساك بالنقابات، بل سياسته تقوم على تعزيز الجسم النقابي لمواجهة المشروع الصهيوني، وهو يدعو لتعزيز المستوى العلمي والارتقاء بالتعليم.